قصص أطفال قبل النوم طويلة بعنوان صديقة جديدة
إن الصديق الحقيقي يصعب عليك أن تجده بزماننا، وإن وجدته صعب عليك تركه واستحال كليا عليك نسيانه؛ الصديق الحقيقي هو ذاك الذي يمشي إليك عندما يبتعد عنك باقي العالم، الصديق الحقيقي هو ذاك الذي تكون معه كما تكون وحدك، الصديق الحقيقي هو ذاك الصديق الذي يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت، الصديق الحقيقي هو ذاك الصديق الذي يسد عنك في غيابك، وغيابك بالنسبة إليه كحضورك.
قصــــــة صديقة جديدة:
من أجمل قصص أطفال قبل النوم طويلة على الإطلاق، وبها الكثير من الفائدة…
بأول يوم دراسي أول ما دخلت “بشرى” فصلها، لاحظت وجود طالبة جديدة بين صفوف زملائها، ألقت التحية على زملائها كعادتها وابتسمت للطالبة الجديدة، وما أثار فضولها أن الطالبة الجديدة أدارت وجهها للناحية الأخرى ولو تبادلها نفس الابتسامة!
تعجبت “بشرى” كثيرا من ردة فعلها، وفي الحصة الأولى حينما قدمت المعلمة “هاجر” وبعدما ألقت التحية على طلابها قدمت لهم زميلتهم الجديدة حينها علموا جميعهم أن اسمها “ريتاج”، فقد كانوا جميعهم يريدون معرفة أي شيء عنها مهما كان باليسير للصمت الشديد الذي تحلت به.
وفي أثناء الدرس قسمت المعلمة “هاجر” طلابها إلى مجموعات للعمل الجماعي في أنشطة أرادت منهم تنفيذها، وما أصابهم جميعا بالدهشة والتعجب البالغين عندما أعلنت زميلتهم الجديدة “ريتاج” عدم قبولها بأي مجموعة ورفض التعاون، سألتها معلمتها بكل هدوء: “ريتاج لماذا لا تريدين البقاء بأي مجموعة ولم ترفضين التعاون مع زملائكِ؟”
فأجابتها قائلة: لا أريد العمل في أي مجموعة من هؤلاء، إنني أفضل العمل لوحدي”!
اعتلت المعلمة ابتسامة هادئة فقد فهمت شعور “ريتاج”، فهدأت من روعها وأخبرتها بأن تعمل وحدها وإن أرادت المساعدة في أي شيء فهي موجودة على الدوام بجانبها وستساعدها في أي شيء مهما كان، كان شعور “ريتاج” أنه أول يوم لها بالمدرسة بأكملها ولا تعلم أحدا بها، ولم تكون أي صداقات مع أي منهم بعد، لذا فكان الشعور المسيطر عليها هو الشعور بالخوف من الرفض وربما كان شعور الحزن والأسى على أصدقائها القدامى الذين افترقت عنهم بسبب انتقالها.
أذنت لها معلمتها بالجلوس والعمل بمفردها على النشاط كما أرادت وهي في انتظارها في أي وقت إن احتاجت المساعدة، ولكن معلمتها أيضا أعطتها نصيحة قائلة: “ريتاج خذي وقتكِ كاملا في تقبل زملائك من حولك، ففي المرة القادمة سيتوجب عليك العمل في جماعات، فالعمل الجماعي مهم للغاية لجميع الطلاب”.
كان جميع الطلاب يتبادلون فيما بينهم نظرات الاندهاش من سلوك الطالبة الجديدة والذي بات غريبا لهم جميعا، مرت الحصص الأولى ومع أول جرس دق معلنا عن بدء الفسحة خرج جميع الطلاب للفناء، اقتربت “بشرى” من الطالبة الجديدة “ريتاج” وهي تبتسم لها ابتسامة هادئة قائلة لها: “لقد لاحظت حبكِ للون الوردي، فهل الوردي هو لونكِ المفضل؟”
وريتاج نظرت إليها ولم ترد على سؤالها وعلى الرغم من ذلك إلا أن “بشرى” لم تفقد حماسها وشغفها في التحدث إلى زميلتها الجديدة، فقالت لها من جديد: “إن جميع أدواتكِ الدراسية لونها وردي، تعلمين أنا أيضا أحب اللون الوردي وأعده لوني المفضل دونا عن بقية الألوان”، في هذه اللحظة قالت ريتاج بابتسامة خفيفة وصوت خافت للغاية: “نعم إنه لوني المفضل”.
