قصة لماذا تبكي يا بني ؟ معبرة وجميلة جداً اقرأها وراجع علاقتك مع إبنك
قصة اليوم قصة جديدة ورائعة من اجمل قصص الاطفال نقدمها لكم من خلال موقعنا قصص واقعية، القصة بعنوان لماذا تبكي يا بني، تعبر عن العلاقة بين الآباء والأبناء في عصرنا هذا، بعد أن أصبح الآباء دائماً في غفلة عن أبناءهم وإقتصر دورهم علي جمع المال والعمل والإنشغال بالدنيا والمصالح، والإبتعاد عن الأبناء والبنات، قصة مفيدة وجميلة ومميزة جداً من قسم : قصص أطفال .
قصة لماذا تبكي يا بني ؟
يحكي ان في يوم من الأيام عاد أبو منصور من عمله متأخراً وهو يشعر بالجوع الشديد، وبمجرد ان دخل إلي منزلة وسلم علي اهله طلب فوراً من زوجته أن تحضر له الطعام، وبينما كانت زوجته تحضر له الطعام، شعر أبو منصور أنها مهمومة وتفكر في شئ يشغل بالها، وعندما سالها عن حالها همست له في حزن : ابنك منصور لا يريد أن يتناول الطعام معنا اليوم وهو في غرفته يبكي منذ ان عاد من المدرسة، اعتدل ابو منصور واصابه القلق علي ابنه، فسأل زوجته في اهتمام : ماذا تقولين ؟ لماذا يبكي منصور ؟ لم ينتظر ابو منصور جواب زوجته وانما أسرع علي الفور إلي غرفته ابنه الصغير، طرق الباب في هدوء ثم دخل ليجد ابنه في حالة شديدة من الحزن ودموعه تنهمر علي وجهه !
اقترب الوالد من ابنه وربت علي كتفيه قائلاً : ماذا بك يا ولدي ؟ ما الذي أحزنك كل هذا الحزن، ولكن منصور استمر في البكاء دون أن يجيب، مد أبوه يده إلي رأسه وأخذ يتحسس شعره بلطف وحنان قائلاً : هل أزعجك أحد من زملائك او ضربك أحد، أم أنك قصرت في واجباتك المدرسية فعاقبك المعلم ؟ رفع منصور رأسه في حزن قائلاً : لا يا أبي .. لا هذا ولا ذاك، وعاد للبكاء من جديد .
قال ابو منصور في دهشة : اذا ما الذي يبكيك بحرقة يا بني العزيز ؟ فمسح منصور دموعه وهو يقول بحزن : توفي جارنا العم سعيد يا أبي، تعجب الأب كثيراً عندما سمع هذا الخبر قائلاً : هذا هو الذي يبكيك يا ولدي ؟ إنه رجل عجوز قد شبع من الدنيا، ولا أظن أن أحداً من ابنائه قد بكي لموته مثل بكائك هذا، عجبت لأمرك يا منصور، وهل إن مت أنا ستبكي لوفاتي هكذا مثل بكائك لوفاة جارنا العم سعيد ؟ والله لا أظن هذا، دعك من البكاء الان فهو شيخ هرم استراح من الدنيا ومشاكلها وهيا يا بني لنتناول الطعام وأنا اموت جوعاً .
نظر منصور إلي والده نظرة عتاب وهو يقول : لا يا أبي لن اتوقف عن البكاء لوفاة العم سعيد، فكان دائماً يصطحبني للمسجد ويعلمني القرآن الكريم، وينصحني بمرافقة الصالحين، وكان يرعاني دائماً كأنني واحد من ابنائه وكان يحبني ويخاف علي ويسأل عني إن غبت أو مرضت، فكيف لا أبكية وقد كان لي نعم الأب والأخ والصديق .. كيف لا أبكيه وكان حريص علي وعلي مصلحتي بينما أنت غافل عني لا تهتم بي ولا تسألني عن صلاتي ولا عن أصحابي ولا تذهب معي للمسجد لأداء الصلاه ابداً ولا تحرص عليها، ولا هم لك إلا جمع المال وملذات الدنيا، كيف تريد مني ان أبكيك مثل بكائي علي هذا الشيخ الصالح ؟
سمع أبو منصور هذا الكلمات فأقشعر جسده واحس كأنها نار أحرقته، نهض من مكانه وغادر غرفة ولده الذي أنهمر في البكاء من جديد، وأخذ أبو منصور يفكر في كلمات ابنه ويراجع نفسه، فشعر بالتقصير الشديد واحس بالحزن والندم وأخذ يردد : معك حق يا بني، فلم أكن لك مثل جارنا العم سعيد رحمة الله .. الآن فقط أدركت كم كنت مقصراً في رعايتك وتربيتك وانشغلت بالعمل وجمع العمل، والآن لابد أن أتوب وأرجع إلي الله عز وجل لأعوضك عما سبق وأصبح لك مثلما كان العم سعيد رحمه الله، سمع منصور كلمات والده عندما كان ذاهباً إلي غرفته ليعتذر له عما بدر منه من كلمات موجعه، فطار فرحاً وأخذ يعانق أباه وهو يقول : الآن سأتوقف عن البكاء يا أبي، فقد عوضني الله عز وجل عن الشيخ سعيد بخير من يهتم بي ويرشدني إلي الطير الصحيح، إنه انت يا أبي الحمد لله، كانت الام تراقب المشهد ودموعها تسيل علي خديها، توجهت نجو القبلة وسجدت لله شاكرة علي توبه زوجها علي يد ولدها الصغير منصور .