قصص أطفال إسلامية بعنوان الإخوة الثلاثة
لقد أخذت القصص من القرآن الكريم أكثر من ثلثه، ويرجع ذلك لمدى أهميتها البالغة على المسلم وأثرها الفعال في بناء الشخصية المتكاملة القوية له، ولا شيء أهم من تنشئة أبنائنا الصغار على حب قصص أطفال إسلامية لما بها من أخلاق الإسلام بأن نتربى عليها.
ومن أجمل العبارات التي قيلت على لسان الدكتور “مصطفى محمود” أن الإسلام ليس ألغازا وليس لوغاريتمات، ولا يحتاج منا إلى كل تلك الفتاوى وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم أجاب من سأله عن الإسلام في كلمات قليلة بليغة فقال قل لا إله إلا الله ثم استقم هكذا وبكل بساطة، فكل المطلوب منا هو التوحيد والاستقامة على مكارم الأخلاق أنها الفطرة والبديهة التي نولد بها لا أكثر؛ أن تحب أخاك كما تحب نفسك”.
عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اتقي الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”. رواه الترمذي
قصة الإخوة الثلاثة:
تدور القصة حول ثلاثة إخوة توفي والدهم وترك لهم قطعة أرض كبيرة، كما ترك لهم كثير من الديون، وكان الثلاثة يعملون بجد وتفاني في العمل من أجل سداد الديون وبالفعل كانوا يسددون شيئا فشيئا؛ وفي يوم من الأيام بينما كانوا يعملون أتاهم موظف حكومي كان يسأل عن قطعة الأرض التي ورثوها عن والدهم وعندما أخبروه بأن والدهم قد انتقل برحمة الله منذ عشرة أعوام، صعق الموظف وأخبرهم بأن عليهم نقل ملكية الأرض ودفع الضرائب المتراكمة عليها وإلا ستكون الأرض ملكا للحكومة.
لم يدري الثلاثة إخوة ماذا يفعلون، فقرروا الذهاب والسؤال بالتفصيل، وبالفعل وجدوا ما نصحهم به الموظف حقيقي، وكانت الصدمة عندما علموا الأموال المطلوبة لنقل الملكية، كان يتوجب عليهم اقتراض مبلغ كبير لنقل الملكية ودفع الضرائب فوجدوا أنفسهم يحملون هما فوق همومهم الأساسية.
وفي المساء قرر الأخان الصغيران أن يتنازلان عن نصيبهما في حق والدهما إشفاقا على حالهم من كثرة الديون وبدلا من نقل الملكية لثلاثة يتم نقلها لواحد وحسب، وبذلك يمكنهم توفير مبلغ لا بأس به؛ عرضا الفكرة على أخيهم الأكبر والذي رفض كليا ولكنه بعدما فهم وجهة نظرهما اقتنع، وفي الصباح الباكر ذهبوا وأنهوا الأمر بأكمله.
يشاء الله سبحانه وتعالى أن تثمر الأرض وتنتج محصولا لم يروا مثله طيلة العشر سنوات الماضية، وكان إنتاج الأرض قد وفى كامل الديون واستطاعوا توفير مالا وفيرا منه، أتت للأخ الأوسط فكرة بأن يعيد ملكية الأرض لثلاثتهم وكل منهم أولى بحقه، اقتنع الأخ الأصغر بالفكرة وفاتحا شقيقهما الأكبر، والذي رأى أن يشتروا بالمال الوفير سيارة تعينهم على العمل وتوفر عليهم الكثير من الوقت والمجهود بالفعل اقتنع الأخان الصغيران بذلك.
وفي يوم من الأيام جاء الأخ الأكبر يزف خبرا لأخويه فقد بات نقيبا للفلاحين وقدة أعطي هذا اللقب وهذه المكانة بسبب حسن إدارته لأرضه، تفاجأ الشقيقان بحديثه فالأرض أرضهما كما هي أرضه والإدارة لهما كما هي له، وما فاجأهما أكثر عندما وجداه يعاملهما مثلهما مثل أجيرين عنده.
وكان كلما فاتحاه في موضوع الأرض سوف في نقل الملكية، فلم يجدا أمامهما إلا الذهاب لإمام المسجد والشكوى إليه والذي بدوره ذهب للأخ الأكبر وتحدث معه في الأمر، وما كان من الشقيق الأكبر إلا أن تجاوب مع الإمام ووعده بأن يعطي كلا منهما حقه، وكانت له ردة فعل أخرى مع أخويه بعد رحيل الإمام فقد استشاط غضبا عليهما، وأخبرهما بأن الأرض ملكه وأنهما مجرد أجيرين عنده، ومن يريد الرحيل فليرحل.
قال له الأخ الأوسط بأنه سيرفع الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى، ورحل الأخان عن المنزل ومرت السنوات والأخ الأكبر تزداد ثرواته وأملاكه وقطعة الأرض صارت نقطة صغيرة في بحر كبير، فصار لديه منزل كبير وسيارة فارهة وكل يوم في ازدياد من الخير، واختفت أخبار أخويه كلية حتى جاء اليوم الذي شعر فيه بألم حاد فذهب إلى الطبيب ليطمئن على نفسه وكانت الطامة الكبرى عندما أخبره الطبيب بأن كليتيه قد توقفتا عن العمل بشكل كلي وأنه في حاجة ماسة لمتبرع بإحدى كليتيه، فأرسل في طلب إمام المسجد وطلب منه أن يجد له متبرعا إذ أنه يشعر بتآكل حاد في جسده بالداخل، وعلى الرغم من بحث الإمام بجدية إلا إنه لم يجد متبرع واحد حيث أن الجميع كانوا يعلمون بما فعله مع أخويه فكرهوه لأجل ذلك.
وساءت حالته يوما بعد يوم حتى دخل في غيبوبة وعندما استفاق منها وجد نفسه أنه قد أجريت له العملية الجراحية وكان هناك من تبرع له بكلية ولكن الإمام لم يخبره باسمه، وبعد كثير من الإلحاح أخبره الإمام بأن شقيقه الأصغر هو من تبرع له بكليته وأن أخويه لم يتركاه ولو للحظة واحدة، وعندما سأل الإمام عن مكانهما أخبره بأنهما يعملان أجيرين بإحدى المزارع؛ انفجر بالبكاء فبعد كل ما فعله بهما لم يجد غيرهما لإنقاذ حياته وفور استطاعته السير على قدميه ذهب للقائهما فجثا على ركبتيه وطلب السماح منهما ولم يكتفي بهذا القدر بل ذهب للبلدة وبعد الصلاة وكل من بالبلدة مجتمعين بالمسجد طلب السماح من أخويه على ما فعل بهما واقتسم معهما كامل أمواله وأراضيه وثرواته بعدل ربه.
لقد تعلم الدرس وكفر عن كل أفعاله وعوض
أخويه عن سنوات الحرمان والظلم والشقاء التي عاشها بسببه، أهم شيء بهذه الحياه أن يتوب كل منا من أفعاله قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم ولا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وللمزيد من قصص أطفال إسلامية من خلال:
قصص أطفال مختصرة لتعليم الوفاء بالوعد وضبط النفس
وأيضا: قصص أطفال جديدة جداً ومعبرة لأبعد الحدود اغتنميها لأطفالكِ
3 قصص أطفال تعليمية هادفة من أجمل ما ستنتقي لصغارك يوما (فلسطين في دمي)