السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا بكم احبائى، ورحلة جديدة مع سجى، نتعلم معها قيمة جديدة، فكرة مميزة ، أو معلومة. تتسع بها مداركنا، وتثرى عقولنا، وتهذب نفوسنا، فترقى مشاعرنا، وتلين قلوبنا لكل ما هو عذب وجميل.
وقصتنا اليوم بعنوان
يوم الامتحان
اول يوم امتحان! ذلك اليوم الذى ينتظره الجميع، ما بين خوف ، قلق، وترقب، و كذلك حماس وأمل فى اجازة سعيدة، بعد عناء الدراسة، والمذاكرة لأشهر عديدة.
شجاعة طفل من سلسلة انا وسجى قصص تربوية للأطفال
استيقظت سجى وامها مبكرا، صباح يوم الامتحان، بعد أن أكدت الأم، من خلال الهاتف على سائق سيارة المدرسة، موعد حضوره ، لاصتحاب سجى إلى المدرسة.
وانتظرت سجى و امها، سيارة المدرسة (التى وصلت متأخرة). فقد بدأ التوتر، والقلق، يتملك سجى، خوفا من التأخر علي الامتحان. وكان الجو شديد البرودة، غذير الأمطار. طمأنت الام سجى، وقبلتها، واستودعتها الله،هى و رفاقها، وانطلقت سيارة المدرسة، وسط المزيد من الأمطار الشديدة، والطقس السيئ.
وبعد ربع ساعة تقريبا، فوجئت الام باتصال هاتفى من سجى (فقد كانت تبكى بشدة، صوتها يرتعش، تكاد تنقطع أنفاسها، فهى غالبا تجرى، وتبكى) كمان استنتجت الام، التى انخلع قلبها، وطار عقلها قلقا على ابنتها.
صرخت الام مستفهمة! ماذا بك يا حبيبتي؟ ردت سجى _بنفس متقطع _، وصوت باكى _تعطلت السيارة، في مكان يبعد كثيرا عن المدرسة، وتركنا السائق، نكمل المسافة (عدوا) انا وصديقتي مودة نجرى يا امى، اوشكنا على الوصول، لكننا تأخرنا ، وبالتأكيد بدأ الامتحان.
قصص اطفال من زمان الملك والأمراء الثلاثة
لا يمكن لعبارات، ومفردات الدنيا ان تصف حالة الام.
ما بين ذهول _كيف يجرؤ السائق على ترك أطفال صغار، وحدهم كل هذه المسافة.؟ ، كيف لها أن تطمئن ابنتها، التى وصلت لحالة من الرعب لم تعشها بعمرها.
تمالكت الام نفسها، وغمرت ابنتها بفيض من الحنو، والاحتواء، عبر صوتها الدافئ، محاولة طمئنتها، ومنحها بعض الهدوء، _فقد وصلت سجى بحمد الله إلى المدرسة_ ، قائلة لا يهم الامتحان، لا يهم اى شئ بالكون حبيبتى، المهم انك بخير، وتأكدى ان كل قدر الله خير، ولن يخذلك الله.اهدأى وسم الله، وادخلى الامتحان.
وما ان فرغت سجى من الامتحان، وخرجت وجدت امها بانتظارها، فرحت سجى كثيرا، واسرعت إلى حضن امها، بكل لهفة وحب.
احتضنتها الام وقبلتها قائلة :-ستعودين معى الي البيت اليوم ، وليس فى سيارة المدرسة.
لم تفارق سجى، حضن امها لحظة، خلال عودتهم، وظلا يتحدثا، ويضحكا، حتى استشعرت الام عودة الأمان والراحة، لابنتها.
فقبلتها وقالت، لم أخشى عليك لحظة حبيبتى، فقد استودعتك الله منذ تركتك ، صباحا (فصرت فى معية وحفظ المولى عز وجل) فأى أمان وراحة واطمئنان بعد ذلك؟
كذلك لم أخشى ضياع امتحانك، فقد تعبت وذاكرت باجتهاد، داعية الله فى صلاتك ان يوفقك، فكيف يخذلك الله وهو القائل (ان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا).
فقد اخذت بالاسباب، وعلي الله التوفيق، ولنا فى رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_اسوة حسنة، حين أمره الله_ عز وجل_بالهجرة من مكة إلى المدينة، ألم يكن الله قادرا على نقله إلى المدينة فى لمح البصر؟ كما حدث فى رحلة (الإسراء)؟ ولكن الرسول _صلى الله عليه وسلم _اخذ بالاسباب ليكون لنا قدوة فنبذل الجهد ما استطعنا ثم نتوكل على الله.
فقد خطط رسولنا الكريم للهجرة بمنتهى الحكمة.
حيث بات (على بن أبى طالب) رضى الله عنه في فراشه ليضلل المشركين، كذلك اختار رفيق رحلته(ابو بكر الصديق) رضى الله عنه، ليكون عونا له فى مشقات الطريق، كذلك رتب للمخبأ غار ثور، كذلك الغذاء، الذى كانت تأتيهم به سرا، (اسماء بنت ابى بكر)، وتقصى اخبار قريش وما يدبره له المشركون، من خلال (عبد الله بن أبى بكر) ليتجنب اذاهم، وغيرها الكثير من الاخد بالاسباب، التى ضرب لنا بها رسولنا الكريم، أروع الامثله، حتى تمت الهجرة بسلام وحفظ من الله، واستقبله اهل المدينة، بالحفاوة والترحاب، منشدين..
طلع البدر علينا…
من ثنيات الوداع…
وجب الشكر علينا…
ما دعى لله داع…..
هكذا المسلم دوما يا حبيبتى، لا يجزع لقضاء الله، مهما كان ظاهره مؤلم، لأنه يحمل دوما فى طياته، رحمات الله والخير الكثير.
قبلت سجى يد امها، ووجهها، وبعينيها نظرة فرحة وراحة وامتنان تسع الكون، وهمست إلى امها :- لا تنسي ان تخبرينى المزيد، عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيق دربه (ابو بكر الصديق).
ابتسمت الام وقالت أعدك(أيتها الطماعة)