إن تلك القصه التي نحكيها لأطفالنا الصغار شيء مهم جدا ومفيد ، يؤثر على شخصياتهم في المستقبل والحياة و يجعل منهم اطفال متفتحون العقل ويتعرفون على الكثير من الاشياء بالحياة ، واليوم اقدم لكم قصه جميلة من حكايات عمتي امونه التي كانت تحكيها لنا ونحن اطفال صغار مع ابناء عمي وابناء عمي ، اقدم لكم اليوم في موقع قصص واقعيه ، اقدم لكم قصه من التراث القديم بعنوان علام وجبل الاوهام قصه من حكايات عمتي امونه بقلم منى حارس .
علام وجبل الأهوال
جلست عمتي امونه وجلسنا نحن معها نستمع الى قصه التي وعدتنا بقصها ، فقلت لها يا عمتي احكي لنا قصه جميله كما وعدتينا امس ، فقالت عمتي سوف احكي لكم يوم يا احبابي قصه الصغير علام الذي تحدي الاقوال من اجل ان يحضر الدواء الى امه المريضه انت فاهمه معناها مهرجان رنا اليها باهتمام كبير حتى نعرف ما هي قصه الصغير علام الذي تحدي الاهوال والمصاعب ، ابتسمت عمتي امونه وعدلت من وضع منظارها الطبي وقالت : كان يامكان في قديم الزمان في احدى البلاد القديمه ، والبعيدة كانت تعيش سيده فقيره مع ابنها الوحيد علام بعد ان توفي زوجها المريض وترك لها الصغير علام ، الذي كان يبلغ من العمر تسع سنوات
كانت الام تعمل في بيع الجبن في السوق ، ومن خلال الاموال القليله التي تحصل عليها كانت تشتري الطعام والشراب وما يحتاجه الصغير علام ، وفي يوم من الايام مرضت الام مرضا شديدا ، فازمها المرض الفراش فكانت لا تستطيع الحركه ، ووجد علام نفسه لا يستطيع فعل اي شيء من اجل امه المريضة ، ولقد كانت الام هي التي تحضر الطعام والماء ، بالنقود التي تحصل عليها عندما تبيع الجبن اللذيذ الذي صنعته ، في السوق ولكن الان لا يمتلك علام شيء ، ولا حتى يمتلك ثمن الطبيب الذي لم يستطيع أن يحضره لها ليعالجها ن جلس الطفل اليتيم يبكي بشده وقهر على ما وصلت اليه امه من مرض، ويدعوا الله اللطيف ان يساعده .
وبينما هو يبكي ويبكي بقهر وكانت امه لا تتحرك من مكانها ولا تفتح عينيها من شدة المرض ، حضرتك اليه الجنيه الطيبه ” وجنات ” وقلت له لماذا تبكي يا غلام بشدة لقد ايقظتني من نومي يا بني ، بسبب صوتك العالي وبكائك الحار ، فقال لها ان امي مريضه بشده ولا اعرف كيف اشفيها ايتها الجنيه الطيبة .
فقالت له سوف اعطيك النقود يا بني واحضر لها الطبيب سريعا ، فانا لست طبيبه ، فرح علام كثيرا بكلام الجنيه الطيبه واعطت الجنية وداد للطفل الصغير بعض النقود ، وقام باحضار الطبيب ، كشف الطبيب على الام وقال لعلام ان امك مريضه جدا ، وليس هناك امل في علاجها يا بني ، اخذ علام يبكى بشدة ويقول للطبيب ارجوك ساعد امى وانا سوف افعل اي شيء من اجلها يا عمي ، نظر الطبيب باشفاق كبير للصبي وقال :تحتاج امك يا علام الى عشب نادر الوجود اسمه عشب الحياة ، حتى تقوم من جديد وتخف وللاسف الشديد فهذا العشب ليس موجودا الا في ذلك الجبل المسكون بالاشباح وملىء بالاهوال يا بني ، ولا احد يستطيع صعود الجبل مهما فعل صدقني.
نظر علام بفرح قائلا : ليس هناك مستحيل يا عم سوف اذهب واتسلق الجبل واحصل على العشب ، من اجل امي التي تعبت كثيرا وربتني ، سوف افعل المستحيل ، نظر له الطبيب باشفاق قائلا : يا علام لم ينجوا احد من جبل الاهوال فلا تتعب نفسك يا بني رجاء ، لم يهتم بكلام الطبيب بل كان يفكر في جبل الاهوال فمكان الجبل بعيد جدا ولونه اسود مخيف ، تطل غرفة نافذته على الجبل ويراه كل يوم ويخاف منه كل سكان المدينة .
بعد ان رحل الطبيب جلس علام يبكي بشده على حال امه، فكيف يستطيع الوصول الى ذلك الجبل وكيف يتركها لوحدها وهنا ظهرت له الجنية وداد الطيبه من جديد ، وقالت له ما بك يا علام يا ولدي قال لها أيتها الجنية الطيبه ، لقد احضرت الطبيب كما كما قلت لك ، ولكن الطبيب اخبرني بان علاج امي في ذلك الجبل بعيد ، وانا لا اعرف كيف اترك امي وحيدة حتى اذهب الى الجبل .
نظرت له وداد بتأثر قائله :يا علام لقد وصاني والدك عليك قبل موته ووعدته بانني سوف اساعدك في الضيق ، اذهب وتسلق الجبل واحضر العشب وانا سوف اجلس مع امك اراعيها ، وخذ معك تلك القلادة اعطيها لحارس الحديقة وقل له انا من عند الجنيه وداد وسوف يعطيك ما تريد .
نظر لها متاثرا وقال لها وماذا ان غبت شهور لاحضر العشب ، ردت وداد قائله : اذهب يا علام فحتى ان غبت شهور يا ولدي وسنين لن اترك امك وسوف اجلس بجوارها لارعها ، لو كانت باستطاعتي كنت احضرت لك العشب ولكن جبل الاهوال ليس في سلطتي ابدا ولا استطيع التدخل في شؤنه حتى لا اغضب حارسيه يا بني هيا توكل على الله ، واذهب يا علام على بركة الله
فرح علام بشده واخذ بعض الطعام من المنزل وكان قطعة من الخبز وبعض الماء ، وذهب في طريقة الى الجبل جبل الاهوال والمصاعب فماذا سيقابل هناك يا ترى من أهوال وهل يستطيع علام أن يتصدى لها وحده ن وهل ستفي الجنيه وداد بوعدها مع علام هذا كله سنعرفه في الحلقة القادمة
يتبع مع علام وجبل الأهوال