قصة نبي الله يوسف للأطفال بطريقة مبسطة
إن أبنائنا وأبناء أمتنا الإسلامية أمانة في أعناقنا، والمسئول الأول والأخير عن هذه الأمانة هم الآباء، وعن التقصير في حقوقهم كالتقصير من ناحية التربية والتعليم ومثل ذلك من أمور تعتبر خلل واضح ومن ضمن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الآباء، فالبيت بمثابة المدرسة الأولى للطفل التي يتعلم بها كل شيء.
قصة نبي الله يوسف للأطفال:
إن قصة نبي الله “يوسف” عليه السلام من أجمل القصص التي من الممكن أن نعلم أثرها الفعال لصغارنا لنضمن بعون الله جيلا منشئا على الأسس والقيم الإسلامية الحق…
أتدرون يا صغار أن نبي الله “يوسف” عليه السّلام ولد في فلسطين، وبكل تأكيد تعلمون ما هي فلسطين!
وأنه عليه السلام نبي وابن نبي، سيدنا “يعقوب” عليه السلام؛ أتعلمون يا صغاري لماذا فلسطين أرض مقدسة، فهي أرض الأنبياء وأرض المحشر وأرض الرباط، فيا حظه من ولد ونشأ على ثراها.
أما عن قصتنا اليوم قصة نبي الله “يوسف” عليه السلام والتي دارت أحداثها الأولى بأرض فلسطين، حيث كانَ يسكن في فلسطين قوم يسمون بالكنعانيين وذلك نسبةً إلى أبيهم كنعان؛ سيدنا “يوسف” عليه السلام كان الابن المفضل لأبيه لما أنعم الله عليه بمزايا وصفات حميدة، فكان موضع غيرة من قبل إخوته.
وذات ليلة رأى بمنامه رؤيا، رأى في المنام أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، وما إن استيقظ من نومه قال لأبيه سيدنا “يعقوب” عليه السلام عن رؤياه، فطلب منه أبوه ألا يخبر أي أحد من إخوته بما رآه خشية عليه من كيد إخوته والذين كانوا يحقدون عليه لأنه الابن المحبب لأبيهم من دونهم، ولكن يشاء الله السميع العليم بأن يصل خبر المنام لإخوته بطريقة ما، وبكل تأكيد غاظهم وزاد الحقد داخل قلوبهم على أخيهم، فأسروا في نفوسهم الشر وقرروا بعد تداول فيما بينهم أن يلقوا أخاهم في البئر للخلاص وبشكل نهائي منه وليخلو الطريق من بعده لقلب أبيهم “يعقوب” عليه السلام.
كيد الإخوة وإلقائه عليه السلام بالبئر:
شرعوا في تنفيذ الخطة التي اتفقوا عليها، فذهبوا إلى أبيهم وطلبوا منه السماح والإذن في أخذ أخيهم “يوسف” للعب معهم، فأعلمهم أبوهم بمدى خوفه على “يوسف” من الذهاب وأنه من الممكن أن يأكله الذئب، فقالوا له وكيف لذئب أن يأكله وهم عصبة، فاقتنع بحديثهم إليه وترك لهم أخاهم “يوسف”؛ وما إن اجتمعوا عليه ألقوه بالبئر وجعلوا على قميصه دما كذبا وعادوا عشاء لأبيهم يبكون مدعين أن الذئب قد أكل “يوسف” وهم عنه غافلون!
اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء من خلال: قصص الأنبياء بعنوان سيدنا سليمان عليه السلام
يوسف بمنزل عزيز مصر:
دبر الله سبحانه وتعالى الأمر لنبيه وعبده “يوسف” عليه السلام، فكانت هناك رحالة ألقوا بدلو لهم بالبئر ففوجئوا بغلام صغير بداخله، فأخرجوه ليبيعوه بثمن بات زهيدا فيما بعد، واشتراه عزيز مصر، والذي أعجبت زوجته بالغلام الصغير فنشأ تحت رعايتها، وحينما اشتد كان لها رأي آخر فقد افتتنت بجماله.
أرادت به الفاحشة وحينما امتنع عما أرادت كادت له وجعلت زوجها يلقي به في غياهب السجون.
سجنه ظلما عليه السلام وبراءته:
مكث في السجن سنين، ولكنه لم يفتأ عن دعوة من بالسجن إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقد اشتهر بتأويل الرؤى، وكان لسجينين معه رؤى قام بتأويلها لهما.
فدبر الله سبحانه وتعالى له من الأمر أن يخرج من السجن ويكون عزيزا لمصر، فقد رأى الملك رؤيا عجيبة رآها أكثر من مرة ولم يجد لها تأويلا عن الكهنة، وفي النهاية عندما طال بهم الحال ولم يصلوا لشيء أخبروا الملك بأنها أضغاث أحلام؛ كان السجين الذي أوَّل له رؤياه سيدنا “يوسف” عليه السلام بأنه سيكون ساقيا للملك قريبا من الملك وحينما علم بأمر رؤياه دله على “يوسف”، وكانت رؤيا الملك أنه يرى سبع بقرات ثمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات.
وصل إليه ملك مصر، وكان تأويل سيدنا “يوسف” عليه السلام يا صغاري بأنه ستمر على مصر سبع سنوات يكثر فيها الماء والمطر والخير، ولكنه سيأتي بعدها سبع سنين يعم خلالها القحط وينتشر، لذلك على الجميع تجهيز المؤن والطعام وحفظ الماء في سنوات الخير لسنوات العجاف، فتعجب الملك من مدى قدرته عليه السلام على التأويل.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء من خلال: قصص الأنبياء بعنوان يوسف الصديق عليه السلام
يوسف عليه السلام عزيز مصر:
أعاد ملك مصر التحري في قصة سجنه، وأرسل في طلب نسوة المدينة وزوجة العزيز، وعلم منهن قصة سجنه كاملة، فبرأه مما أسند إليه وجعل المسئول الأول عن اقتصاد البلاد وعن التجهيز والإعداد لسنوات القحط والجفاف، وقد حدثت في هذه الفترة مجاعة في كل البلاد وطالت كنعان، فجاء إخوة يوسف إلى مصر ليحصلوا على القمح.
فعرفهم سيدنا “يوسف” ولكنهم لم يتعرفوا إليه، وكال لهم وزاد الكيل وطلب منهم أن يأتوا في المرة المقبلة بأخ لهم من أبيهم، وبالفعل طلبوا من أبيهم للمرة الثانية أن يأذن لهم بأخذ ابنه، فذكرهم بما حدث مع “يوسف”.
وفي النهاية ذهبوا بأخيهم لعزيز مصر، فعرف عن نفسه لأخيه، وجعل السقاية في رحله فعاد إخوة “يوسف” لأبيهم دون أخيهم، فلامهم أشد اللوم على ما فعلوه بإخوتهم.
عادوا ليوسف عليه السلام ليستسمحوه في إطلاق سراح أخيهم، فكشف عن هويته، وأعطاهم قميصا له ليلقوا به على وجه أبيهم فيعود مبصرا بعدما فقد بصره بكاء وحزنا عليه.
وطلب منهم أن يأتوه بأهله أجمعين، وتحققت رؤياه بعد سنوات بأن سجد له الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء من خلال: قصص الأنبياء بعنوان نبي الله “يوسف” عليه السلام