إن سرد القصص على مسامع أطفالنا من صغر سنهم يعد عامل محفزا لتحبيبهم في القراءة، وعامل انتقاء القصص الجيدة والمناسبة لأعمارهم مهم للغاية حيث أننا نقوم بتحديد نمط القصة والأفكار التي بداخلها ونقيسها على سن أبنائنا الصغار، لنعلم هل سيتفهون ما جاء بها من أفكار وقيم ويقومون باستيعابها.
صدقا للقصص فوائد عظيمة ومثلى بكامل حياتنا سواء كنا صغارا أم كبارا.
القصــــــة الأولى:
كان هناك بيوم من الأيام طفل ذكي للغاية، كان ابنا لأحد العلماء، شهد له بأنه ذكي ويفهم كل ما يؤتى له على الفور، لذلك أحبه كل من درس إليه، ولكن كان من بينهم معلما أحبه بشدة وبصورة غير عادية، كان يعلمه كل ما يقدر عليه لقد رأى به مستقبلا واعدا، كلن المعلم والطفل يقضيان معظم الوقت سويا، ولا يفترقان من بعضهما البعض إلا في الضرورات القصوى.
وبيوم من الأيام طلب منه ذلك المعلم الذهاب للسوق وشراء أفضل قطعة لحم منه، استوعب الطفل كلام معلمه وذهب للسوق، وهناك أخذ يبحث ويفكر عن أفضل قطعة لحم يمكنه الإتيان بها لمعلمه الذي يحبه وبشدة.
وبنفس اليوم عاد لمعلمه باللسان، وباليوم التالي طلب منه المعلم أن يذهب للسوق مرة أخرى ويأتيه بأردأ قطعة لحم، وذهب الطفل وللمرة الثانية اختار نفس الشيء ألا وهو اللسان أيضا!
تعجب معلمه من اختياره لنفس الشيء في المرتين على التوالي، وسأله عن السبب، فأخبره الطفل أنه من كل ما تعلمه من معلمه لا يوجد قطعة لحم أفضل على الإطلاق من اللسان إن كان ذاكرا لله سبحانه وتعالى ومستحضرا صاحبه الله دوما بقلبه، وبالمثل أيضا لا توجد قطعة لحم أردأ من اللسان إن كان خبيثا ومؤذيا؛ أيقن المعلم حينها أنه كل ما سيعلمه لهذا الطفل لن يذهب سدى.
اقرأ أيضا: 3 قصص للأطفال ذات هدف لسعادة أبنائكِ سيدتي
القصــــة الثانيــــــــــة:
في إحدى ممالك النمل الكبرى، كانت توجد نملة صغيرة مغرورة بنفسها كثيرا ولا تستمع لكلام أي أحد لا كبيرا ولا صغيرا، حتى أنها لا تنصاع لأوامر ملكتهم.
وبيوم من الأيام خرجت هذه النملة الصغيرة لتجمع الطعام من الأنحاء خارج المملكة، حذرت الملكة جميع أبناء مملكتها ألا يتأخروا عن الموعد لخطورة العالم خارج المملكة، وأن على الجميع جمع الطعام بأسرع وقت ممكن والعودة للمملكة.
والجميع انصاع لأوامر الملكة إلا النملة الصغيرة المغرور، لم تكترث بجمع الطعام ولا بأوامر الملكة، بل خرجت للتنزه والاستمتاع بالعالم خارجا، وفجأة ساءت الأحوال الجوية من حولها، فإذا برعد وبرق وغيوم ملبدة بالسماء، ركضت تجاه المملكة ولكن الحرس أبوا أن يفتحوا لها الأبواب، وبالرغم من كافة محاولاتها في ذلك إلا أنها بائت بالفشل الذريع.
امتنع الحراس على الرغم من بكائها المرير وتوسلاتها من عصيان أوامر ملكتهم التي أمرتهم بإغلاق كافة الأبواب وعدم فتحها لأمان كل من بداخل المملكة.
ازداد الأمر سوءا فانهمرت الأمطار من السماء، ومن كثرة بكاء النملة الصغيرة سقطت على الأرض مغشيا عليها، كانت الملكة تراقب كل ذلك بنفسها وعندما سقطت النملة المغرورة الصغيرة على الأرض أشارت للحراس بأن يدخلوها.
ففتحت الأبواب وخرج أقواهم وقاموا بحملها وإدخالها للداخل، واستدعوا لها الأطباء، وعندما استعادت وعيها عبرت عن مدى أسفها وندمها لعدم استماعها لكلام من أكبر منها، وعدت الملكة أن تكف عن أفعالها وأن تنصاع لكافة الأوامر.
اقرأ أيضا: الدب الكسول والسمكة الصغيرة قصص اطفال هادفة بقلم منى حارس
القصــــــــــــــــة الثالثــــــــــــة:
في إحدى الغابات البعيدة مرض ملك الغابة (الأسد) مرضا شديدا، مرض لدرجة أنه لم يستطع الخروج للبحث عن فرائسه، ففكر في حيلة ماكرة تمكنه من تناول طعامه دون أن يجهد نفسه ويتكلف شقاء وعناء البحث والركض خلف فرائسه.
فأعلن لجميع حيوانات الغابة أنه أصبح مريضا، وأن على كل فصيلة منهم أن يرسلوا بأحد أفرادها للاطمئنان عليه بكل يوم، وأن من سيفعل ذلك ويأتي بنفسه لعرين الأسد سيقي بذلك نفسه من شره.
وبالفعل تواردت جميع الحيوانات على عرين الأسد دون قلق ولا خوف إلا فصيلة واحدة، وهي فصيلة الثعالب، حيث ذهب أكثرهم عقلا وحكمة ليبحث في حقيقة الأمر، وعندما اقترب من عرين الأسد وجد أن جميع آثار أقدام الحيوانات تدل على دخولهم للعرين، ولا يوجد أثر واحد يدل على خروج الحيوانات، فاستشف أن الأسد يقود بالانقضاض على كل من يدخل إليه العرين.
فعاد وأعلم أبناء فصيلته بألا يذهبوا وبين لهم الأمر كاملا.
اقرأ أيضا: 5 قصص للأطفال سن سنتين مفيدة وهادفة للغاية