قصص أطفال الأجمل على الإطلاق لترويها لصغاركِ قبل النوم
إن قصص الأطفال هي جنس من أجناس أدب الطفل، بل وتعتبر الأهم من بينهم جميعا، فقصص الأطفال فنٌّ أدبي راقٍ، له مقومات فنية تقتصر عليه وحسب، إذ أنه يقوم على مجموعة من الحوادث المترابطة، والتي من الممكن أن تكون مستوحاة من الواقع وربما كانت نسجا من نسوج الخيال.
وأي قصة تدور أحداثها في بيئة زمانية ومكانية، تحمل في طياتها وبين ثناياها قيماً إنسانية مختلفة، تفضي لنهاية من الواجب والحتمي أن تكون نهاية خيرة؛ وقصص الأطفال وسيلة من ضمن الوسائل التربوية والتعليمية، وهذه الوسيلة تحديدا بكونها محببَّة لنفوس صغارنا، وقصص الأطفال الجيدة تهدف إلى غرس القيم الإيجابية في نفوس الصغار، كما أنها تسهم في توسيع مداركهم وتعمل على إثارة خيالهم، وعلى الدوام لا تخفق في الاستجابة لميولهم في المغامرة والاستكشاف.
القصــــــــــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص أطفال على الإطلاق لما بها من معاني سامية ينبغي علينا تعليمها لصغارنا في سن صغيرة…
يحكى أنه كان هناك رجلا لم يرزق إلا بابن وحيد، وكانت طباعه حادة للغاية بدرجة لا تحتمل، كان أبوه محبا له للغاية ولكن شدة حبه لم تمنعه من محاولاته في تحسين سلوكه وتقويمه.
كان الابن شديد الانفعال سريع الغضب متسرع في ردود أفعاله كافة، فقرر أبوه أن يعلمه درسا بطريقة تجعله يلتمس بنفسه سوء أفعاله، فأعطاه علبة مملوءة بالمسامير ومطرقة، وطلب منه أن يدق مسمارا واحدا بالسياج خلف حديقة المنزل كلما استشاط غضبا.
استطاع أبوه أن يقنعه أن هذه الطريقة ستصنع منه رجلا قويا بإمكانه أن يتحكم في انفعالاته، كلما شعر بنوبة غضب وضيق كل ما عليه فعله أن يتجه نحو السياج دون أن يتلفظ بكلمة واحدة تجعله نادما عليها فيما بعد، ويقوم بدق مسمار واحد، وما إن يفعل ذلك سيجد أنه قد تمكن من الغضب الذي يسيطر عليه كل مرة، أعلمه أن غضبه يؤثر عليه وعلى كل حياته وعلى كل من حوله سلباً.
اقتنع الابن بنصح والده وفعل به أيضا، وكلما شعر بغضب شديد دق مسمار واحد بالسياج وأخرج كامل غضبه به، ومرت الكثير من الأيام على هذا النهج وشعر الابن بقدرته التي اكتسبها بتحكمه في غضبه، وحينما لمس الأب ذلك التغير أمسك بيد ابنه وتوجه ناحية السياج وأعلمه بنصف الخطة الثاني، طلب منه والده أنه بكل مرة يتمكن من التحكم فيها بغضبه والسيطرة عليه، عليه أن يسحب مسمارا واحدا من السياج، وأنه حينما ينتهي من سحب واستخراج كافة المسامير يعلمه بذلك.
وبالفعل شرع الابن في كل موقف يستطيع خلاله كبح غضبه يتجه ناحية السياج ويقوم باستخراج مسمار، وبعد كثير من الأيام تمكن من استخراج كافة المسامير، وأعلم والده بالأمر مثلما طلب منه ذلك.
وما إن باتا جانب السياج قال له والده: “أريدك من أن تنظر يا بني جيداً للثقوب التي خلفتها المسامير بالسياج الحديدي، وتجيبني هل يمكنك مداوتها؟!”
فأجاب الابن أباه بتعجب: “لا يمكنني إعادتها كما كانت من ذي قبل يا أبي”.
فنظر إليه والده وقال له بعد أن ربت على كتفه: ” مثل هذا الأثر تتركه الكلمات الجارحة والأفعال عندما نكون غاضبين في نفوس من حولنا، يمكننا أن نعتذر عن أفعالنا لاحقا ولكننا لا يمكننا أن نزيل الآثار التي سببتها في نفوس وقلوب من حولنا مهما فعلنا، أريدك أن تفطن يا بني أن أثر الغضب لا يمكن إزالته لذلك اقلع عنه يا بني لأنه سيجعلك تخسر الكثير والكثير”.
فطن الابن لما أراد والده أن يعلمه إياه وتعلم أن يتحكم في نفسه وأن يكبح غضبه ويسيطر على تصرفاته وأفعاله أثناء الغضب.
اقرأ أيضا/ قصص أطفال قبل النوم تحتوي على عبر وعظات
القصــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــة:
من أجمل قصص أطفال على الإطلاق…
يحكى أنه في يوم من الأيام اتسم طفل بذكائه الشديد، وقد كان ابنا لأحد العلماء الأذكياء، وكان أينما ذهب الطفل شهد له جميع من حوله بذكائه وفطنته لكل ما يؤتى له في الحال، كان كل معلميه يحبونه حبا شديدا لفطنته وذكائه وأخلاقه أيضا، ومن بينهم كان معلما أحب الطفل حبا لا نظير له، ومن شدة حبه إياه كان يقوم بتعليمه كل ما تعلمه طوال حياته فقد رأى فيه ما لم يراه في طفل من قبل، وتنبأ له بمستقبل واعد، وقد جمع الحب بينهما فكانا يقضيان أوقاتا طويلا برفقة بعضهما البعض، لا يفترقان إلا للضرورات الحاسمة.
ومرت الأيام بينهما والطفل يتعلم من أفضل معلميه كل ما يمليه عليه، وبيوم من الأيام طلب المعلم من طفله النجيب أن يذهب إلى سوق البلاد ويأتيه بأفضل قطعة لحم موجودة بالسوق على شرط أن تكون الأفضل على الإطلاق، فطن الطفل لما أراده منه معلمه، وبالفعل ذهب إلى السوق وأخذ يفكر ويبحث عن قطعة اللحم التي أرادها تحديدا معلمه والذي يكن له كل حب وتقدير.
وبعد الكثير من البحث والتفكير عاد الطفل لمعلمه باللسان، وأعطاها لمعلمه وأخبره بأنها أفضل قطعة لحم بالسوق على الإطلاق، أخذها منه معلمه وطلب منه الذهاب في اليوم التالي إلى السوق والإتيان بأسوأ قطعة لحم على الإطلاق هذه المرة، وبالفعل ذهب الطفل باليوم التالي مثلما أمره معلمه وأخذ يبحث ويفكر عن أسوأ قطعة لحم بالسوق بأكمله على الإطلاق، وإذا به يختار اللسان من جديد!
عاد لمعلمه ويحمل معه اللسان وأعطاه إياه وأخبره بأنه أسوأ قطعة لحم بالسوق على الإطلاق، تعجب معلمه من اختياره لنفس الشيء في المرتين على التوالي، فأخبره الطفل أنه من كل ما علمه إياه استنتج أنه لا يوجد قطعة لحم أفضل على الإطلاق من اللسان إن كان ذاكرا لله سبحانه وتعالى مستحضرا عظمته بقلبه، ولا يوجد أردأ من اللسان إن كان خبيثا ومؤذيا؛ فأدرك المعلم حينها أنه كل ما سيعلمه لهذا الطفل لن يذهب سدى.
اقرأ أيضا/ 4 قصص أطفال طويلة اغتنمها لصغارك للفائدة
ولا تنسى: 3 قصص أطفال مكتوبة قصيرة هادفة لا تفوتها على صغارك