ما أجمل الحب والانغماس في الشعور به، ولكن هل يمكن أن يكون الحب بنفس اللذة عندما يكون من طرف واحد؟!
وهل يمكن أن يتحمل الحبيب نظرات الاحتقار ممن يحب؟!
وهل بإمكان الحبيب الصادق أن يرى أمام عينيه من أحب يذهب بمحض إرادته ورغبته لشخص آخر؟!
للحب قواعد كثيرة ولا يمكننا نحن البشر فهمها جميعا وإن حاولنا جاهدين فعل ذلك.
قصـــة صفاء حب
كانت بالعمل عندما أرسل إليها في رسالة يريد لقائها، تركت كل ما في يديها وذهبت إليه مسرعة، تركت عملها للقائه على الرغم من أنها كانت تعلم أنها من الممكن أن تجازى على فعلتها.
تجرأت وأول كلمة ذكرتها له لقد افتقدتك، فلم يرد عليها بحرف واحد، أكلمت حديثها وأخبرته قائلة: “أعلم أنه ليس من الدين أن أقابلك ولكننا بمكان عام، والشيء لثاني أعلم أنه من العيب أن أخبرك أنني افتقدتك، ولكنني بالفعل أفتقدك وبشدة”.
صرخ في وجهها منفعلا: “إن كان عقلكِ قد هيأ لكِ أنني من الممكن أن أتزوج بفتاة مثلكِ، فبالتأكيد أنتِ تهزين”.
وبالكاد ابتلعت رمقها وقالت له: “وهل أنا أريد منك شيء؟!”
فأجابها قائلا بنفس الحدة: “والحديث الذي يدور بالشركة ألستِ أنتِ السبب في نشره؟!”
فقالت: “لست أدري ولم أكن أنا”.
نظرت لإصبعه فرأت خاتم الخطوبة به، فقالت وحزن دفين في عينيها، لم يلتفت له الشاب حيث أنه لم يكن يطيق النظر لعينيها: “مبروك”.
فأخبرها الشاب بلامبالاة: “إنه أمر لا يعنيكِ في شيء”.
فقالت الفتاة متجاهلة حديثه الذي بات كالسم القاتل لها: “ولكن ألم يكن من الأجدر أن تخبرني؟!”
فقال مكملا: “ولماذا؟!، هل أنتِ من بقية أقاربي؟!”
الفتاة: “ولكنني كنت قد أخذت على نفسي عهدا أن أرقص بيوم زفافك وعلى المنصة وأمام الجميع”.
فأجابها الشاب بنفس الاستهتار بحديثها: “إننا في غنى عن خدماتكِ، لقد أحضرتكِ هنا لأحذركِ ألا تقربي طريقي وإلا جعلتكِ نادمة”.
تركها وذهب، كانت بالكاد متمكنة من كبح الدموع في عينيها، وبمجرد أن تركها سالت الدموع من عينيها غير مبالية بكل الموجودين بالمكان.
لقد أحبته بكل صدق لدرجة أنها لم تأبه لنفسها ولا سمعتها، رفضت كل من تقدم لخطبتها وظلت في انتظاره على الرغم من أنها لم تصارحه بحبها الصادق، وعلى الرغم من سوء معاملته الدائمة لها والتقليل الدائم من شأنها وظنه بها بأنها فتاة سيئة الطباع ولا تؤتمن!
وعلى الرغم من كل محاولاتها لكسب قلبه تارة بمساعدته وقضاء أموره، وتارة بترقيته ولو على حساب نفسها، وتارة أخرى بالتقرب والتودد من أهله إلا إنه في النهاية لم يأبه لها وذهب ليخطب فتاة أرخى، هذه الفتاة لم تكن بالأجمل منها ولا الأذكى ولا حتى تحبه أكثر منها.
وعلى الرغم من خطبته بفتاة أخرى، وتحديد موعد الزفاف إلا إنها لم تتوقف لحظة واحدة عن حبه، إنها لم تحاول من الأساس جعل قلبها يتوقف عن حبه، لقد كانت تأبى لمجرد التفكير في تركه وشأنه، لم تكن سيئة كما كان يظن بها بل كانت تريد له الخير والسعادة حتى وإن كانت هذه السعادة في بعده عنها، حتى وإن كانت هذه السعادة في قضائه حياته بأكمله في حضن امرأة غيرها.
كانت تمم على عمله، ببل وكانت تفعل كل العمل الموكل به نيابة عنه مراعاة ليوم زفافه الذي اقترب، وعلى الرغم من كونها باتت حديث الشركة بأكملها إلا إنها لم تتراجع عن محبته، وعن أفعالها معه.
لم تكترث يوما لمعاملته السيئة معها ولظنه السيء أيضا، كانت دوما تقول في صميمها أنه الإنسان الوحيد الذي أحبه قلبها، وأنها تتصرف معه مثلما يوجهها قلبها.
وجاء يوم الزفاف، وبالفعل نفذت العهد الذي قطعته بينها وبين نفسها، لقد كان ظاهره بينها وبين نفسها العقاب الكافي لنفسها على ما فعلته، وصلت الحفل وهنأته على زواجه، أول ما رآها تغيرت ملامح وجهه، وبات مزعوجا ولكنها هنأته بابتسامة صافية لا تحمل كرها ولا حقدا، وبالفعل شرعت في الرقص.
كانت جميلة لدرجة جذبت كل أنظار الموجودين حتى أنها كانت أجمل من العروس نفسها بملامحها البريئة النقية، كانت عيون الجميع متوجهة تجاهها، والكل كان يعلم بقلبها المحطم، الكل يعلم حقيقتها باستثناء الإنسان الوحيد الذي أحبته.
اقرأ أيضا:
قصص حب ذات معنى بعنوان “حب وثبات على طريق الحق”
قصة حب قصيرة قبل النوم قصة الحب من النظرة الاولى
قصة حب طويلة وكاملة بعنوان أبقني معكِ!
القصة غبية لانو مالها تكملة وبعدين كلا اخطاء املائية