إن قراءة قصص للأطفال قبل النوم ولاسيما على إضاءة خافتة بشكل مناسب غير مؤذي للعين يساعد الأطفال الصغار على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل.
ولاسيما عندما تكون القصص المختارة بأهداف قيمة، وهذه القصص تثير الشغف بداخل نفوس الصغار، ويشعرون بالرغبة في النوم مبكرا على النظام المحدد لهم رغبة في سماعهم لقصة شيقة.
القصـــــة الأولى:
بيوم من الأيام كانت هناك طفلتين تنظران من نافذة حجرتهما للشارع، وإذا ببائع للحلويات وغزل البنات ينادي على الأطفال ويمدح في مدى جمال حلواه.
اشتهت الفتاتان الصغيرتان حلوى البائع، وتحدثت إليه إحداهما وطلبت منه التوقف حتى تحضر المال من والدتها وتنزل للشارع للشراء من حلواه.
وافقها البائع ولكنه طلب منها الإسراع، ذهبت الفتاة مع شقيقتها لوالدتهما تطلبان منها مالا والسماح لها بشراء الحلويات.
ولكن والدتهما صرخت فيهما فقد كانت مشغولة للغاية بالأعمال المنزلية ومنهمكة في إنهائها قبل عودة زوجها من العمل، كما أنها حرمتهما من مشاهدة التلفاز ومن الوقوف بالنافذة.
غضبت الطفلتان وتسللتا للأسفل دون أن تشعر عليهما والدتهما، كانت الابنة الكبيرة تملك بعضا من المال، أمسكت شقيقتها الصغرى من يدها ووقفت بها بجانب البائع، أمسكت بالمال قائلة: “أعطنا الحلوى يا عمو وبسرعة حتى لا تنتبه علينا والدتنا، فقد نزلنا دون علمها”.
فسألهما البائع: “كذبتما على والدتكما؟!”
فقالت الطفلة: “ولكننا سنعتذر منها، نحن نرغب في غزل البنات ولكنها رفضت أن ننزل من الأعلى”.
فقال البائع: “حسنا، علينا أن نقف بعربة الحلوى في مكان بعيد عن الأنظار حتى لا ترانا والدتكما فتوبخكما وتوبخني معكما”.
وافقت الطفلتان على الذهاب معه، وصارا يسير بعربته وهما يسيران معه حتى وصل بهما لمكان مقطوع من الناس وبعيد كل البعد عن منزلهما، شعرت الطفلة الكبيرة بالخوف واستوقفته قائلة: “أين تذهب بنا يا عمو، نحن لم نرد منك إلا أن تبيعنا الحلوى، ولكنك سرت بنا لمكان بعيد حتى أننا فقدنا منزلنا، نحن خائفتان منك ومن أفعالك معنا”.
وفجأة أخرج بائع الحلوى سكينا من عربته، وحذرا الطفلتين قائلا: “بكل هدوء سآخذ الذهب الذي بأصابعكم وآذانكم، وسأرحل بعدها، ولكن إن افتعلتما المشاكل فسأذبحكما وألقي بجسدكما للكلاب لتنهشه”.
ارتعبت الطفلتان ووضعت كل منهما يدها على فمها حتى لا تصدر صوتا، وبعدما أخذ ذهبهما تركهما في نفس المكان المهجور وغادر مسرعا غير مبالي بهما.
جلست الطفلتان تسكبان الدموع وتؤنبان نفسيهما على سوء فعلتهما وعلى عدم سماعهما لكلام والدتهما حتى حل الظلام، وازدادتا رعبا مع أصوات الكلاب بالشوارع العالية، وإذا بامرأة تأتي إليهما فجأة وتسألهما عن السبب في بقائهما بمثل هذا المكان المهجور بعيدا عن والدهما ووالدتهما.
فأخبرتها الطفلة الكبيرة عما حدث معهما وما فعله بهما بائع الحلوى، ظلت المرأة تسألهما عن معلومات حتى توصلت لوصف لمكان تعرفه، فأخذتهما وذهبت للمكان واتضح أنه نفس الشارع الذي به منزلهما، ورأت والديهما وهما يقفان أسفل منزلهما ورجل شرطي بصحبتهما على اتصال ببقية زملائه الذين يبحثون عن الطفلتين.
شكر والدي الطفلتين المرأة على تصرفها الحسن مع ابنتيهما، ومر الموضوع بسلام ولكن الطفلتان تعلمتا درسا قاسيا لن تنسياه طول حياتهما.
اقرأ أيضا: قصص أطفال جديدة 2021 بعنوان البحيرة والأمنيات السحرية
القصـــــــــة الثانيــــة:
بيوم من الأيام غادرت حبيبة الصغيرة لمدرستها كعادتها كل صباح بعدما تناولت إفطارها وقبلت والدتها، ولكنها في الحافلة المدرسية شعرت بثقل في عينيها ونعاس شديد، قاومت وقاومت ولكنها استسلمت في النهاية للنوم.
وظلت نائمة حتى وصلت الحافلة للمدرسة ونزل منها جميع الطلاب باستثنائها، وعندما أفاقت شعرت بخوف شديد كانت الحافة فارغة، ولم تدري ماذا تفعل فقد نسيها الجميع، ظلت تنادي وتصرخ ولكن لم يسمعها أحد فقد كانت الحافلة بعيدة كل البعد عن الجميع.
حاولت فتح باب الحافلة ولكنه موصدا، فظلت تبكي وتصرخ وهي خائفة للغاية، فكرت كثيرا في إيجاد حل، وأخيرا توصلت إلى حل لتنقذ نفسها، وهي أن تضغط على بوق الحافلة بصورة مستمرة، وهذا ما فعلته وفزع الجميع من حولها، وركضوا تجاه الحافلة لمعرفة السبب، فوجدوها عالقة بالحافلة والدموع تغرق وجهها.
كانت والدتها أيضا اتصلت بها معلمة الفصل لتسألها عن سبب غياب ابنتها، ففزعت والدتها وقدمت للمدرسة لتبحث عن صغيرتها، وعندما خرجت من الحافلة فرحول جميعا وشكروا الله.
اقرأ أيضا: 11 قصة قصيرة للأطفال قبل النوم مزيج بين الإفادة والمتعة
القصـــــة الثالثــــــة:
كان هناك طفل صغير يعيش مع جدته حيث أن والديه كانا يعملان خارج البلاد ليؤمنا له مستقبلا مشرقا.
كانت جدته تحبه كثيراً أكثر من عينيها، فكانت تجتهد في إعداد طعاما شهيا لأجله، ولكنه كان متذمرا مهما فعلت جدته يأبى الطعام الذي تعده وتقدمه لأجله، وأحيانا كثيرة كان يصل به الحال لإلقاء الطعام من على الطاولة.
كانت أفعاله تشعر جدته بالحزن الشديد، ولكنها لم تكن لتبين له أمر حزنها، فكانت تجتهد وتحاول وتحاول بطرق عديدة لإرضائه، وبيوم من الأيام أمسك بطعام وألقى به على الحائط فتكونت بقعة دائرية حمراء.
وأدار ظهره لجدته، وعندما وجد هدوءً تاماً بالمنزل نظر يمينا ويسارا فلم يجد جدته معه، وأخذ يصرخ وينادي عليها ولكنها لم تجبه، فظن أن بقعة الطعام الدائرية على الحائط قامت بابتلاع جدته.
خاف الطفل كثيرا، وندم على كل ما فعله مع جدته المسكينة، ورغب في عودتها مرة ثانية وتوعد ألا يضايقها مجددا وأن يفعل كل ما تأمره به، وأن يأكل أي طعام تقدمه له دون أن يتذمر، وأنه لن يلقي الطعام مرة ثانية.
