قصص نجاح

قصة نجاح شخصية عربية ملهمة للغاية (محمود العربي)

إن النجاح لا يعني حسن التخطيط وحسب، بل إن النجاح يتطلب جد و اجتهاد وسعي أيضا، فليس من السهل على أي شخص كان أن يصل إلى ما رغب في الوصول إليه يوما بدون أن يبذل الغالي و النفيس من أجل الوصول إلى هدفه وتحقيق ما طمح إليه.

وأما بخصوص عالمنا العربي فهناك الكثير من الشخصيات الشهيرة بثرائها الفاحش، وكانوا في الأصل مجرد عمال في صغرهم، و لكن بتخطيطهم الجيد وباجتهادهم تمكنوا من صنع ثروة كبيرة جدا لدرجة لا يتخيل أحد انه قادر على فعلها يوما ولو عاش لمائة عام!

ولكن يكمن السر في الإرادة والإصرار، فضلا عن أن العالم العربي نفسه زاخر بالنوابغ و العقول حادة الذكاء، فلا يشترط أن يكون النجاح مرتبط بالمال وحسب بل إنه من الممكن أن يكون مرتبطا أيضا بالعلم وكثير من المجالات الأخرى غير المال والثراء.

من قصص نجـــــــاح غاية الأهمية والفائدة لنا جميعا:

تعتبر قصة نجاح شخصية عربية ملهمة للغاية ولا يمكننا ألا نأخذ الفائدة والعظة منها…

“محمود العربي” ولد في عام 1932 ميلاديا بمحافظة المنوفية بمصر، كان والده رجلا بسيطا للغاية يعمل مزارعا في أرض ليست ملكه كان يستأجرها، حينما بلغ من عمره الثالثة أرسله والده إلى كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، وبالفعل أتم حفظه كاملا ولكنه لم يكمل تعليمه بالمدارس آنذاك نظرا لظروف والده المادية.

بدأ رجل الأعمال المصري “محمود العربي” أول عمال حقيقي خاص به عام 1963 ميلاديا، وذلك عندما قام بشراء محل بسيط للغاية بشراكة زميله واثنين آخرون، كان “محمود العربي” وزميله بالعمل والمجهود والشريكان الآخران برأس المال؛ وكان رأس المال حينها مبلغا مقداره أربعة آلاف جنيها، وقد قسموا تقسيمة كالآتي ألفان لشراء المحل نفسه، وخمسمائة جنيه لتجهيزه والألف وخمسمائة المتبقية اشتروا بهم البضاعة اللازمة، وقد كانت حينها أدوات مكتبية وألعاب للأطفال.

وعلى الرغم من أن الأحوال الاقتصادية للبلاد كانت حينها ليست في أفضل حال بسبب الأزمات التي كانت تمر بها البلاد، فقد كانت البلاد لتوها قد خرجت من أحداث ثورة 52 والعدوان الثلاثي على البلاد عام 1956 ميلاديا، وعلى الرغم من كل ذلك صدق طموحه وانساق وراء أحلامه وذلل الطرق أمامه.

وبالفعل شرعوا في العمل، ولكن بعد فترة زمنية ليست بالطويلة تعب زميله بالعمل وشعر بالإعياء الشديد بدرجة حالت بينه وبين عمله، فقرر شريكيهما أن يستبعدوه من الشراكة بسبب تقصيره في العمل بسبب المرض، ولكن كان لمحمود العربي رأي آخر غاية في النبل والوفاء، لقد رفض التخلي عن صديقه رفضا قاطعا، فقرر الشريكان فض الشراكة بينهما، وبالفعل تم فض الشراكة وما هي إلا فترة زمنية أقصر وتوفي صديقه بالعمل إثر مرضه.

