وقفت الملائكه في السماوات ، تتذكر يوم اراد الله تعالى ان يخلق ادم عليه السلام ، فقالوا لله تعالى : هل تخلق في الأرض من يفسد فيها ويقتل ونحن نسبح بحمدك يا رب ونقدس لك ، فرد الله تعالى على الملائكه قائلا : اني اعلم ما لا تعلمون ثم خلق الله تعالى ادم ، واسكنه الجنه ، لكن ادم عصى الله وأطاع الشيطان و اكل من الشجره التي حرمها الله تعالى عليه ، فكان جزاؤه الخروج من الجنه ، و النزول الى الارض هو وحواء ، وها هو قابيل يقتل هابيل ثم يعود البشر من بعد لعبادة الأصنام و يكفرون بالله تعالى ، وكانت الصحف تصعد كل يوم الى السماء مكتوب فيها اعمال بني ادم التي كانت سيئه للغايه وقبيحة ، فهذا اخ ظالم وثالث قاتل حتى لم يتبقى من الصالحين الا قليل ، فتوجهت الملائكه إلى الله تعالى فقالوا : يا رب هؤلاء عبادك ولا يطيعونك في الارض ، ويعصونك ونحن نسبح لك ونعبدك ، فقال الله تعالى : لو نزلتكم في الارض وخلقت فيكم حب الدنيا ، ستصبحون مثلهم ، ثم امر الله تعالى الملائكه ان يختاروا ملكين من افضلهم وخيرهم واكثرهم طاعه وعباده حتى ينزلا الى الأ رض ، فاختار الملائكة الملكين هاروت وماروت ، واليوم اقدم لكم في موقع قصص واقعية قصة الملكين هاروت وماروت بعد نزولها إلى الارض .
قصة هاروت وماروت جزء أول
وتبدأ رحلة الملكين هاروت وماروت إلى الارض ، بعد ان جعل الله فيهم صفات البشر ، وضعفها وبدأت هذه الرحله الارضيه ، من فوق جبل هاروت وماروت إلى الارض ، وهو أعلى ارض في بابل ، مدينه الجمال والفن في ذلك الوقت، سار الملكين في طرقات بابل يرون الناس هناك ، انشغلوا في المعصيه ومنهم شارب الخمر ، و منهم من التفوا حول جاريه ترقص وتغني ، واخرون يسرقون وسط الزحام في النهار ولا يخافون من شيء ، وبعد وقت طويل من التجول في المدينه و السير على الاقدام ، قال هاروت :
– إني احس بشيء في صدري واخر في رأسي ، احس ان جسمي كله متعب فقال : ماروت انه نفس ما اشعر به ثم ذهب الى بستان وتمددا فوق العشب الأخضر ، وفجاه صرخ ماروت و قال ما هذا الذي اسمع في بطني ، فرد هاروت قائلا : انه الجوع يا صاحبي ، لقد اصبحنا بشر بعد ان كنا ملائكه لا ناكل ولا نشرب ، نسبح الله ونقدسه ، ثم انطلق الملكان في رحله البحث عن الطعام في بابل .
وجد بعض الناس يأكلون ، فجلسوا معهم وأكلوا حتى شبعوا ، وأخذ الملكان في التجول مره اخرى في المدينه ، وقعت عينهم على جارية حسناء ، كانت تغني وترقص مكانها كانت جميلة كالقمر ليله البدر ، فأطال النظر إليها وسرعان ما افاق من هذا الذنب ، و استغفرا الله تعالى بسرعه وسط الزحام ، وابتعدا حتى وصل الى خارج المدينه ، وراح يتأملان في خلق الله تعالى ، ويقولان بصوت مرتفع :
سبحان خالق الارض والسماء..
سبحان من خلق الانهار..
سبحان من خلق البحار..
سبحان الخالق العظيم الجبار..
تسبح له الملائكه في السماوات ..
و الحيتان في البحار الزاخرات ..
شعروا بالراحة وارتفعت حراره الايمان في صدورهم ، ثم استغفروا الله تعالى عما قد فعلوا من الذنوب ، ثم اكملوا الصلاه والتسبيح ، وكانت الشمس تميل نحو الغروب ، حتى صارت قرص احمر ، ثم اختفت ، واضاءه نجوم السماء وهدائت الأصوات إلا من صوت تسبيح هاروت وماروت ، ولم يقطع صوت التسبيح الا صوت الرياح الشديدة التى جائت من كل مكان ببرودتها الشديدة وصفيرها العالي الذي كاد يصم الآذان .
افاق هاروت وماروت على هذا الصوت الذي يشبه نحيب الأطفال واحسا بالبرد والخوف الشديد ، وهما وحيدان في هذا المكان الذي ليس بيه أحد غيرهما ، فقاما يجريان بعيدان ، حتى هدأت نفسيهما قليلا ،فعادا إلى المدينه وكانت اصوات الموسيقى مرتفعة في الطرقات ، ورأو الرجال والنساء يمشون في الطرقات بأمان ، فزال عنهما الخوف ، اخذ هاروت وماروت كل واحد منهما يلتمس العذر للإنسان الضعيف ، الذي يمتلئ بمشاعر وأحاسيس مختلفة ، وعادت البطن مره اخرى للجوع واصدار الأصوات العالية حتى كاد يقتل هاروت ، ثم قال لقد عاد هذا الوحش الكاسر مره اخرى يا اخي .
– اي وحش يا هاروت
– الجوع ذلك الوحش الذي يصدر اصوات من بطني.
– هيا نبحث عن الطعام في مكان اخر
– اذا وجدنا طعاما هذه المره فهل نجد طعاما في المره القادمه
– ماذا تقصد يا اخي؟
– لابد ان نعمل ونملك المال حتى نشتري الطعام ولا نموت بسبب الجوع.
– فماذا سنعمل فنحن لا نعرف شيء .؟
– ان الله لن يضيعنا الله ولا ينسى عباده توكلنا على الله يا اخي ، هيا بنا إنها حياة صعبه ، لقد عرف هاروت وماروت ، إن الانسان ضعيف وان الطعام والشراب ، يمكن ان يجعل الإنسان عبدا لهما حتى لا يموت جوعا ، وصالا المسيره في المدينه والطرقات بحثا عن الطعام والعمل وسط الناس .