وكانت الجو عاصفا، فكانت الرياح تضرب النافذة لدرجة أن زجاجها أوشك على التكسر، كان الطفل خائفا للغاية، وفجأة سمع أحدا يطرق على الباب، ولكنه قرر ألا يفتح له الباب، وبعد قليل سمع وكأن شخصا يحاول فتح الباب بمفتاح من الخارج.
ارتعب الطفل من داخله، ولكنه قرر أن يواجه مخاوفه فأمسك بعصا واقترب من الباب، وأول ما فتح الباب وجدها جدته تحمل حقيبة بيدها مليئة بأطيب المأكولات.
الجدة: “سامحني يا حفيدي العزيز على تركك بمفردك، ولكني ذهبت للمتجر واشتريت لك كل ما تحب وترغب من المأكولات”.
فقال الطفل: “لا عليكِ يا جدتي الحبيبة”.
وأمسك بجردل ومسح بقعة الطعام التي على الحائط، وساعد جدته على التنظيف وفي إعداد الطعام.
اقرأ أيضا: قصة قصيرة للأطفال قبل النوم للإفادة والمتعة
القصــــــة الرابعـــــــة:
كان هناك طفلة صغيرة تخاف من كل أنواع الحشرات، كانت أينما ذهبت ووجدت حشرة صرخت واختبأت في أقرب مكان لها، وكلما رأت حشرة زاحفة سببت المشاكل من حولها.
ذات مرة طلبت منها والدتها أن تحضر المكنسة الكهربائية من الخزانة وتنظف بها الأرضية، ولكنها تذكرت العنكبوت الذي بالخزانة وخشيت منه ومن شبكته التي ينسجها، فاقتربت من الخزانة ببطء شديد، ومدت يدها شيئا فشيئا، ولكنها لم تنظر بداخلها بل أخذت تسحب في الأشياء من داخلها، فأمسكت بزلاجة وادلها وبمنضدة المكواة، وفجأة أمسكت بسلك وسحبته للأعلى فانكفأت على وجهها وسقطت دراجة من فوقها.
جاءتها والدتها تهرول لتطمئن عليها من شدة الصوت، وجدت أن كل ما بالخزانة تم إخراجه باستثناء المكنسة الكهربائية، صرخت والدتها في وجهها وطلبت منها أن تخرج القمامة من المطبخ.
فتذكرت الطفلة أنه هناك صرصورا بالقمامة سيأكلها ويلتهمها إن رآها، وفي نفس الوقت خشيت من غضب والدتها منها، فقررت أن تسحب دلو القمامة وتجري من الصرصور في آن واحد.
وكانت النتيجة أن المطبخ بأكمله امتلأ بالقمامة بكل مكان، ومن جديد غضبت منها والدتها، وطلبت منها أن تسقي الزهور التي بالبلكونة، وأمسكت الطفلة بالمياه وفجأة رأت نملا وفراشات، فركضت وكانت النتيجة أنها أسقطت المياه والزهور الجميلة تخربت وسقطت على الأرض التي اتسخت بالطين والمياه.
نظرت والدتها ولم تجد من حولها إلا تخريب وتكسير بكل مكان ذهبت إليه ابنتها، كان شقيقها قد عاد من الخارج وكان ممسكا بدعسوقة، فأراد أن يريها لشقيقته، والتي خافت كثيرا من شكلها، ولكنها قال لها: “انظري إنها صغيرة الحجم كثيرا مقارنة بحجمنا نحن البشر، وإنها لا تؤذي أيضا، الحشرات هن من يتوجب عليهن أن يخفن منا وليس العكس”.
أمسك بيدها وشيئا فشئيا وضع بداخلها الدعسوقة وتغلبت على مخاوفها الوهمية، ولم تهلع مرة ثانية عند رؤيتها للحشرات.