قام “محمود العربي” بأخذ نصيبه ونصيب صديقه من الشراكة وكان معروفا بالأمانة والوفاء، وفتح محلا جديدا وتكفل بأبناء صديقه المتوفى، وكان يضع في قرارة نفسه أن الرزق لا يعلمه أحد من أين يأتي وأن جزاء الوفاء لا يقدره إلا الله سبحانه وتعالى، وظل متمسكا بأبناء شريكه الراحل عن الحياة حتى كبروا وصاروا رجالا.

وأثناء رحلة نجاحه واجه العديد من التحديات والصعوبات بالغة الخطورة، كان من أهمها في بداية رحلة الكفاح حينما أصدرت الحكومة المصرية قرارا بأن الوزارة التعليمية جعلت على عاتقها توزيع الأدوات المكتبية مع الكتب المدرسية مجانا، ومن هنا ظهرت أول معضلة وهي عدم احتياج أولياء الأمور والطلاب لشراء الأدوات المدرسية؛ وعلى الفور أتاه قرار تغيير مجال عمله والتوجه إلى التجارة في الحال، وكان من نصيبه التجارة في الأجهزة الكهربائية، وفي بداية عمله كان معينا له حسن أخلاقه وسيرته الطيبة وشهرته بالأمانة والوفاء التي اكتسبها بين التجار جميعا.

وبدأت تجارته في التوسع لتأتي الخطوة الثانية في رحلة كفاحه حينما تعرف على صديقه الياباني والذي كان يدرس وقتها بالجامعة الأمريكية، وكان يعمل في شركة توشيبا اليابانية.

اقترح عليه صديقه الياباني أن يأخذ بعض منتجات شركة توشيبا اليابانية ويقوم بتوزيعها بمصر، وبالتالي يكون وكيلا حصريا لشركة توشيبا، وفعلا أرسل “محمود العربي” لهم أكثر من مرة وكان يتلقى الرفض في كل مرة إلا إنه لم يستسلم، فقرروا أن يعطوه فرصة لما رأوا من إصراره ما فاق توقعاتهم، مثلما أبهرهم إصراره أبهرهم عمله.

ما نتعلمه من خطوات جريئة اتخذها كان سببا في تغيير مسار حياته كاملا:

أولًا وبادئ ذي بدء، قرار توزيع الحكومة للأدوات المدرسية مع الكتب مجانًا، كانت مصيبة وكارثة في حد ذاتها على تجارة “محمود العربي” ولكنه استطاع أن يحول الكارثة لفرصة كبرى كانت فيما بعد سببا في تغيير حياته بأسرها.

ثانيًا المرونة العالية التي كان يتمتع بها رجل الأعمال المصري “محمود العربي” وذلك بتغيير نشاط المحل من مجال لمجال آخر بعيد كل البعد عما يفعله، وأيضا اتخاذ القرار بسرعة فائقة.

ثالثًا انتقاء العلاقات الشخصية، واستغلال كل الفرص المتاحة أمام العين والبصر، وذلك يتمثل في صداقته بالطالب الياباني الذي كان يدرس بالجامعة الأمريكية ويعمل في نفس الوقت في شركة توشيبا باليابان.

رابعًا أهم ما نتعلمه من قصة نجاح شخصية عربية السيرة الطيبة المفعمة بتطبيق كل تعاليم ديننا الإسلامي التي يكتسبها التاجر في حياته، هي نفسها أثمن ما يمكن أن يحققه التاجر في حياته وتظل بعد مماته، وأن التاجر الناجح أول ما يسعى إليه هو السيرة الطيبة والسمعة التي لا يختلف عليها حتى أعدائه.

واقرأ أيضا مزيدا من قصص النجاح الملهمة والتي حتما ستؤثر في حياتك من خلال:

قصص نجاح بعنوان مصدر إلهامي وطريقا لنجاحي وتحقيقي للمستحيل

وأيضا/ قصص نجاح رجل أعمال بعنوان محمد الفايد المصري الذي هز عرش بريطانيا

3 قصص نجاح فقراء أغناهم الله وصاروا من أثرياء العالم

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى