إن فوائد القراءة جمة للطفل، فالقراءة تساعد طفلك على نمو شخصيته وتوسيع مداركه الخيالية والحسية، كما أن الدراسات العلمية أثبتت أن القراءة أيضا تعمل على نمو الطفل بصورة وبشكل أفضل وتعمل على تنمية قدرات الطفل الذهنية؛ فالقراءة بكل اختصار شديد تساعد طفلك على التعرف على عالمه الخارجي وبأبسط وأيسر صورة ممكنة.
تلك النوعية من القصص التي يجب انتقائها عند القراءة للطفل لتنمي سلوكياته بأهدافها الخلاقة.
أولا/ قصة إن الله يرانا:
بيوم من الأيام بإحدى القرى ذهب شيخ إليها ليقتص خبر طفل صغير قد ذاع صيته مؤخرا بأنه ذكي وأيضا يخاف الله في كل أفعاله، وكان مع ذلك الشيخ طفلان آخران، وعندما وصل ذلك الشيخ إلى القرية سأل عن ذلك الطفل فقيل له أنه بالمسجد يصلي فانتظره حتى يعود، وعندما عاد الطفل بعد الانتهاء من صلاته وجد الشيخ أمامه منتظرا ليخبره عن مسابقة سيجريها لثلاثتهم وأن من سيفوز بها سيكون هو الأذكى بينهم جميعا؛ فقام الشيخ الحكيم بإعطاء كل واحد منهم تفاحة وطلب منهم أن يأكلوها والشرط الوحيد ألا يراهم أحدا أثناء أكلهم للتفاحة، جاء الطفل الأول والثاني بعدما قاموا بأكل التفاحة ولكن طفل القرية استغرق وقتا طويلا وفي النهاية رجع والتفاحة مازالت في يده، وعندما سأله الشيخ عن سبب عدم تنفيذه لطلبه أجابه الطفل قائلا: “يا سيدي لقد بحثت طويلا ولكني لم أجدا مكانا لآكل فيه التفاحة دون أن يراني فيه الله، فالله يراني في كل مكان وزمان”؛ أعجب الشيخ الحكيم بذكاء وفطنة وورع الطفل الصغير وتنبأ له بمستقبل باهر وحال أروع مع الله.
ثانيا/ قصة الأعرج والأعمى:
بيوم من الأيام تصادف رجل أعرج وآخر أعمى عند ضفة جدول صغير من المياه، هما الاثنان لا يعرف أحدهما الآخر ولكن جمعتهما ظروف واحدة وهي أن كلا منهما يريد عبور المياه للوصول إلى الجهة الأخرى للجدول، فاستعان كل منهما بالآخر حيث خطرت ببال الأعمى فكرة بأن يكون رجلي الرجل الأعرج بأن يحمله على ظهره ويصبح الرجل الأعرج عينيه ليعبرا معا إلى الجهة الأخرى بكل سلام وأمان؛ إن الرجل الأعرج قد فقد قدمه منذ صغره وكيف نفسه على الحياة بدونها، وبعد فترة استخدم رجلا خشبية صناعية ليعتمد عليها شيئا فشيئا في المشي والعمل ولكنه لم يستطع عبور المياه بها لأنها مصنوعة من الخشب، ومن الناحية الأخرى الرجل الأعمى ولد من بطن أمه هكذا ولكنه حمد الله ولم يسخطه مطلقا، فكان يرى دائما أن الله أخذ منه نعمة البصر ولكنه أنعم عليه بنعم كثيرة غيرها لا تعد ولا تحصى.
ثالثا/ قصة ما أروعها عن الأمانة:
كان هناك طفلا صغيرا ابنا لرجل من أثرى الأثرياء، كان والده يعطيه مالا كثيرا ليشتري كل ما يريد أثناء يومه الدراسي، وبيوم من الأيام ذهب الطفل الثري إلى المطعم ليشتري بالتأكيد أفخم المأكولات وحين عودته إلى مدرسته ليستكمل يومه الدراسي سمع صوت طفل آخر ينادي عليه ولكنه لم يستمع إليه مطلقا ظنا منه بأنه أحد المتسولين الذين لا يريدون منه دائما إلا المال، ولكن الطفل أسرع ولحق به وأمسكه من يده يريد أن يخبره شيئا ولكن الطفل الثري وبخه بكلمات ذات أثر قوي على النفس فسالت الدموع من عيني الطفل وما كان منه إلا أن قال له: “سامحاك الله يا أخي، فأنا لم أرد منك مالا ولا شيء كل ما أردته منك هو إعطائك محفظتك التي وقعت منك بالمطعم”.
خجل الطفل الثري من فعلته مع الطفل المسكين وسارع بفتح محفظته التي وجدها كما هي لم ينقص منها شيئا ليخرج مكافئة للطفل الأمين الذي رفض أخذ أي شيء منه لقاء أمانته؛ تعلم الطفل الثري ألا يحكم على الناس بتسرع وأن يتريث دوما في حكمه، وألا يكون متكبرا بما حباه الله من فضله، وأن يعامل الناس بكل خلق ولين، وقال حينها للطفل الأمين: “لقد علمتني أمانتك درسا قاسيا لن أنساه يوما بحياتي أن الناس معادن، وأنك يا أخي في الله أغلى وأنفس جوهر قابلته في حياتي يوما، بارك الله لك”.
وصارا صديقين منذ ذلك الحين يجتمعان معا ويفترقان معا، والأحرى من ذلك أن الطفل الثري تعلم من صديقه الجديد كل تعاليم الدين القويم.