قصة مؤلمة بعنوان وعندما تأتيك الطعنة من أقرب ما لديك!
لقد ضاع الحب الحقيقي في زمن الضياع، زمن بات فيه الكذب إبداع! أناس صاروا يحبون بصدق، وآخرون التمسوا طريق الخداع، وكم هو صعب أن تحب شخصا يرتدي ألف قناع!
إن الرجال نوعان، نوع يكرم زوجته ويدللها، يعيدها من حسن معاملته طفلة تلهو في حقول الياسمين، والنوع الآخر يجعل زوجته يأكلها الهرم في عمر الصبا، فيفوق عمرها عمرا فارقا بمائة عام!
وهذا تحديدا ما سنعلمه من قصة اليوم، والتي تفعم بالكثير من العبر والعظات والدروس التي لا يمكننا أن نتخطاها على الإطلاق.
القصـــــــــــــــــــــــــة:
تخلت عن حلم عمرها بسبب حب حياتها، كانت تمتلك موهبة فريدة في تصميم الأزياء وتنفيذها، بدأت حياتها المهنية من خلال تصميم أثواب متميزة للغاية وتوزيعها على متاجر مرموقة، كانت تكسب أموالا لا بأس بها إطلاقا.
كان ابن عمها من وقعت في حبه منذ صغر سنهما، كان لا يدري من حولها بمدى تعلق قلبها به، انتظرت قدومه لطرق بابها بركعتين كل ليلة في قيام الليل، كانت تدعو الله سبحانه وتعالى باسمه في كل سجدة تسجدها، كانت على استعداد تام ببذل الغالي والنفيس في نظير أن تكون مكتوبة على اسمه، وكل هذه المشاعر المكنونة بداخلها له لا يعلم بها إلا خالقها سبحانه وتعالى.
وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لدعواتها وجعلها زوجته بكلمة منه وعلى سنة رسوله الكريم، كانت تشعر بسعادة لو قسمت على الأرض بما حوت لاتسعت، تركت الدنيا لأجله كانت تحاول جاهدة في كل يوم أن تجعل حياته تنعم بالهدوء والراحة والطمأنينة، تحاول جاهدة استرضائه حتى وإن كان على حساب نفسها.
في بداية زواجهما كان زوجها ينعم باستقرار مادي بعض الشيء، وكان زوجته إضافة متميزة لحياته إذ أنهما تمتلك مواهب متعددة، كانت على دراية تامة بالأعمال والتجارة وأساليبها، أضافت إليه وإلى عمله الكثير من التغييرات والتي حققت نجاحا منقطع النظير.
شعر بمدى أهميتها في حياته ولكنه ركن إلى مدى حبها له، وأنه مهما فعل بها لن تتركه؛ وأول ما فعله بها أن جردها من كل ممتلكاتها، وبكل حب أعطته ما أراد وساعدته على بناء إمبراطورية من الأعمال المتشابكة، كانت الفتاة ذات عقلية فذة، كانت تربط بين الأعمال وبعضها البعض بعلاقات طردية، فجعلت من أعماله شبكة مترابطة متماسكة، بذلت كل ما استطاعت وأوتيت من قوة لإنماء أعماله ومصالحه، وماذا كان الجزاء آنذاك؟!
تغير عليها في كل معاملاته، كانت تهون عليه من ضغوطات العمل، وعلى الرغم من أن الوقع الأكبر يقع على كاهلها إلا إنها كانت تجد له المبررات في كل أفعاله، وحينما وجد الكثير من الأموال والتي لا تنتهي عرف عليها امرأة واثنتين وثلاثة أيضا، كان على الدوام يدخل في علاقات جديدة ويغدق عليهن الأموال، بخلاف زوجته والتي كان لا يعاملها إلا بكل قسوة.
إخوتها كانوا على الدوام يحذروها من أفعاله، ولكنها كان مغشيا علي عينيها بسبب عشقها له، كانت بين الحين والآخر تجد العلامات التي تؤكد على كلام أحبائها عنه وعن خيانته لها ولكنها كانت تكذب عينيها وتصدقه، مرت السنوات ولازالت على حالتها، كانت ترى أنها حينما تغدق عليه بحبها وحنانها وتعينه على كل مسئولياته بذلك سيبادلها نفس طبيعة الحب الذي تخصه به، ولكن هيهات لها فما تفعله له ما كان يزيده إلا بعدا ونفورا!
أرادت والدتها أن ترى لها طفلا صغيرا تداعبه وتضمه بين يديها قبل أن ينتهي الأجل، والفتاة كانت تخفي في قلبها نيرانا كانت كلما تحدثت إليه وصرحت عن مدى رغبتها الشديدة في الإنجاب منه وفي نسخة صغيرة منه تشبهه كليا وتضمها بين ذراعيها كان يؤجل الموضوع كليا بكلماته المعسولة، والفتاة تائهة بين الأعمال التي لا تنتهي وتزداد اليوم تلو الآخر وبين رضا والدتها التي تريد الاطمئنان عليها وبين زوجها والتي تلمس ازدياد البعد عنها اليوم تلو اليوم واتساع الفجوة بينهما.
كلما ابتعد عنها أجبرت نفسها على العمل بشكل أكبر، المصيبة الكبرى أنها لم تكن تعي أن كل ما تفعله لإرضائه في سبيل إرهاقها وتعبها علاوة على تدميرها كليا، كانت لا تملك وقتا للراحة ولا وقتا لنفسها ولا حتى زيارة أمها، إخوانها كانوا يصبون عليها الحنان ويتمنون لها السعادة وأن تستمع لهم مجرد الاستماع لهم ومعهم كافة دليل ودليل، ولكنها كانت لا ترى في هذه الحياة سوى زوجها، بل وإنها ترى كل عيوبه الظاهرة للجميع مميزات يحسدها عليها القاصي والداني!
استمرت على نهجها حتى قابلت أول خسارة في حياتها، لقد توفيت والدتها بغتة دون أن تراها، فانهارت على فقدها لأحن قلب عليها بالحياة، ولكنها استمرت في العناد وتضليل نفسها على الرغم من كل الدلائل أمام عينيها واضحة وجلية، استمرت في تمديد الأعمال وتضخيمها ونسيت بين كل هذه الأعباء أن تحفظ عليها حقها لغدر الأيام، أما عن زوجها فكان لا يتقن شيئا سوى جمع الأموال والإيرادات وتحويلها للبنوك على اسمه، تفنن في تغيير المحاميين لضمان حقه ونسي تماما صاحبة الفضل عليه وصاحبة الفضل في كل ما وصل إليه بعد الله سبحانه وتعالى، وأول ما انتهى من كل شيء أول ما فعله تزوج عليها، وأخبرها بكل وقاحة أنه لا يريد رجلا يشاطره حياته وإنما يريد أنثى تنسيه آلام الحياة وصعابها، يريد صغارا يحملون اسمه!
صعقت الفتاة مما سمعته، وهنا أصابتها حالة اكتئاب حاد وبالطبع لم تجد أحدا يحنو عليها إلا إخوانها، أعماها حبها للشخص الخاطئ فخسرت كل شيء في نظير اختيارها إياه.
اقرأ أيضا مزيدا من الققص المؤلمة والموجعة للقلوب من خلال:
5 قصص مؤلمة واقعية مؤثرة وفي غاية الأسى