قصة فعل اليد قصة رائعة ومعبرة عن مدى تأثير افعالنا في حياة الآخرين حتي دون ان ندرك ذلك
قصة فعل اليد قصة قصيرة معبرة وجميلة استمتعوا الآن بقراءتها في هذا المقال من موقع قصص واقعية ، القصة من اجمل القصص المترجمة بقلم : رياض محمد حسون نتمني ان تنال إعجابكم ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة فعل اليد
في أحد ايام السنة الدراسي االاولي لي رأيت مايكل احد طلاب صفي عائداً الي البيت، كان يبدو متعباً وهو يحمل معه جميع كتبه، قلت في نفسي : لماذا يحمل شخص مثله جميع كتبه معه في يوم العطلة ؟ لم التفت للأمر واكتفيت بهز كتفي ومضيت في طريقي لأني خططت لقضاء عطلة نهاية الاسبوع مع اصدقائي .
في طريقي رأيت مجموعة من الصبية يركضون باتجاهه فصدموه وأسقطوا كتبه من ذراعيه ودفعوه حتي سقط في الوحل وطارت نظارته لثلاثة أمتار في الهواء تقريباً لتستقر الي جانبه فوق الحشائش، وما إن رفع نظرة الي حتي رأيت الحزن المخيف في عينيه، رق له قلبي ومشيت نحو وهو يزحف علي الارض ويفتش عن نظارته والدموع في عينيه، اعطيته نظارته وقلت له : هؤلاء صبية حمقى، نظر لي وقال : اشكرك .
ارتسمت ابتسامة كبيرة علي وجهه كانت من نوع الابتسامات الحقيقية التي تظهر الامتنان، ساعدته في حمل كتبه مستفسراً عن مسكنه الذي تبين انه بالقرب من المكان، تحدثنا طوال طريق العودة وحملت له كتبه، كان حقاً انساناً رائعاً، عرضت عليه لعب كرة القدم معنا انا واصدقائي فوافق حيث قضينا عطلة نهاية الاسبوع كلها معاً وكلما كنت اتعرف إليه اكثر تزداد علاقتي به بصورة اكبر وكذلك حالة مع اصدقائي وما إن بدأ يوم دراسي جديد حتي عاد مايكل يحمل معه مرة اخري رزم الكتب وانا امازحة كثيراً واقول له : ايها الفتي حملك لكل هذه الكتب سيجعل لك عضلات سليمة وقوية يوماً ما ،فيضحك ويعطيني جزءاً منها لاحملها عنه وخلال السنوات الاربع التالية اصبحنا انا ومايكل من افضل الاصدقاء وعندما كبرنا فكرنا بدخول الكلية فالتحق هو بكلية الطلب في مدينة فيينا بينما امتهنت كرة القدم في مدينة زالتسبورغ .
لكن بعد المسافة بين المينتين لم يشكل عائقاً امام صداقتنا، أختير مايكل خطيباً لحفلة تخرجنا وفي يوم التخرج بدأ رائعاً كونه واحداً من اولئك الذين وجدوا انفسهم خلال الدراسة وطوروا اسلوبهم الخاص وقبل أن يبدأ خطابه رأيته متوتراً جداً فقلت له بعد أن ربت علي كتفه : ايها الفتي ستكون رائعاً فنظر لي نظرة الامتنان السابقة ذاتها وتبسم قائلاً : اشكرك .. تنحنح ثم بدأ خطابه : التخرج مناسبة تشكرون فيها من اعانكم علي اجتياز السنوات الدراسية الصعبة، اباءكم ، معلميكم ، اشقاءكم، ربما مدربكم، لكن حتماً اصدقاءكم .. اقول لكم ان افضل هدية يمكن لاحد ان يقدمها هي الصداقة، ثم روي قصة اول لقاء له معي وانا انظر اليه ببعض الريبة عندما ذكر انه خطط لترك الدراسة نهائياً بعد عطلة نهاية الاسبوع وقبل ان اصادفة في الطريق، لعدم قدرته علي الانسجام مع الآخرين، ثم نظر لي وابتسم وهو يقول : الحمد لله، صديقي انقذني وحماني من شئ لا يوصف، وهو ترك المدرسة والدراسة .
استطعت ان اشعر كيف ان الجمهور حبس انفاسة عندما كان يتحدث هذا الفتي الرائع عن اضعف لحظات حياته، ولاحظت وقتها كيف ان امه واباه كانا ينظران لي مبتسمين، لم يسبق لي ان شعرت قبلها بمثل هذه الصداقة العميقة بيننا .. فلا تستهن ابداً بقوة افعالك قرب سلوك او فعل صغير يمكن ان يغير حياة احدهم نحو الافضل او الاسوأ ، الحياة تجعلنا جميعاً نؤثر في حياة الآخرين ، ونتأثر بها بطريقة أو باخري .
ترجمة واعداد : رياض محمد حسون