الصبر والكفاح والعمل الدائم يحققان للإنسان كل طموحاته مهما بلغت من عظم.
وأن على كل إنسان منا ألا ييأس من رحمة الله سبحانه وتعالى فلكل شدة نهاية، كل ما علينا فعله هو القيام بواجباتنا تجاه أنفسنا وألا نستهين ولو بأبسط الأمور، وأن نكون متيقظي دوما للتحديات والصعوبات والامتحانات التي تخبأها لنا دوما الحياة.
“كفاح ونضال في ظل الحب” ج4 والأخير
وكانت نتيجة كل ذلك اقتنع الوالد بكلام صديق ابنه وأعطاه الفرصة ليتحدث مع ابنه ويجبره على العدول عن رأيه وإلا لاقى ويلا مريرا.
وكانت زيارة ذلك الصديق الوفي من أجل إبلاغ صديقه واتخذا حذره وعلمه بمخططات والده مسبقا، وكان دوره فعالا للغاية في نجاح قصة الحب هذه، فقد كان يتردد على والد الشاب ولا يفوت الفرصة إلا وذهب إليه، كان يثبته بكثير من الكلام ويدعوه للصبر حتى يخرج من معركته بأقل الخسائر.
وبالفعل نجح ذلك الصديق في تشتيت وإبعاد ناظر الوالد المتوعد لهما بكل أذى لبعض الوقت، وجاءت ما كان بحسبان الشاب فترة التجنيد والتي تبلغ عاما كاملا، كان يحمل عبئها كثيرا على عاتقه، فلن يتقاضى خلالها إلا أجرا بسيطا للغاية لن يكفيهما لدفع الإيجار والكهرباء والطعام وما إلى خلافه؛ ولكن الزوجة كانت قوية بما فيه الكفاية لتجد وظيفة أخرى بعد عملها بمستوصف قريب من المنزل، ومر العام عليهما وأنهى الشاب خدمته العسكرية وعاد لزوجته الحبيبة العاشقة والتي كانت تنتظر مرورها على أحر من نار الجمر.
وما إن عاد إليها الشاب حتى فوجئ بإرادتها وعزيمتها في إنهاء رسالة الماجستير لكليهما، كان الشاب يريد انتهاء مدة خدمته العسكرية بفارغ الصبر حتى يتمكنا من السفر خارج البلاد والبعد كليا عن تهديدات الأهل وتربصهم لهما، ولكن الزوجة كانت مصرة على زوجها وتحاول إقناعه بشتى الطرق، وبالنهاية اقتنع كانا كلاهما من المتفوقين علميا ودراسيا، وبالفعل سجل كل منهما اسمه بالماجستير وعوضا عن نيل قسط من الراحة بعد كل المعاناة التي لاقياها سويا استعدا لمرحلة أشد قسوة وعناء.
رسالة الماجستير تحتاج الكثير من العناء والكثير من الأموال أيضا، وبالفعل شرع الزوجان في الاستذكار للماجستير، ومرا بكثير من ضيق والحاجة ما لم يمران به طوال فترة زواجهما، وبخاصة كانا آخر شهرين من الدراسة في غاية الصعوبة والقسوة، فكان طعام الزوجان لا يتعدى الملح والماء والخبز والشاي.
ومرت الليالي الطوال والتي كانا لا يجدان فيها طعاما أثناء سهرهما للدراسة، يذكر الشاب أنه ذات ليلة شعر فيها بالجوع الشديد فأصرف في شرب المياه فتقيأ نتيجة ذلك، فما كان عليهما إلا التضحية ببعض النقود من أجل شراء أي شيء يؤكل.
وبالرغم من كل هذه المعاناة إلا أنهما كانا سعيدان ومجدان في حياتهما، يذكر الشاب أنه بكل مرة شعر فيها ببعض التعب أقام عينيه من على الكتاب وجد فتاته تنظر وتمعن النظر فيه، كانت دوما مبتسمة ابتسامة ذات سحر خاص على قلبه، كانت بالنسبة إليه شفاء من كل الضجر.
وبالمثل الفتاة فلم تحزن ولم تندم يوما، كانا مصران على حبهما وعلى النجاح بحياتهما وفي أتم الاستعداد دوما لمواجهة كافة صعوبات وتحديات الحياة؛ وكلل الله سبحانه وتعالى كل جهودهما بالنجاح الباهر حيث أنهما حصلا على رسالة الماجستير في زمن قياسي خلال عامين فحسب، ولكنهما لم يحصلا على الراحة بعد كل هذه المتاعب التي عانيا منها، فقد قضيا عاما آخر في تعب وعناء بعد حصولهما على الماجستير، وخلال هذا العام استطاعا الحصول على عقدي عمل بالخارج.
وأخيرا وبعد انقضاء خمسة أعوام لم يريا بها الراحة لا من قريب ولا من بعيدا استطاعا أن ينعما بالهدوء والسكينة والطمأنينة بعد مغادرتهما البلاد، لقد سكنا منزل به أثاث فاره، نعما بالطعام اللذيذ الذي كانا قد ودعاه منذ خمسة أعوام.
عملا بجد، ومن جديد تخرج الفتاة الشغوفة المرحة بفكرة رسالة الدكتوراه ومن جامعة لندن أيضا، وبالفعل تمكنا من اجتيازها وحصلا إثرها على عقدي عمل بدولة أجنبية أخرى برواتب خيالية.
تمكنا من جني الكثير من الأموال خلال ثلاثة سنوات، وكانا قد رزقا بطفلة جميلة كجمال والدتها لم يتردد والدها ولا ثانية واحدة في تسميتها على اسم والدتها الحبيبة.
عادا لمصر في زيارة بعد اشتياق لها دام لثلاثة سنوات، وقام الزوج بفكرة مجنونة، لقد عمد إلى قيام حفل زفاف دعا به أصدقائهما الذين قاموا بمساعدتهما، وتصدر الحفل جيرانهما بالمنزل القديم، كانت ابنته الجميلة تركض عند أقدامهما بحفل زفاف والديها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة قبل النوم للحبيب بعنوان “كفاح ونضال في ظل الحب” ج1
قصة “كفاح ونضال في ظل الحب” الجزء الثاني
قصة “كفاح ونضال في ظل الحب” ج3