قصة محفزة لا للإستسلام “جرَّب تكون البداية” …
وكنت أحب ذلك الوقت الذي أجلس فيه على شاطئ البحر عند غروب الشمس .. حيث الهواء الطلق .. وحيث مياه البحر الجارية التي تصحبها الموجات الهادئة .. حيث الهدوء والشمس الغاربة .. حيث السماء الصافية التي تشبه في صفائها نفوس البشر ❤…
أجلس وأتأمل في هذا المنظر الجميل و أجلس في هدوء وراحة .. إننا نعيش في سلام و أمان .. في محبة وإيخاء .. هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى تستحق الشكر كثيرًا .. أنا و صديقاتي نتعاون على فعل الخير .. و جميع الأصدقاء أيضًا يتعاونون على فعل الخير .. مجرد أن يصيح المؤذن “الله اكبر” .. بل قبل أن يؤذن .. أرى الناس تجري وتتسابق على المسجد، على الصف الاول .. و أراهم يجلسون يعبدون الله ويقرؤون القرآن و يقيمون الصلاة و يتعاونون مع بعضهم .. هذه أيضًا نعمة كبييييرة من الله تعالى .. المدارس والجامعات المتقدمة والتي تمتلئ أيضًا بالأشخاص المتعلمون المتقدمون .. يالها من بلد ةقوة وحضارة ودين .. أمشي في شوارعها حيث الطرق الجميلة النظيفة .. حيث الشوارع الجميلة التي تملؤها الراحة والاطمئنان .. نعم .. هذا ما نحن عليه.
لكن .. ذات يوم جلست في ذاك المكان أيضًا .. ولكن اختلف كل ما نحن عليه ! .. اختلفت الراحة والهدوء .. اختلفت المحبة والاخوة .. أصبحت المساجد خالية .. أصبحت الناس أعداء .. قل الإحترام .. انعدم الضمير، حيث انتشر الغش في جميع الأماكن، في الاسواق و في التجارة … و في الكلام أيضًا انتشر الكذب .. انتشر النفاق .. انتشر الضعف .. انتشر الجهل .. أين المدارس والجامعات الثقافية والتعليمية المتقدمة ؟! .. أين المساجد الممتلئة ؟! .. أين حب الخير للغير ؟! .. أين الهدوء والسكينة التي كنا عليها ؟! .. أصبحت أبحث عن أحد لم يتغير مثلهم .. لكن لم أجد ! .. هل كنت أحلم ام كان واقع ؟! .. هل أحلم الآن ام هذا أيضًا واقع ؟! .. هل كان كل ذاك واقع، وأصبح هذا واقع أيضًا ؟! .. ولكن .. كيف ؟! .. كيف تحولنا لهذا بعد ذاك ؟! .. كيف تغير كل هذا في ذلك الوقت القصير ؟! .. يالها من مهزلة و يالها من صدمة ! .. أين من كانوا يتعاونون على فعل الخير ؟! .. أين و أين و أين .. ماذا أفعل الآن ؟! .. هل أستسلم لهذا الأمر ؟ .. هل أفعل مثلما يفعل الآخرون ؟ .. لا .. ما يجب عليا فعله هو أن احاول تغيير هذا الذي أصبحنا عليه .. و لكن .. هل أستطيع انا بمفردي تغيير هذا العالم كله ؟! .. و هل أستطيع إعادة ما كنا عليه بمفردي ؟! …
نعم .. فأنا لست بمفردي .. الله معي .. الله الذي يهدي من يشاء .. الله الذي يقول للشيء كن فيكون .. ربي معي .. والآن يجب ان ابدأ.
وبدأت .. أصبحت أدعي و لم ايأس .. بدأت بصديقاتي و المقربين إليّ .. رفضوا .. ألقوا علي كلمات ونظرات مؤلمة .. تركوني .. عشت وحيدة تلك الفترة .. أحاول تغيير هذا المجتمع ولكن لم يتغير .. لكن أيضا انا لم اتغير ولن ايأس .. أخذت أحاول وأحاول حتى …
حتى انتصر الحق .. حتى عُدنا إلي ما كنا عليه من قوة وتقدم وحضارة وتعاون وحب وايخاء، وكل شيء جميل كان واختفى ظهر مرة اخرى حين داومت على محاولة التغيير .. نعم أنا وحدي من فعل هذا “بالدعاء و التفاؤل و الاصرار” .. عاد كل جميل بتلك الأشياء .. لم أنظر لنفسي على أنني كائن ضعيف قليل الحيلة لم أستطع تغيير شيء …
لكن نظرت لنفسي على أنني إنسان .. قادر على تغيير مجتمعه، وكان معي ربي الذي يقول للشيء كن فيكون .. وكانت هذه النتيجة “اصبح كل شيء على ما يرام” .!