الغالبية العظمى من أطفالنا الصغار والكبار يميلون كل الميل للاستماع لقصص الأطفال والاستمتاع بها أيضا، وتعد قصص الأطفال نوعا من أنواع الأدب، وتقوم قصص الأطفال إما على قصة واقعية أو خيالية، ودائما تعطي هذه النوعية من القصص الكثير من القيم الفعالة والهادفة لأبنائنا الصغار.
دائما ما نجد أن بهذه النوعية من القصص ينتصر الخير في النهاية مهما بلغت قوى الشر، ومهما عظمت إلا أنه دائما تنتصر قوى الخير عليها، وأيضا يرى بطل القصة بصورة تحبب الأطفال في اتباع نهجه الخير، والرغبة في الامتثال به وأن يكونوا مثله عند الكبر.
قصــــة صانع الأحذيـــة الماهر
في ‘حدى القرى كان هناك صانع أحذية ضاق عليه الحال، ولم يعد يستطيع أن يوفر قوت يومه بقريته الصغيرة، استمر ذلك الحال لمدة ثلاثة أيام، وساء الوضع لدرجة أنه وزوجته لم يجدا طعاما ليسدا به جوعهما الشديد.
وبنهاية اليوم الثالث قرر الزوج الذهاب للمدينة والتي تبعد بالكثير عن القرية ليبحث عن عمل هناك بها، وبالفعل ذهب للمدينة وباليوم الأول بها اجتهد كثيرا جاب الشوارع جميعها ليجد من يشتري منه حذاء أو يصلح حذائه، ولكن دون جدوى، فلم يستطع العثور على عملة واحدة.
لم ييأس وباليوم الثاني ذهب للمدينة وجاب شوارعها، ولكن بهذه المرة استطع إصلاح أحذية كثيرة لأناس متعددين، وتحصل على أربعة عملات ذهبية من اليوم الأول، اشترى الكثير من الطعام له ولزوجته التي تنتظره بالمنزل وتتضور من شدة الجوع.
واستمر على هذه الحال لمدة أسبوع من الزمن، ففكر أن يشتري لنفسه حمارا، وبالفعل استطاع توفير ثمنه وقام بشرائه، وذات يوم بينما كان عائدا من عمله وجد عصابة من اللصوص، أراد أن ينجو بنفسه وعمره، فقرر الثبات والتفكير في خطة حيث أنه كان من المعروف عنهم أنهم كانوا يقتلون كل من يجدوه بطريقهم.
كانت متبقية معه عملتين ذهبيتين، فقام بوضعهما بالطوق الذي برقبة حماره، وعندما أمسكه اللصوص شرعوا في تهديده وضربه بأن يخرج كل ما معه من أموال، ولكنه قال لهم: “إنني صانع أحذية فقير، ولا أملك أية أموال”
وفجأة أصدر الحمار صوتا فسقطت منه العملتين الذهبيتين، فسأله كبير اللصوص: “وما هذه العملات الذهبية التي سقطت من حمارك أيها الفقير؟!، أم أنك لست بفقير؟!”
صانع الأحذية بمهارة وذكاء: “لن أستطيع أن أفشي لك السر يا سيدي”.
اقرأ أيضا: قصص اطفال جديدة حلوة بعنوان رسمتي فيها حكايتي
فانهالوا عليه جميعا بالضرب، فأخبرهم قائلا: “إن للحمار سر رهيب، إنه يصنع لي عملات من الذهب”.
رئيس اللصوص: “إذا فبعه لنا بخمسمائة عملة ذهبية”.
صانع الأحذية: “لن أستطيع”، وألح في ذلك.
ولكنهم هددوه، فباعهم الحمار وانصرف، واشترط عليهم أن يجعلوا الحمار كل يوم مع واحد فيهم حتى لا يهابهم الحمار ويصنع العملات.
وأولهم كان كبيرهم جعله معه، ولكنه طوال الليل لم يخرج منه ولا عملة واحدة، ظن المشكلة لديه ولكن سرعان ما اكتشفوا نصب صانع الأحذية وخدعته، فذهبوا إليه متوعدين له، وأول ما وصل كان قد اشترى أرضا بالعملات الذهبية التي أخذها منهم، وأنشأ مزرعة دجاج.
دخل لزوجته على الفور وأعلمها بأمرهم، وأن عليها أن تنادي الكلب ليناديه من أجلهم، وأول ما رأوا أن الكلب استطاع أن يناديه من المكان المتواجد به، أصروا على شرائه بعملات ذهبية للمرة الثانية، فأخذ العملات وباعهم الكلب، وسرعان ما اكتشفوا أنه أيضا خدعة ثانية، فقرروا بهذه المرة تلقينه درس قاسي حتى لا يعبث معهم مجددا.
وأيضا: قصص للاطفال باللغة العربية قصة الراعي الكذاب والطفل المشاغب ايمن
ذهبوا إليه وقبل أن ينطق بكلمة واحدة وضعوه داخل كيس كبير، وربطوا الكيس ووضعه أحدهم على ظهره، اشتد الحر بالطريق فقرروا أن ينالوا قسطا من الراحة، وشعر صانع الأحذية بمرور راعي للخنازير بجواره، فصاح قائلا: “لن أتزوج ابنة الملك مهما فعلتم بي، لا… لا …لن أتزوجها مطلقا”.
فرد عليه راعي الخنازير: “أجننت يا هذا؟!، لا تقبل بابنة الملك؟!”
فرد عليه بذكاء: “أتقبل بها أنت؟!، إنني أحب امرأة أخرى ومجنون بها”.
الراعي: “نعم أقبل بها”.
صانع الأحذية: “إذا تعال وخذ مكاني قبل أن يعودوا، ولكن إياك أن تتفوه بكلمة واحدة طوال الطريق”.
وبالفعل جعله مكانه ورحل مسرعا، وبعدها قاموا بإلقائه بالطين وانهالوا عليه بالضرب وتركوه موثوقا ليلاقي مصيره المظلم.
وبينما اكنوا عائدين وجدوا صانع الأحذية برفقة خنازير الراعي، فذهلوا ولم يستطيعوا التحدث بكلمة واحدة!
صانع الأحذية: “ببركة الطين هناك يوجد كنز، وهذه الخنازير حراس الكنز”.
كبير اللصوص: “إياك أن تجرؤ على الاقتراب من الكنز”.
صانع الأحذية: “وما الذي تريده مني؟!”
كبير اللصوص: “خذنا لهناك”.
صانع الأحذية: “ضعوا أنفكم بالأكياس”.
وأيضا: قصص للاطفال الصغار جدا قصة الغرابان والثعلب المكار
وربط عليهم وألقى بهم في البحيرة ليلاقوا حتفهم ويستريح منهم نهائيا، ومن شرورهم، وأنقذ راعي الخنازير وأعطاه الخنازير خاصته.
عاد لزوجته ومنزله فرحا مسرورا.