القانون الأول الذي لابد لنا أن نتعلمه ونطبقه طوال ما بقينا على قيد الحياة، وهو ألا نندم على أي شخص دخل حياتنا، فالمخلص منه منحني السعادة بالحياة، والسيء منحني التجربة، أما الأسوأ فقد كان بمثابة الدرس الذي لن أنساه طوال حياتي، وأما الشخص الأفضل فهو من سيستمر معي طول ما بقي لي من عمر.
هناك كلمات أثرها على النفس أكثر من وقع السهام، تدمي القلب وتدمع العين؛ وفي المقابل هناك كلمات كالدواء تشفي الآلام وتمحي الجراح.
الجزء الثاني والأخير
كانت دوما كثيرة العتب واللوم والصوت العالي والصراخ بوجهي، وكثيرة الادعاءات أيضا، دوما ما حاولت التفرقة بيني وبينه، صدقا لقد أحببته أكثر من نفسي لدرجة أنه كان يجد ملاذه الوحيد معي، ببوح كافة ما يضايقه لي، حاولت جاهدة النهوض به ولكن جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعانوها أهله في التخلص مني، حاولت وحاولت مرارا وتكرارا التكيف في الحياة معها ولكنها كانت تخطأ بحقي متقصدة وبعدها تأتي بشهود زور، وبالنهاية أعاقب منه على أفعالها هي!
واصلت ثلاثة سنوات في كثير من الهموم والأحزان، كرمني الله سبحانه وتعالى بهم بابني الوحيد، رأيت أن حالتي النفسية التي باتت تسوء يوما بعد يوم تؤثر سلبا على حياة ابني؛ لم أجد لي دواءا سوى الرحيل عن عالمهم جميعا.
على الرغم من كوني أحبه وبكل جوارحي إلا أن في بعدي عنه راحتي، لا أعلم كيف أصف ما شعرت به حينها بكلمات، ولكني فضلت وآثرت راحته على راحتي، آثرت الجو المناسب الهادئ لابني على نفسي، أما عني فيكفيني الاطمئنان على زوجي من بعيد، ورؤية ابني يكبر أمام عيني يوما تلو الآخر، وقد وفرت له كل سبل الراحة.
أصريت على الطلاق، رفض بكامل قواه، تعذرت له كثيرا، وأخبرته بأن خلاصه من كل مشاكله وعودته لهدوئه وسلامه الداخلي الذي مضى لن يتحقق إلا بابتعادي عنه، ورغم كل ذلك لم يوافق، أجبرته على الطلاق بذهابي لأهلي وإقناعهم بالطلاق منه.
جن جنونه حينها، لقد سألني أمامهم جميها هل أخطأ يوما بحق من حقوقي، كنت حينها قد طأطأت رأسي بالأرض، وكيف أخبرهم بنعم وهو لم يعاملني إلا بالمعروف، لقد ضاقت بي السبل، لم أستطع أن أتحمل سوء معاملة زوجته الأولى وشعوري بالذنب أكثر من ذلك.
وما زلت مصرة على الطلاق حتى حققت ما رجوت من ربي سبحانه وتعالى، وباليوم نفسه ذهبنا للمحكمة ليحددوا هناك قيمة نفقة ابني ومسكنه ومصاريف تعليمه وكل شيء، لقد صار كل شيء بيننا بطريقة ودية، وحزمنا أمرنا ألا داعي للمحاكم أملا في نشأة ابننا بطريقة سوية لا يختلف عن غيره من الأبناء الصغار بنفس عمره.
بكل مشكلة أو تربية تحتاج الأب أرسل إليه، فيأتي على الفور لابنه، لم تنقطع حبال الوصل بيننا على الإطلاق، إنني أسكن بمنزل والدي، بجزء مخصص لي وابني معي، لا ينقصنا أي شيء، لقد خصصت له كامل وقتي ومجهودي حتى أمتثل بقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: ” كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته : الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسئول عن رعيته”.
اليوم ابني بالجامعة، لقد التحق بكلية الطب محققا أعلى الدرجات، لا أكترث لأي شيء آخر، ولازلت أكن لوالده كل الحب بداخل قلبي، ولكني أخفيه ولا أظهره، لقد احتسبته عند الله سبحانه وتعالى زوجا لي بالجنة، أحاول على قدر المستطاع أن أراعي الله في كل أفعالي وأقوالي حتى نكون من أصحاب الجنان بفضل الله سبحانه وتعالى
إن الدنيا بأكملها ليست ساحة حرب، ولو تمكن الإنسان من فهم حقيقتها لما أضاع من عمره الكثير في أعمال لا ترضي خالقه؛ لقد جبر الله سبحانه وتعالى بخاطري بابني، والذي صار بارا بوالده أكثر بمراحل من إخوته الثلاثة الغير أشقاء.
علاوة على كونه لا يرضه بي أي مكروه، يعاملني وكأنني السيدة الأولى والأخيرة بكل حياته، لقد قدر أنني ضحيت بكل شيء بأجله، فالحمد لله الذي وفقني وأراد لي كل هذا الخير العظيم.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص وعبر واقعية يوتيوب مؤثرة جدا للفتيات ج1
قصص وعبر واقعية للبنات حقيقية ومؤثرة
3 قصص وعبر بدون نت حقيقية لكل من ألمت به الهموم وأعجزته!
قصص وعبر عن الموت قصة معبرة عن حسن الخاتمة