قصة عن التنمر بعنوان “عانيا من التنمر وبالنهاية انتصرا وكللا قصة كفاح حبهما بالزواج”
قصة عن التنمر
يعد التنمر من أخطر صور العدوان والقهر والتي تكون مرفوضة قطعا لمدى خطرها الجسيم الذي تتركه بالنفس والمجتمع أيضا.
يدفع التنمر للعزلة والشعور بالدونية والشعور بعدم الراحة الدائمة.
التنمر قد يكون سببا في الانتحار، يشعر المتنمر عليه أن خلاصه وملاذه الوحيد هو الموت، فيتمنى الموت وأحيانا كثيرة يتخذ له وسيلة.
وللأسف الشديد لقد أصبح التنمر من أخطر الآفات المجتمعية والتي انتشرت انتشارا على نطاق واسع، ولا أحد تمكن من وضع حد لانتشارها.
القصــــة
قصـــــــــــة حقيقية بكل كلمة، والأهم من ذلك أنها تجسد الكثير من القيم والمعاني والتي نسيناها جميعنا من كثرة ما نلاقيه من أوجاع للقلوب بزماننا…
فتاة في العشرينات من عمرها تعاني إعاقة جسدية، فلا تتمكن من النهوض على قدميها على الإطلاق، دوما قعيدة على كرسي متحرك، تعاني بكل لحظات حياتها من التنمر إما بكلمات أو بأفعال أو حتى بحركات متوارية.
على الرغم من إعاقتها إلا إنها تمكنت من إنهاء تعليمها وحصلت على أعلى الشهادات الدراسية، دخلت كلية الصيدلة وتمكنت من العمل فور الانتهاء من دراستها.
كانت دوما تناجي ربها وترجوه الصبر على أفعال من حولها، ويأتي جزاء الله سبحانه وتعالى فيرزقها بفضله العظيم بشاب طيب الأخلاق رحيم القلب يقع في حبها ويؤسر أسرا من صورة لها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، يجد أن لها عينان يصعب على آدمي وصفهما.
يرسل إليها بتعليق فتعجب به، فيراسلها ويطلب منها مقابلة والدها، وبالفعل سافر من بلده لبلد آخر حيث توجد من أسرت عليه قلبه وبالرغم من إخبارها له بمدى ما تعاني منه إلا إنه يصر على الزواج منها.
تبتسم لها الحياة في وجهها مجددا، ولا يعكر صفاء فرحتها وسعادتها إلا رفض أهل الشاب للزواج من مثلها، تذكرت كل معاناتها من قديم الزمان، عندما كانت تذهب للمدرسة بينما كانت صغيرة، وعندما كبرت وكانت بالشارع لذهابها لمحاضراتها بالجامعة، وحتى أثناء ذهابها لعملها، لم تجد أحدا من الناس ليرحمها.
أبى الشاب أن يترك حب حياته، فتمرد على أهله، أما الفتاة ففي البداية فكرت في الانسحاب من حياته ليعيش من أحبته بكل صدق حياة طبيعية، لقد تمنت له الخير وألا يغضب عليه أهله، ولكنها عندما علمت بمدى مقدارها بقلبه لامت نفسها على ما فعلته به لتحثه على تركها، لقد فقد الشاب رغبته في الحياة كاملة، وصل به الحال إلى إنه تمنى الموت ولم يجده.
لقد كان الله سبحانه وتعالى رحيما بهما، وعندما رأت الفتاة ما رأته من الشاب ومن مدى حبه الصادق الحقيقي لها تمسكت به أيضا، وعدته ألا تتخلى عنه، وبالفعل بعد كثير من المعاناة وكثير من الرفض تزوجا الاثنان، كانت الفتاة ترتدي ثوب زفافها وهي تجلس على كرسيها المتحرك، كان زوجها هو من يساعدها في تحريكه، لقد أمسك بها وأديا رقصة تدل على مدى سعادتها والتي كانت تغمر قلبيهما.
كانت الفتاة لا تعرف بأي طريقة تحمد الله على هبته، لقد كان الشاب يحمل بين ضلوعه قلبا ماسيا ليس له مثيل بكل حياتها، لقد جفف دمعها بعد كل ما رأته من تنمر لسنوات طوال.
قالت في حقه أنه الوحيد الذي لم ترى بعينيه نظرة الشفقة التي كانت تراها لأحيان كثيرة حتى في عيون أقرب ما لديها.
وبعد الزواج كانت تشعر الفتاة بكم السعادة الذي لو قدر له أن يوزع على العالم لكفاه، أما عن الشاب فيعدل عن نظرة المجتمع لمن به عيب حتى وإن كان بغير يده، علينا جميعنا أن نحمد الله على ما أعطانا سواء في السراء والضراء.
يقول الشاب أن الكثير من الأصحاء الأسوياء من كانوا يتنمرون على زوجته لم يكملوا حتى تعليمهم، لا يرون جوهرها ولا حتى وسامة خلقتها ولا جمال أخلاقها، كل ما رأوها هو عجزها وعدم قدرتها على السير مثلهم.
كان الشاب بكل يوم يذهب بها لمكان عملها، وعندما ينتهي من عمله يعود إليها ويأخذها معه، أما عن الأعمال المنزلية فكل منهما يساعد الآخر ويعينه عليها، ولا توجد أبسط من البساطة بالحياة إن أردنا أن نبسطها، وإذا أردنا لها التعقيد تعقدت لدرجة أننا لم نقوى على العيش بها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص وعبر للأطفال مكتوبة بعنوان الجدة العجوز وتنمر الصغير
قصة خيالية قصيرة قصة البطة القبيحة قصص للأطفال قبل النوم
صص حزينة مؤلمة بعنوان حادث قطاري سوهاج الأليم والمروع