قصة قارون من قصص القرآن الكريم قصة جميلة للكبار والصغار
نقدم لكم هذه القصة الجميلة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصة قارون من قصص القرآن الكريم قصة جميلة للكبار والصغار، وفيها نحكي قصة قارون وثروته الفاحشة وكيف تسبب غروره في ان خسف الله به وبداره الارض.
قصة قارون
قص الله عز وجل لنا في سورة القصص قصة قارون، حيث قال تعالى:( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ *فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ *فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ *وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)، كان قارون غني من أغنياء بني إسرائيل، وقيل أن قارون أما أن يكون ابن عم سيدنا موسى عليه السلام لأن اسمه قارون بن يصهر بن قاهث، أو يكون عم سيدنا موسى عليه السلام، لكن الكل أجمع أن قارون ابن عم سيدنا موسى عليه السلام.
والقرآن الكريم قال أن قصة قارون حدثت بالتحديد قبل خروج بني إسرائيل من مصر، وهروبهم من فرعون وجنوده، قال تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ *إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)، وكان قارون وزير لفرعون في ما يخص شئون بني إسرائيل، وأنعم الله تعالى عليه ويسر له الحصول على المفاتيح لثروات كثيرة الموجودة بالحجرات، وكان كل مفتاح ثقيل جدا يحتاج لعدة رجال أقوياء لحمله.
وكان قارون يبغي على قومه ويحرمهم مما أعطاه الله من مال وخير كثير، لكن القرآن الكريم لم يذكر كيف بالتحديد كان يبغي على قومه، والقرآن الكريم ذكر أن الحكماء من بني إسرائيل نصحوه كثيرا بالاقتصاد والاعتدال في الأنفاق وعدم الإسراف وعدم إمساك المال، وطلبوا منه ألا يفرح، فالفرح نسيان لمن أعطاه النعمة وهو الله عز وجل، ونصحوه بالعمل الطيب والصالح من أجل الآخرة، وأن عليه أن ينفق من ماله من أجل آخرته، وأن الاستمتاع بالدنيا يجب أن يكون دون تقصير في حق الدين وحق الآخرة، وأن المال نعمة من عند الله تعالى المنعم الكريم، وذكروه بالصدقة والإحسان وتجنب الفساد، والابتعاد عن الحقد والحسد والظلم، فرد قارون عليهم، وقال جملة واحدة كانت فيها نهايته وضياعه: ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)، فنسي فضل الله عليه واغتر بعلمه وماله.
وفي يوم من الأيام خرج قارون أمام قومه، وهو يرتدي الزينة، فتمنى كثير منهم أن يكونوا مثله، ويمتلكوا ما يمتلكه من نعم لا تعد ولا تحصى، فرد عليه حكماء بني إسرائيل تجنبوا الفتنة، فرضى الله تعالى خير من الدنيا وما فيها، وما عند الله خير وأبقى من ما يملك قارون، وفجأة يأتي أمر الله بعقاب قارون فيخسف به وبداره الأرض في لمح البصر، ويختفي قارون وداره من وجه الأرض تماما، فيعتبر الجميع مما حدث لقارون الطاغي.
وتبقى من قصر قارون الآن بعض الآثار، لكي تكون موعظة للناس، فبقي كرسيه المطعم بالذهب، وأسفل الكرسي حفرة عميقة وسحيقة يقال أن بها جثة قارون، وكل ما كان في هذا القصر كان مصنوع من ذهب، حتى ملابس قارون نفسه كانت قد نسجت من ذهب، ووجدت في غرفته بعض أوراق البردي المسجل بها حسابات، قام العلماء بنقلها للمتحف المصري، حيث سجل بها طريقة قارون لتحويل التراب إلى ذهب.
وقصر قارون عبارة عن 3 أدوار، و336 غرفة، وعلى جانب كرسي قارون اثنين من السلالم، تؤدي لممرات تؤدي للخروج من المدينة، لكي يستطيع قارون الهرب من أي هجوم تتعرض له البلاد، والطابق الثاني يحتوى مخزنا لوضع الذهب، والدور الثالث معبد لعبادة إلهين رسما على جدار الدور الثالث، ويطل القصر على بحيرة قارون أصبحت اليوم كمزار للسياح.