قصص قصيرة

قصة قصيرة جدا ولكنها مؤثرة للغاية

غالبا ما تستهوي القصص القصيرة فئة كبيرة من القارئين، ففي النهاية سهلة في القراءة وتترك في النفس أثرا عميقا وتجعلنا نعيد التفكير في العديد من المواقف التي تمر علينا يوميا بحياتنا، تجعلنا نعيد النظر في كثير مما يحدث حولنا.

مما لا شك فيه أن القراءة نفسها غذاء لا يمكننا الاستغناء عنه، وخاسر للغاية من لا يجبل نفسه على القراءة يوميا وبشكل دائم ومستمر.

القصــــــــــة الأولى:

قصة قصيرة ولكنها الأجمل على الإطلاق والأكثر قيمة لكونها بها عبرة سامية…

في يوم من الأيام حل والد وابنه نزيلين بإحدى الفنادق، وكان يخيم الهدوء على كليهما وشحوب اللون على الابن، وفي نهاية اليوم نزل الاثنان من غرفتهما لتناول طعام العشاء، وقد لاحظ جميع العاملين بالفندق من حولهما الهدوء المخيف الذي يسيطر عليهما، كان الوالد يجلس هادئا حزينا بينما الابن يبدو عليه الملل وعدم الاكتراث بأي شيء من حوله.

وفور انتهاء الأب من تناول الطعام وابنه قرر الابن الصعود للغرفة في حين اقترب الأب من موظفي الاستقبال وطلب مقابلة المدير، فسأله أحد الموظفين إن كانت هناك أي مشكلة يمكنه التعامل معها وحلها في الحال أو حادثة ضايقته، ولكن الأب أكد على أن كل شيء على ما يرام، كما أنه كرر ضرورة مقابلة المدير ورغبته في رؤية مدير الفندق كانت واضحة من خلال حديثه للموظف.

وبالفعل جاءه المدير، فقال له الأب: “لقد جئت هنا لأقضي ليلة مع ابني ذي الخمسة عشر عاما، وابني يعاني من مرض خطير لا شفاء منه، وسيشرع في رحلة علاجه خلال أيام قليلة، وسيفقد شعره تدريجيا خلال الأيام الأولى، ولكن ابني اتخذ قرارا بأن يحلق شعره كاملا اليوم وألا يسمح للمرض بهزيمته، وأنا سأحلق شعري مثله إسنادا ودعما له؛ وقد طلبت مقابلتك لأرجو منك أن تطلب من طاقم العمل بالفندق أن يتفهموا الوضع وأن يتعاملوا معنا بشكل طبيعي وعادي للغاية”.

فطمئن المدير الأب المكلوم وأكد له أنه ليس هناك أي قلق، وأنه بنفسه سيشرح الوضع للموظفين جميعا؛ وفي اليوم التالي عندما دخل الأب وابنه للمطعم لتناول طعام الإفطار فوجئا بكامل الموظفين يؤدون أعمالهم بشكل عادي وجميعهم كانوا قد حلقوا رؤوسهم إسنادا ودعما للصغير في رحلته لمحاربة المرض العصيب، وكان أمرا مفرحا بالنسبة للصغير ووالده، وأول مرة يرونه مبتسما منذ قدومه فأسعدهم الأمر كثيرا.

واقرأ مزيدا من قصص قصيرة ذات عبرة كبيرة: قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء

القصــــــــــــة الثانيــــــــــــــة:

قصة قصيرة جدا ولكنها الأجمل على الإطلاق…

كان هناك والدا ثريا للغاية ولم يكن له إلا ابن وحيد، أراد أن يؤدبه ويحسن تأديبه وتربيته، وكان هذا الابن في آخر عام بالتعليم الجامعي، أراد الابن سيارة فاخرة، وكان للأب ثروة ضخمة للغاية.

وبيوم حفل تخرج الابن تفاجئ بوالده يقدم إليه هدية مغلفة بطريفة ملفتة للنظر، ولكن الابن أمسكها وفتحها بامتعاض لأنه كان لا يرغب إلا في السيارة التي أحبها وأراد امتلاكها، وما إن فتح الهدية ليفاجئ بدفتر بغلاف جلدي!

صعق الشاب اليافع من فعل والده، وألقى بالدفتر على المكتب وترك المنزل بأكمله ولم يعد إلى والديه مجددا، وبدأ حياته وعزم على الوصول لأعلى القمة، وبالفعل تمكن من ذلك ليثبت لوالده شيئا واحدا أنه قادرا على الاعتماد على نفسه دون أي مساعدة منه.

ومرت السنوات وتزوج الشاب وأنجب ثلاثة أبناء، وكان ضميره على الدوام يؤرقه ويشعر بمدى احتياجه لحنان أبويه غير أن شيطانه ونفسه يسولان إليه أنه لا يحتاج إليهما وأنه دونهما حقق ما لم يمكنه تحقيقه في كنفهما، ومرت السنوات وأخيرا قرر الابن الذهاب لوالده ومسامحته على فعلته الزمنية وطلب العفو منه على ابتعاده عنهما وترك المنزل بهذه الطريقة وهذه الكيفية، غير أن للقدر شأن آخر إذ تأتي الابن رسالة مضمونها أن والده قد فارق الحياة وأنه كان يتمنى أن يراه للمرة الأخيرة قبل رحيله وأنه كتب وصيته بانتقال كافة ممتلكاته لابنه الوحيد، فاضت الدموع من عيني الابن على رحيل أباه دون أن يودعه ويأخذ رضاه وعفوه عما فعل به.

وبقلب مثقل بالندم والأحزان عاد الابن مع زوجته وأبنائه للمنزل، وأول ما فعله ذهب لمكتب والده حيث كان الاختلاف بينهما، وصدفة وقعت عينه على الدفتر الجلدي الذي أهداه له والده منذ سنوات مضت، ففتحه ليكتشف أنه به مفتاح السيارة التي أرادها، وبحوزة المفتاح رسالة كتب فيها: (مدفوع بالكامل!، أيا كانت الدروب التي ستأخذك إليك هذه السيارة اكتبها في هذا الدفتر واصنع ذكريات لا تمحى مهما مر عليها الزمن).

فجع الابن مما فعله مع والده والذي لطالما أحبه طيلة حياته وحتى بعد مماته.

القصـــــــــــــــــــــة الثالثـــــــة:

قصة قصيرة جدا ولكنها الأجمل على الإطلاق…

في إحدى الأيام أتى رجل عجوز طاعن في السن لمحل لتصليح الهواتف، فأعطى التقني هاتفه وطلب منه تصليحه، ونظرا لانشغال التقني طلب منه المغادرة وأن يأتي إليه لاستلام الهاتف في غضون ثلاثة أيام وحسب.

وبالفعل فعل العجوز مثلما طلب منه التقني، وبعد ثلاثة أيام عاد للمحل ليخبره التقني بأن هاتفه سليم ولا يوجد بأي أية أعطال ولا حتى خلل بسيط.

هنا انهمرت الدموع من عيني العجوز وقال في انكسار: “إن كان هاتفي سليم فلماذا لا تصلني أي مكالمات من أبنائي؟!”

اغرورقت عيني التقني بالدموع على حال الرجل الذي يشتاق لصلة أبنائه العاقين، فلا أحد منهم يهتم لأمره.

واقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص قصيرة هادفة للشباب 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى