ما أجمل وما أحلى قصص الأطفال الصغار قصة قصيرة عن الصدق مكتوبة ولاسيما حينما تكون قصص أطفال ذات مغزى إذ أنهم يستفيدون منها على أكمل وجه، فبجانب الإثارة والمتعة والتشويق التي يحصلون عليها أثناء القراءة فإنهم أيضا يتسلحون بالإفادة بمواقف متعددة تساعدهم بحياتهم، القصص فوائدها شتى وفي منتهى الجمال.
من الضروري جدا أن يخرج كل طفل من كل قصة يقرأها أو يسمعها بمغزى وإلا لن يستفيد نهائيا منها، ومن تلك النوعية من هذه القصص:
أولا/ قصة الصدق مع الله:
يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجلا ارتكب كل أنواع الذنوب والمعاصي، واستحل لنفسه كل ما حرم الله ففعل كل المنكرات والمجتنبات وكل ما نهانا عنه الله سبحانه وتعالى، وكان كلما نوى على التوبة عاد لذنوبه بدرجة أكبر من سابق عهده فيملأه الحزن والندم نتيجة عودته، فيصبح حزينا من أجل عدم الرضا عن نفسه الأمارة بالسوء، وبيوم من الأيام ذهب هذا الرجل إلى فقيه عليم ليسأله عن دواء لحاله، وبالفعل قدم له هذا الفقيه الدواء الذي سيخلصه بمشيئة الله من كل آفات نفسه وهو أن يعاهده على الصدق مع الله وألا يكذب مهما كلفه الأمر وفيما عدا ذلك يفعل ما يحلو له، وأعطاه الكثير من النصائح الغالية وعاهده على أن كل فترة يرجع للفقيه حتى يسأله عن أحواله، وبالفعل عاهد الرجل الفقيه الحكيم على فعل كل ما أخبره به.
تغير جذري:
واظب الرجل الأيام الأولى على فعل أوامر الله كما أوضحها له الفقيه ولكن بعد فترة رجع إلى سابق عهده، وبيوم أردا سرقة دار جاره ولكنه تذكر أنه عاهد الفقيه على قول الصدق دوما وأنه بماذا سيخبره وقتما يسأله هل سرقت يوما؟، فحاد عن ما فكر فيه من سرقة دار جاره والتزم بالعبادات، وبيوم تتوقت نفسه بشدة لشرب الخمر فاشترى منه زجاجة صغيرة وبمجرد أن وضعها على فمه تذكر أيضا وعده للفقيه وتذكر بماذا سيجيب عليه عندما يسأله هل شربت الخمر؟، فرجع عن شرب الخمر، وهكذا صار حاله كلما قدم على ارتكاب محرما تذكر الوعد الذي قطعه على نفسه فرجع عنه حتى استقام على الطريق القويم وعمل بكل كلمة جاءت بنص الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ” عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المغزى من القصة:
بالرغم من كل العيوب التي كان يشتكي منها الرجل ولم يستطع التخلي عنها مطلقا ولكنه عندما صدق مع الله سبحانه وتعالى حيث عاهد الفقيه على قول الصدق دائما استطاع حينها التخلي عن كل الصفات الغير محمودة الملازمة له وأصبح شخصا آخر سليم الفطرة وعلى الطريق المستقيم، فالصدق نجاة من كل إثم.
ثانيا/ قصة راعي الأغنام الكذاب:
بإحدى القرى كان هناك طفلا صغيرا تعود أن يرعى أغنامه كل يوم، كان يرعاها الطفل الصغير جيدا ويهتم بها كثيرا؛ وذات يوم شعر الطفل الصغير بالوحدة والكآبة فقرر أن يتسلى لقليل من الوقت ولكنه استخدم أسوء الطرق الممكنة ليسلي نفسه ويقضي وقت فراغه إذ أنه عم إلى صخرة كبيرة فوقف عليها وأخذ ينادي على أهل القرية بأعلى صوته ويستغيث بهم قائلا بالكذب: “أنجدوني هناك ذئبا كبيرا هجم على قطيع الغنم”، وما كان من الأهل القرية إلا أن جاءوا مسرعين إليه ليساعدوه ولكنهم فور وصولهم تعالت ضحكات الطفل مما أثار حنق أهل القرية عليه إذ أنه تلاعب بمشاعرهم.
الندم لا يفيد:
ومازال يكرر فعلته يوميا ويستطيع أن يخدع أهل القرية في كل مرة، ويذهبون إليه حاملين شتى أنواع الأسلحة ليتمكنوا من القضاء على الذئب ولا يجدوا عنده ذئبا ولا غيره، ولكن بيوم من الأيام هجم على الطفل وقطيع غنمه ذئب حقيقي، وأخذ الطفل يستغيث بأهل القرية ولكنهم لم يجيبوه لقد سئموا منه ومن تصرفاته معهم، فكانت النتيجة أنه تعلم درسا قاسيا وهو عدم التفوه إلا بالصدق دائما بعدما أكل الذئب كل أغنامه وعاد حزينا أسفا.