قصة ليلي والملك من اجمل القصص الحزينة، مليئة بألم التضحية من اجل الحب والعشق، قصة رائعة استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال من موقع قصص واقعية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
قصة ليلي والملك
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك ملك قاسي وظلم يعيش في قصر فخم بين خدمه وحشمه، وكان لديه ولد صغير يربيه علي الظلم والقسوة، وكان من بين عمال القصر رجل اسمه خضر، هو المسئول عن خيل الملك، وكان لديه ولد صغير يدعي سالم تربي علي الشجاعة والاحسان والخير والاخلاق الفاضلة مثل والده، وكان سالم يلعب دائماً مع بنت حارس القصر التي تدعي ليلي، وهي طفلة صغيرة في غاية الجمال والرقة، تسحر القلوب والعيون بجمالها وعفويتها وبرائتها، وعلي الرغم من صغر سنهما فقد كان سالم وليلي يحبان بعضهما كثيراً، حب الاطفال الملئ بالصدق والبراءة، ليس في مصلحة او خداع او نفاق او مشاعر كاذبة .
مرت الايام والاعوام وكبرت ليلي واصبحت فتاة جميلة تفتن كل من يراها، وكبر سالم ايضاً واصبح الفارس الشجاع الذي تتمناه اي فتاة، فهو وسيم مفتول العضلات يتميز بملامح جميلة وبشرة سمراء وفي يوم من الايام مرض والد ليلي مرضاً خطيراً توفي بسببه بعد ايام قليلة، حزنت ليلي وبكت كثيراً لموت والدها فهو من تبقي لها في هذه الدنيا بعد موت والدتها يوم ولادتها وهي لم تعرفها ولم تراها في حياتها ابداً .
حزن سالم لحزن حبيبته ليلي واعطاها تميمة قد ورثها عن امه ووعدها انه سيبقي بجانبها دائماً وسيكون لها كل شئ في هذا العالم، ومات الملك واخذ ابنه الحكم وحكم البلاد بنفس ظلم وقسوة وجبروت والده الملك .
مرت الايام من جديد وتزوج سالم من ليلي وعاشا في سعادة غامرة، حتي جاء يوم وقعت فيه عين الملك علي ليلي، وكانت تلك أول مرة يراها فيها، سحره جمالها وطلب الملك مقابلتها علي انفراد، شعرت ليلي بالقلق والخوف الشديد في تعرف قسوته وجبروته، ولكنها اضطرت الي الذهاب اليه، اخذ يتطلع اليها في صمت ويدور حولها وفي واقفة يكاد قلبها يتوقف من الخوف، قال لها الملك : اريد ان اتزوجك، تعجبت ليلي من كلام الملك واخبرته بصوت خافت انها متزوجة وحامل ايضاً، صاح الملك بها : إن لم تتطلقي من زوجك وتتزوجي بي فسوف اقتله، اخذت ليلي تبكي وتترجي الملك أن يرحمها ويرحم زوجها ولكنه وعدها أن ينفذ تهديده إن لم توافق علي الزواج به وامر جنوده بمراقبتها حتي لا تفكر بالهرب بعد أن امرها ألا تخبر اي احد بالحديث الذي دار بينهما وإلا قتلها .
عادت ليلي الي سالم وهي تخفي دموعها عنه، اخبرتها انها تحب شخصاً آخر وتريد ان تتطلق منه، وقع هذا الكلام كالصاعقة علي سالم، كاد قلبه ان يتمزق وهو لا يصدق ما تقوله، حاولت ليلي أن تتمالك نفسها ودموعها، غادر سالم القصر فهو لا يتحمل ان يري حبيبته مع شخص آخر غيره .
مرت الاعوام وكان الملك يعامل ابن ليلي بمنتهي القسوه، وفي يوم رأته ليلي وهو يضرب ابنها بشدة وهو لا يزال في التاسعة من عمره، والطفل يبكي ويستنجد بأمه، ثار جنون ليلي وضربت الملك علي رأسه ضربة قوية أفقدته الوعي واخذت طفلها وهربت من القصر، ضلت الطريق فهي لا تدري اين تذهب وليس لديها اي مكان او شخص تستنجد به .
خلال سيرها تفاجئت بمجموعة من الذئاب قادمة من بعيد، احست ليلي انه لا مفر من الموت، مزقت قطعة من فستانها وجرحت يداها حتي سال الدم منها، وكتبت علي قطعة فستانه : انا لم اخنك يوماً، فالمرة الاولي ضحيت بنفسي من اجل حياتك، والمرة الثانية ضحيت بنفسي من اجل حياة طفلنا، وخلعت ليلي التميمة واعطتها لطفلها وهي تقول له : اذهب بعيداً واحتفظ بقطعة القمش هذه لعلك تجد والدك في يوم ما وتعطيه لها، وعانقته ليلي العناق الاخير ثم قدمت نفسها فريسة للذئاب حتي تنقذ طفلها الذي فر هارباً .
مرت السنين وشب الولد واصبح تاجراً مشهوراً وتميمة امه لم تفارق رقبته يوماً، وفي يوم من الايام جاء رجل عجوز يريد أن يشتري منه بعض الخبز فرأي التميمة في رقبته وسأله من اين حصل عليها فأخبره الشاب انها من والدته، فسأله العجوز عن مكانها فقال الشاب والدموع في عينيه : لقد ضحت بحياتها من اجلي، واخذ يخبره بقصته، بكي العجوز وقد عرف الولد وعرف التميمة، قال العجوز : انا والدك، لم يصدق الشاب نفسه، تعانق الاب وابنه واعطاه الولد قطعة القماش التي اخذها من امه وعندما قرأ الكلام المكتوب عليها ظل يبكي ولم يفارق الحزن قلبه حتي فقد بصره ومات بعدها بأيام قليلة .