يسعدنا ان نقدم لكم اليوم في هذا المقال من موقع قصص واقعية قصة هابيل وقابيل من قصص القرآن الكريم ننقلها لكم بقلم محمد عبد الظاهر المطارقي وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
قصة هابيل وقابيل
تعلم آدم كيف يمارس حياته على الأرض هو وزوجته حواء. العمل، والكد هما الوسيلة الوحيدة للحياة. فكان آدم يخرج الإصلاح الأرض وتعميرها وحرثها وكان يسوق أمامه قطيعا من الأغنام ليرعاها أما حواء فكانت تقوم بطهي الطعام وغزل الصوف. تعلم آدم وزوجته كيف يصنعان طعامهما وكيف يقومان بصناعة الملابس التي تقييم الحر والبرد .
حملت حواء وأنجبت توأمين بعد تسعة أشهر شعرت فيها بالتعب والام الحمل والولادة صارت حواء أما كما صار آدم عليه السلام أبا. كان آدم في منتهى السعادة وهو يتطلع إلى طفله الرضيع الذي أسماه قابيل، وإلى أخته الرضيعة والتي سماها إقليميا. يا لجمالها الرائع، وحسنها البديع الباهر. راح آدم وحواء يشكران الله كثيرا.. كثيرا ويسبحان بحمده .
لم يمض وقت طويل حتي انتفخ بطن حواء وصارت حاملاً مرة ثانية، ابتسم آدم إلى حواء وقال لها في حنان – سيكون لنا أولاد كثيرون، سوف يملأون هذه الأرض إن شاء الله ويقومون بتعميرها . ثم حمد الله كثيرا على نعمة العظيمة.
وضعت حواء توأمين ولدا وبنتا، فرح آدم كثيرا وأطلق على الولد أسم هابيل أما البنت والتي لم تكن جميلة فكانت تسمى لبودا .. هاهم الأولاد قد كبروا وملئوا البيت صخبا وضجيجا، حواء تنظر إلى آدم وتقول له في سعادة ، أنظر يا آدم لقد صار لنا أبناء يؤنسون وحشتنا ، هز آدم رأسه وقال: – هذا من فضل الله علينا. ثم راح يشكر ربه ويدعو لأبنائه بالخير.
انظروا لقد كبر الاخوان قابيل وهابيل وراحا يعملان علي مساعدة والدهما، فكان قابيل يقوم بحرث الارض ورعايتها لأن في طبعه غلظة وقسوة ، اما هابيل الطيب فكان يعمل في رعي الأغنام لأن في طبعه ليناً ورحمة .
كبر قابيل وازدادت طباعة غلظة وقسوة. وكبر هابيل وازدادت طباعة رحمة وشفقة. فكان قابيل سريع الغضب، كثير الشكوى، ولم يكن يعبأ بكلام والده ونصائحه. حتى أنه كان يتضايق من هابيل ويشعر نحوه بشئ من الحسد لأنه أقوى منه، وكان مطيعا لله عز وجل، مطيعا لوالديه.. راضيا بما قسم الله له.
اختلف قابيل مع أخيه هابيل، ولم تكن المرة الأولى التي يختلف معه فيها فقال له كلاما جارحاء أما هابيل فكان لين الجانب، يخشى الله عزوجل فكان يصبر على أذی قابيل ويحتسب أجره عند الله. وقد أراد كل منهما أن يتزوج. قال آدم لقابيل – أنت تتزوج من لبودا شقيقة هابيل.. أما هابيل فيتزوج من إقليميا. هاج قابيل وماج وزمجر بغضب: كيف يتزوج هابيل بشقيقتي اقليميا الجميلة وأتزوج أنا من لبودا.. أنا أحق بشقيقتي، هي لي ولن ينازعني هابيل فيها أبدا. قال آدم: – هذا أمر الله يا ولدي.. لا يجوز لك أن تعترض.
أمرهم آدم ان يقدما قرباناً لله عز وجل حتي يتبين أيهما افضل عند الله، ذهب هابيل الي اغنامه وأتي بكبش سمين جميل كان اجمل ما في القطيع وكان هابيل يتعهده بصفة خاصة فكثيراً ما كان يحمله علي كتفه، ويطعمه بيديه حتي ان الكبش كان يحب هابيل يألفه ولا يكاد يفارقه، أتي هابيل بهذا الكبش ليقدمه قربانا إلى الله وكله أمل أن يتقبل الله عزوجل قربانه أما قابيل فإن نفسه الشحيحة أتت بأسوأ ما في أرضه قائلا لنفسه: – هذا يكفي، ليكن، فأنا على أي حال أفضل من هابيل. لكن الله تعالى لم يتقبل قربانه، وتقبل قربان أخيه . ملا الغيظ قلب قابيل وزمجر في غضب: – لأقتلنك ابتسم هابيل وحاول أن يلاطف أخاه قائلا له في تودد – يا أخي إنما يتقبل الله من المتقين لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (المائدة:۲۸) هرول قابيل إلى أبيه آدم وعيناه تقدحان بالشر ثم قال له: – أنت دعوت الله لهابيل ولم تدعه لي، فتقبل الله قربان هابيل. حاول آدم أن يفهم ولده لماذا تقبل الله من هابيل، لكنه أصم أذنيه، ومشي.. هنا ظهر إبليس اللعين، ينفث السم في قلبه، قائلا له: «اقتل هابيل.. اقتل هابيل.. اتسعت عينا قابيل في جنون، ثم هز رأسه قائلا لنفسه نعم، سأقتلك يا هابيل .
وقتل قابيل هابيل، وكانت أول جريمة قتل تحدث على هذه الأرض، حمل قابيل أخاه هابيل وطاف به الأرض لا يعرف كف يواري جثته، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض. عندئذ مال قابيل على الأرض وراح يحفر ويحفر، ثم وضع جثة هابيل وهو يشعر بالندم الشديد لأنه تعلم من غراب ولم يستطع التوصل إلى هذه الفكرة بمفرده. وها قد أصبح قابيل بعد قتل أخيه من الخاسرين، ومثواه جهنم وبئس المصير.