قصة ويحكي القمر حكاية جميلة للاطفال بقلم : مجدي محمود الفقي
قصة ويحكي القمر قصة جميلة ومفيدة للاطفال تحتوي علي الكثير من المعلومات العلمية المفيدة ننقلها لكم في هذا المقال من موقع قصص واقعية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
ويحكي القمر
سمع عبد الرحمن آذان العشاء الله أكبر… الله أكبر… نادی عبدالرحمن أباه وقال هيا بنايا أبي…هيا إلى الصلاة.. إلى الفلاح قبضت أصابع الأب الكبيرة على أصابع عبدالرحمن الصغيرة، وفي يد الأب اليمني مسبحة تتساقط حباتها بالتسبيحات، أنوار الكهرباء تزين شوارع القرية تدور رأس عبدالرحمن مع الأنوار يعد اللمبات بالأعمدة، تصدر اللمبات ضوءها الذهبي، تفترش الشوارع بفرحة الصبية واللهو، يفرح الصغار بالأنوار فجأة انطفأت اللمبات .
ساد السكون لحظات، تملك الفزع بعض الصبية في الشوارع الضيقة المظلمة، نادي كل منهم الأخر. افترش ضوء القمر الفضي بعض الشوارع الواسعة تخلل أسطحة المنازل والأبنية فرك والد عبدالرحمن أصابعه بقوة وقال لا تخف یا عبدالرحمن معنانور الخالق ونور القمر. دارت رأس عبدالرحمن في قبة السماء، القمر طبق أبيض يدور وسط قبة السماء، سال عبدالرحمن ، أباه. هل ينقطع ضوء القمرفجأة کالكهرباء یا أبي؟ قبالة المسجد وقفا، خلع كل منهما حذاءه وقال .نور القمر دانم لا ينقطع فجأة يا بني لأنه من صنع الخالق فيما عدا حالات الخسوف، وعلميا لا تحدث هذه الحالات فجأة.. عقب الصلاة سأشرحها لك.
بعد الصلاة كان القمر يطل من شباك المسجد، ترك عبدالرحمن أباه يختم الصلاة وجلس قبالة الشباك، رکن ظهره على عمود المسجد ، والقمر في الشباك قبالته، يتأمل السماء يدور هكذا قالت جدته، قالت أمه عن القمر، إنه طبق دقيق في البحر غريق، اهتزت صورة القمر | أمام عينيه، اقترب القمر من عبدالرحمن ، سقط بين يديه، تجسد في صورة طفل صغير، جلس على فخذيه وقال اعلم يا عبدالرحمن، إن لي منازل كثيرة، مثل منزلكم، أسكن في كل منزل بضعة أيام ولكل منزل اسم أطلقه عليه علماء الفلك، أبيت ليلة أو أقل في منزل المحاق م، وهو منزل واسع يحتويني کلي، لا يراني أحد من البشر لأنني أتوارى خلف أمي الأرض ويكون ذلك نهاية كل شهرعربي وفي بداية الشهر الجديد أدخل في منزل يضيق بي قليلا فيصدر جزئي البارز ضوءا رفيعة، هذا المنزل يسمی هلالا وهو منزل لتباشير المسلمين يرتبط بشعائرهم وعباداتهم، اقبع فيه بضعة ايام وكل يوم يكبر ضوئي قليلاً قليلاً وامكث في قبة السماء اكثر، واهربم ن المنزل الاسود الي منزل التربيع الاول، اصبح قدر نصف رغيف الخبز الابيض ثم منزل الاحدب فيه يكون ضوء الشمس يصلني بالكامل عدا جزء يسير يقع في أسر الأحدب ، فأتمكن من تخليصه في ليلة واحدة وأكتمل في منزل بدر التمام کما أنا هكذا، لا تدوم عشرتي بها كثيرا رغم افتتان الصغار والكبار والشعراء بي في هذا المنزل، وأعود مرة أخرى إلى منزل الأحدب في البر الأخر ثم إلى منزل التربيع الثاني ، ثم أصبح قدر إصبع الموز مرة أخرى، ثم أدخل حزينا من المنزل الأسود المحاق لاغتسل من جديد بميلاد شهرجديد.
تحير عبدالرحمن ، وثقل لسانه بالسؤال فقال القمروكانه أدرك سؤاله تود أن تسأل عن حال خسوفي… نعم يا عبدالرحمن، قد أكون في أي مكان من المنازل المضيئة لي وفجأة ينقطع ضوئي، تدركون ذلك أنتم بني البشربالحسابات الفلكية، فأنت تعلم أنني أستمد ضوئي من اشعة الشمس وكلما انحرفت الارض قليلاً كلما زاد ضوئي، فالارض بيني وبن الشمس بانحراف دائم وكامل، لكن ماذا لو وقعت الارض بيني وبين الشمس علي خط مستقيم ؟ صاح عبد الرحمن : سوف تصبح نقطة سوداء صفق القمر لعبدالرحمن ، ورفرف بجناحيه الفضيين وجمع خيوط ضوئه الفضية التي تملأ المكان وانطلق في الفضاء قائلا أكرمك الله يا فتى، سوف لا يصلكم ضوئي إلى أن أنحرف قليلا بمداري عن الأرض.
كان عبدالرحمن ، يتأمل القمر ولا يزال يتابع تصفيقه له، وأبوه يهزه بقوة حتى يفيق من غفوته، قال له لما انتبه له. أتنام يا بني؟ هز عبدالرحمن ، رأسه نافية، ربت والده على ظهره ودعاه للعودة، في أثناء العودة سأله والده هل تحب أن تعرف كيف يتم خسوف القمرة هز عبدالرحمن ،رأسه وقال عرفت منذ قليل؟ أغشي نور الكهرباء الأبصار قليلا لما عاد التيار فجأة واضاء الاعمدة تعثر عبد الرحمن بحجر فتلقفه والده مبسملاً .