إن الإرادة أولى الخطوات للتقدم نحو طرق النجاح، ولكن العزية والإصرار والتحدي هم الدوافع الأساسية والحقيقية لمواصلة الطريق لنهايته.
وأحيانا كثيرة تبدو أن طرق النجاح هي أصعبها، ولكن علينا الاعتياد على اختيارها، ومع اختيارها بكل اختبار وتحدي ستبدو لنا سهلة سلسلة.
سقوط الإنسان ليس فشلا، وإنما هو اختيار، وتؤتى المعارك على قدر العزم والهمم، والحكيم الناجح منا من لا يستمر ويبقى حيث سقط؛ بل يصبح مصمما ومصرا على بلوغ هدفه مهما كلفه الأمر، ويكون يقينا بداخله أنه إما النجاح وإما النجاح ولا خيار آخر أمامه، وتحقيق هدفه وإصراره على ذلك يُمَكِنَهُ من تحدي العالم بأكمله.
قصــة نجاح الباكستانية “منيبة مزاري”
“منيبـة مزاري” ولدت في الثالث من شهر مارس لعام 1987 ميلاديا في أسرة باكستانية الجنسية مسلمة الديانة.
“منيبــــة مزاري” هي ناشطة اجتماعية ومقدمة برامج تلفزيونية ذات شخصية مؤثرة للغاية، ومشهورة بفنها وخطاباتها الحماسية المؤثرة الملهمة، لذلك اختيرت مؤخراً ضمن 100 سيدة بقائمة البي بي سي لأكثر السيدات تأثيراً في العالم لعام 2015 ميلادياً.
قصـــــــة حياة “منيبـــــــــــة مزاري” على لسانها
أريد أن يوقن كل إنسان أن وراء كل قصة ملهمة بكل الحياة توجد قصة غير مروية ولا معلن عنها من الألم المستمر والجهد الحثيث والإصرار.
ويوجد هناك أناس كثيرون بحياتنا يخوضون بكل يوم من أيام حياتهم معارك غير مرئية بداخل أنفسهم، ولا نلاحظ عليهم إلا ابتسامة كبيرة على وجوههم، إنهم لا يشتكون ولا يبكون، هؤلاء الناس لا يمكننا تسميتهم إلا محاربين أقوياء حيث أنهم عرفوا وأجادوا فن التعايش بالحياة.
وهؤلاء الناس بالنسبة لي وبالنسبة لكثير ممن يقدرون ويفهمون أفضل من أناس كثيرين اقتصر حياتهم على الوجود بالحياة وحسب.
تزوجت عندما كان عمري ثمانية عشرة عاما بناءً على رغبة والدي حيث أنني من عائلة محافظة للغاية حيث أنه لا يمكن للفتيات أن يقلن لا لآبائهن، لم أملك من أمري إلا أنني سألته سؤالا واحداً: “هل هذا الشيء سيسعدك يا أبي؟!”
فأجابني: “نعم”، فأخبرته بموافقتي!
وبطبيعة الحال لم يكن زواجا سعيدا على الإطلاق، وبعد مرور حوالي عامين من الزواج تعرضت لحادث مرير، بطريقة ما نام زوجي أثناء قيادته السيارة ودخلت بنا السيارة في خندق، تمكن زوجي من الفرار بنفسه بأن قفز من السيارة وتمكن من الخروج، وأنا سعيدة لأجله.
ولكنني بقيت بداخل السيارة، وأصبت بقائمة طويلة للغاية من الإصابات، عظام الكعبرة وعظام ذراعي اليمنى كانت جميعها مكسورة، عظام الرسغ كان مكسورا وأيضا عظام الكتف والترقوة، كسرت عظام القفص الصدري بأكملها؛ ولكن الإصابة التي كانت كفيلة بأن تغير كامل حياتي كانت إصابة عمودي الفقري.
التف الناس من حولي وأعطوني الإنعاش القلبي الرئوي، وبينما كانوا يجرونني ليخرجوني من السيارة فقدت حبلي الشوكي بأكمله!
وطوال مدة شهرين ونصف بالمستشفى كانت الحياة مروعة بالنسبة لي، كنت قد أصبت باليأس والإحباط التامين؛ أتاني في أحد الأيام الطبيب القائم على حالتي أخبرني بحزن عميق: “لقد سمعت أنكِ كنت تحلمين بأن تكوني فنانة ولكن انتهى بكِ المطاف بأن أصبحتِ زوجة وربة منزل، لدي الآن أخبار سيئة للغاية إنكِ لن تتمكني من الرسم مجددا”.
وباليوم التالي أتاني الطبيب نفسه ولكن بهذه المرة قال: “إن إصابة عمودكِ الفقري سيئة للغاية، ولن تتمكني من السير على أقدامكِ ثانية”.
تنهدت وأخذت نفسا عميقا وقلت له: “كل شيء سيكون على ما يرام”.
وباليوم التالي أتاني وقال: “بسبب إصابة عمودكِ الفقري، والتثبيت الذي وضعناه بظهركِ لن تتمكني من الإنجاب طول حياتكِ”.
في هذه اللحظة كنت مدمرة حرفيا، شرعت في التساؤل لماذا إذاً أنا ما زلت على قيد الحياة؟!
قالت لي والدتي يومها: “كل هذا سيمر، اطمئني فلله خطة أكبر من كل هذا قد وضعها لأجلكِ، لا أعلم ما هي ولكنه يدبر لكِ كل أموركِ فلا تعجلي”.
وبالفعل بدأت “منيبة مزاري” الإنسانة الملهمة برسم أول أعمالها الفنية وهي على فراش الموت، أرادت أن تضفي المزيد من الألوان لحياتها.
اجتازت مرحلة الخطر، وخرجت من المستشفى وعلى الرغم من جلوسها على كرسي متحرك إلا أنه لم يكون بالنسبة إليها إلا دفعة للأمام.
وضعت أمام أعينها كل مخاوفها، وأول شيء كان طلاقها من زوجها وزواجه بامرأة أخرى، دربت نفسها لدرجة أنها أرسلته له برسالة تتمنى له الحياة السعيدة مع الإنسانة التي اختارها.
تبنت طفلا من دار أيتام لم يكن له حينها إلا يومين اثنين مولودا بهذه الحياة القاسية، دائما ما وضعت أمامها الصعاب وتحدت نفسها على اجتيازها، وبكل مرة أثبتت أنها على قدر التحدي وأثبتت نجاحها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص نجاح العظماء لأشهر رجال الأعمال (من الصفر للقمة)
قصص نجاح واقعية pdf بعنوان النجاح قد يأتي بعد سن الخامسة والستين “ساندرز كنتاكي”! الجزء الأول