قصص أطفال تركية مترجمة “البئر الأول” قصة من خيال بوك بوكس تحمل عبرة وعظة جميلة
قصص أطفال تركية مترجمة
لقد تعددت قصص الأطفال التركية المترجمة ببلادنا، إذ أنها تحمل لنا ثقافات مفيدة ومتنوعة، كما تزيد لدينا من حصيلة المعرفة ببلاد تركيا الشهيرة، إنه لمن الضروري معرفة العالم من حولنا للاستفادة من خبراتهم بكافة المجالات لكي نحظى بأفضل حياة على الإطلاق.
قصة “البئر الأول”:
بزمن بعيد كانت هناك بحيرة عظيمة تحيط بمملكة ضخمة، وبأحد الأعوام جاء الصيف شديد الحرارة ولم تمطر السماء مما أدى إلى جفاف تلك البحيرة، واختفاء الأسماك بها؛ فخاف سكان المملكة من مصيرهم المحتوم وقرروا الذهاب إلى الملك العادل ليجد لهم حلا لتلك المشكلة الخطيرة التي تهدد حياتهم جميعا.
قرار الملك الحكيم:
وحينما سمح لهم الملك بالحديث وقص شكواهم، تناوبوا الأدوار بينهم بكل أدب ونظام.
فقال أحد المزارعين: “لقد جفت محاصيلنا يا مولاي، والأرض من قلة الماء تشققت، وإن استمر الوضع على ما هو عليه سنموت جوعا”.
وقام أحد الصيادين قائلا: “يا مولاي، لقد اختفت كافة الأسماك من البحيرة، سنتوق يا سيدي لطعم السمك ولن ندركه إن لم تجد لنا عظمتك حلا للمشكلة”.
وقالت أحد الأمهات: “إن صغاري يبكون من شدة العطش والجوع يا مولاي”.
فأمر الملك الحكيم وزراءه الأربعة بالذهاب في الأربعة اتجاهات المختلفة بحثا عن الماء وجلبها إلى البحيرة.
رحلة الوزراء:
اختار الوزير الأول جهة الشرق (حيث تشرق الشمس)، أما الوزير الثاني فاختار جهة الجنوب وقد كان الجو شديد الحرارة والغبار، والوزير الثالث ففضل جهة الغرب (حيث تغرب الشمس)، وأخيرا الوزير الرابع آثر جهة الشمال متبعا النجم القطبي لإرشاده إلى الطريق؛ فبحث الوزراء في كل مكان عن الماء، ولم يوفروا وقتهم وطاقتهم للتخلي عن مهامهم، ولكن دون جدوى، فلم يجدوا الماء فرجع ثلاثة منهم إلى المملكة خائبي الرجاء.
إصرار الوزير الرابع:
أما عن الوزير الرابع الذي ذهب بجهة الشمال فلم تطاوعه نفسه أن يخذل ملكه وأبناء قومه، فأخذ يبحث طويلا وفي النهاية توصل إلى بلدة يغمرها الثلج من كافة الأنحاء، ومن كثرة تعبه جلس على صخرة أسفل جبل، وإذا بامرأة عجوز تقترب منه وتسأله عن حاله وكيف بإمكانها مساعدته؛ فحكا لها الوزير قصة مملكته الجميلة التي باتت غير ذلك بسبب جفاف البحيرة وعدم نزول قطرة مطر واحدة بأرضها، وعن شعبه وما حل بهم جراء ذلك، فأخبرته المرأة أن بلدتهم هي الأخرى ليس بها ماء، وطلبت منه الصعود إلى أعلى الجبل حيث يوجد الكثير من الثلج الذي بإمكانه أن يشاركهم فيه، ويحمله لشعبه؛ فلم يستطع الوزير إلا أن يحمل قطعة ثلج ضخمة ويوثقها جيدا بعربته ليحملها إلى قومه.
اندهاش وذهول:
فعاد الوزير مسرعا إلى المملكة ملبيا أوامر ملكه العظيم بعدما أحضر ما استطاع حمله من الثلج، ولكن أثناء طريق عودته أخذت قطعة الثلج في الذوبان بسبب طول المسافة وشدة الحرارة، وحينما وصل إلى المملكة كانت قطعة الثلج الضخمة قد أصبحت قطعة صغيرة فاندهش الوزير من أمرها، وتعجب كل من بالمملكة إذ أنهم لأول مرة بحياتهم يرون قطعة من الثلج، فصاح أحد الحكماء قائلا: “لابد أن تكون هذه ثمرة الماء”، وعلى الفور أمر الملك المزارعين بزرعها في الأرض لإنبات الماء؛ وبمجرد ما هم المزارعون بحفر الحفرة لوضعها بها كانت قد ذابت قطعة الثلج بمجرد وضعها بالأرض والردم عليها.
ظهور الماء:
ومن شدة خوف المزارعين من الملك لفقدانهم لبذرة الماء، قام المزارعون بالحفر للبحث عن البذرة، وظلوا طوال الليل يحفرون ومن شدة تعبهم ناموا بعد الفجر مباشرة؛ وفي الصباح جاء الملك ليطمئن بنفسه على ما فعله المزارعون، فوجدهم نيام وعندما نظر إلى الحفرة التي بجوارهم وجدها مليئة بالماء، فأيقظهم قائلا: “لقد أنبتت البذرة وطرحت كثيرا من الماء”.