مدت “بشرى” يدها لريتاج بسوار وردي اللون جميل الصنع وقالت لها: “هذه هدية ترحيب بكِ، فأنا أعشق صنع الأساور”، بدت السعادة واضحة على ملامح ريتاج وقالت وهي تأخذ السوار من بشرى: “شكرا لكِ يا لها من هدية جميلة للغاية”، ثم قالت باهتمام واضح وهي تضع السوار بيدها: “هل تعشقين حقا صنع الأساور؟!”
في هذه اللحظة أيقنت “بشرى” أن ريتاج تخلت عن تحفظها الشديد في الحديث معها ورفضها لصداقتهما، فابتسمت في سرور وأخذت تروي لها قصتها مع أول سوار صنعته وكيف باتت تستمتع كثيرا وهي تتعلم كل جديد وتصنع أساور على أحدث الطراز، وكيف لها قصة جميلة مع كل سوار صنعته، وكانت ريتاج تستمتع وهي تستمع لحكايات صديقتها الجديدة “بشرى”.
بات حديثهما سويا متواصلا حتى انتهت الفسحة وجاء بقية الطلاب من الفناء للفصل، لاحظ جميع الطلاب مدى التغيير في سلوك “ريتاج” إذ اختفت علامات توترها وبات محلها ابتسامة هادئة جميلة مرسومة على وجهها البريء، وصارت “ريتاج” تتعاون مع “بشرى” وزملائها بالأنشطة المختلفة، وشرعوا جميعهم في التعرف إليها ويقدمون إليها أنفسهم وكانوا جميعهم سعداء باكتسابهم زميلة وصديقة جديدة.
كان اليوم في غاية الروعة والجمال بالنسبة للجميع، وبالنسبة للطلاب بالفصل فقد اختفت من على وجوههم علامات الدهشة والاستغراب من تصرفات زميلتهم الجديدة، وباتوا جميعهم يحبونها عندما رأوا شخصيتها الجميلة الحقيقية، انتهى اليوم الدراسي الأول وودع الجميع بعضهم البعض.
وفي صباح اليوم التالي عندما حانت حصة المعلمة “هاجر” تقدمت “ريتاج” بعدما استأذنت من معلمتها للتحدث إليها، فطلبت منها أن تجعلها بمجموعة زميلتها الجديدة بشرى بالفصل، في حينها أثنت المعلمة “هاجر” على قرار “ريتاج” وحرصها على تعاونها مع زملائها والتقرب إليهم قائلة: “أنا سعيدة للغاية بانضمامكِ إلى مجموعة، وسعيدة أيضا بقراركِ”.
ومع انتهاء اليوم الدراسي وبينما كان الطلاب يغادرون المدرسة قالت ريتاج لبشرى: “يجب أن أشكركِ على هديتكِ والتي تعني لي الكثير والكثير، وأيضا يجب علي أن أشكركِ على إصراركِ للتحدث معي، فقد جعلتني أشعر وكأنني واحدة منكم بعدما كنت قلقة وحزينة لأنني تركت أصدقائي في مدرستي السابقة بسبب انتقال والدي للعمل”.
ابتسمت بشرى وهي تقول لها: “لا تشكريني على شيء يا ريتاج، فقد كسبت صديقة جميلة، ونحن جميعنا محظوظين لأنك أصبحتِ واحدة منا” وصارا يسيران سويا حتى افترقا في نهاية الشارع مودعة كل منهما الأخرى ومنتظرة يوم دراسي جديد لرؤية كل منهما الأخرى واستئناف حديثهما.
وإليك أيضا عزيزنا القارئ المزيد من القصص لأبنائك الأعزاء:
قصص أطفال مختصرة لتعليم الوفاء بالوعد وضبط النفس
وأيضا… قصص أطفال جديدة جداً ومعبرة لأبعد الحدود اغتنميها لأطفالكِ
ومن خلال… 3 قصص أطفال باللغة العربية مليئة بالقيم الهادفة