لقد عانى الرسل والأنبياء كثيرا في سبيل نشر دعوة الحق ودعوة الناس لعبادة الله الواحد القهار ، وترك عبادة الأصنام وعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له ، وكيف كان يواجه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الأذية من قومهم والتكذيب ، واليوم أقدم لكم في موقع قصص واقعية قصة نبي الله هود عليه السلام من قصص الأنبياء .
قصة نبي الله هود عليه السلام
إن نبي الله هود عليه السلام ، هو أول رسول أرسل لأولاد سام بن نوح ، و أول نبي مرسل من ذرية سيدنا نوح عليه السلام ، فكان قوم هود يقيمون بين اليمن وعمان في منطقة تسمى الأحقاف وكان الله عز وجل قد رزقهم رغد الحياة وملذاتها واعطاهم خيرات كثيرة من عيون المياه في الأرض ، فكانوا يزرعون الأرض ولديهم الكثير من الحدائق الغناء والبساتين المذدهرة الجميلة ، ولقد ميزهم الله بقوة اجسامهم وفضلهم عن باقي الخلق والأقوام .
لم يفكر قوم هود يوما في كل تلك النعم والميزات التي فضلهم بيها الله عن الكثير من الاقوام غيرهم ، بل نسوا الله بجهلهم واتخذوا اصناما يعبدونها ، ويقدمون لها الكثير من أنواع القرابين للشكر في السراء والضراء من حياتهم ، وعثوا في الارض فسادا فأذل القوى منهم الضعيف، وطغى الكبير منهم على الصغير، واكلوا حقوق اليتامى والفقراء والمساكين وعاثوا فسادا في الأرض .
ارسل الله عز وجل إليهم رسولاً من أنفسهم ، يخاطبهم بلغتهم التي يفهمونها ويرشدهم إلى الحق وعبادة الله عز وجل الواحد وترك عبادة الاصنام ليعبدوه وحده ، وهو سيدنا هود عليه السلام وكان مشهورا في قومه بكرم خلقه ورجاحة عقله وامانته واصله الكريم ، قال لهم سيدنا هود : يا قوم اعبدوا الله عز وجل الواحد القهار ، فهذه أحجار تنحتونها ثم تعبدونها فهي لا تجلب لكم نفعا ولا تدفع عنكم ضرا.
لم يؤمن من بني هود وقومه واخذوا يكذبونه واتهموه بالكذب والسفه والضلال، لأنه ترك دين آبائهم وعبادة أصنامهم المقدسة ، ودعاهم إلى دين جديد غريب لا يعرفون عنه شيء
” فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)
(الأعراف . قال لهم هود كما بين الله فى القرآن الكريم: (قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * أُبَلّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح امین)(الاعراف ) .
رفض قوم هود قائلين : إن آلهتنا مقدسة ورثناها عن أبائنا واجدادنا ولهم فى قلوبنا كل إعزاز وتقديد فكيف تدعونا لنتركهم ونحتقرهم و تأمرنا أن نتركهم ونعبد إلها واحد لا نعرفه
(قَالُوا قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا (الأعراف )
(قالو أجئتنا لتأفنكا عن آلهتنا) (الاحقاف: ۲۲)
رفض قوم هود عبادة الله وترك الاصنام وعبادتها بالرغم من دعوة سيدنا هود لهم ، حتى يأس نبي الله هود
فقال لهم : إني اشهد الله انني قد بلغت وما قصرت في دعوته ، لسوف أمضى فى سبيل الله مجاهداً لنشر دعوته، وإبلاغ رسالته للناس غير مهتم بجمعكم، ولا اخاف من بطشكم، فافعلوا ما تفعلون اني توکلت علی الله ربی و ربکم
(قال إني أشهذ الله وأشهدُوا أني برئ مُمَا تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56).
وهنا رأى قوم هود سحابا أسود يعترض السماء ففرحوا معتقدين بانه سحابا سیمطرهم عليهم الماء الوفير ، وأعدوا حقولهم لنزول المطر ولكن نبي الله هود نبههم إلى حقيقة الأمر وقال لهم: ليس سحاباً يحمل المطر كما تتوهمون وإنما هو ريح العذاب الذى استعجلتم به من الله فتوبوا الى الله ، لم يصدقوه وبینما هم فی فرح مما حسبوه خیراً وهنا ارسل الله رياح قويه كانت تاخذهم بدوابهم التی فى الصحراء تحملها الرياح على أجنحتها القوية، وتقذف بها إلى مكان بعيد اخر ، شعروا بالفزع والخوف ودخلوا إلى بيوتهم يغلقونها آملين أن تحميهم منازلهم .
واكن حملت الرياح الديار بمن فيها، و القت بها فی أماكن متفرقة من الارض ، وظلت حالهم على هذا سبع ليال وثمانية أيام حتى أصبح القوم بعدها موتى ، فعفا ظلمهم واختفى خبرهم ، أما نبي الله هود والمؤمنين فقد كانت الرياح تمر أمامهم ولا تفعل لهم شيء تقذف بأعدائهم وتهلكهم وهم آمنون مطمئنون في اماكنهم ، ثم هدأت الريح ونجاهم الله منها، واستقر بهم المقام وانتقلوا إلى حضر موت، وأمضوا هنالك البقية الباقية من حياتهم.
(ولمًا جاء أمرنا نَجَيْنَا هُوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونَجْيناهم من عذاب عظيم » .
قصص جد معبرة
حسن جدا