قصص أطفال مفيدة قصيرة اغتنميها لصغاركِ
إن كثير من الآباء يلجئون لقراءة قصص لأطفالهم للاستعانة على النوم ولكنهم لا يدركون أن للقصص هذه لها أبعاد وفوائد جمة أكثر من النوم وحسب.
اسمح لنا أيها الأب وأنتِ أيتها الأم في سؤالكِ عن آخر مرة جلست بجوار طفلك الصغير وقرأت له قصة قبل النوم وانغمست في ذلك؟!
من المؤكد سيكون الجواب أنه من فترة طويلة للغاية، وربما يكون الجواب أبدا!، جميعنا يعلم أنه في ظل هذه الأيام التي نعايشها والمليئة بضغوطات الحياة، وتعقيدات العمل وتسارع الزمن، وبالطبع إدمان الأدوات التكنولوجية، تأتي أهمية سرد قصة لطفلك في مكان مفقود للغاية غالبا.
ولكن دعينا نسدي إليكِ نصيحة غالية.. إن كل ما نفعله بهذه الحياة وكل تعبنا بها من أجل صغارنا، فكيف لنا أن نتركهم في عمر مذل هذا؟!
اغتنمي قصص أطفال مفيدة قصيرة لإفادة صغارك بقليل من الوقت..
القصـــــــة الأولى بعنوان احترام وتوقير الكبير:
من أجمل قصص أطفال مفيدة قصيرة على الإطلاق….
في يوم من الأيام دخل الابن الأكبر الذي يبلغ ثمانية أعوام المنزل فرحا ومسرورا…
يوسف: “إنني اليوم في غاية السعادة، لقد ساعدت اليوم رجلا مسنا كان عاجزا عن عبور الشارع نظرا لضعف ساقيه ونظره، كان ينظر للجميع بعينيه ولا يتفوه بكلمة واحدة وكأنه يستعطف أحدهم لمساعدته، لقد فطر قلبي حرفيا؛ داهمت الطريق بحذر وأمسكت بيده وكنت حائلا بينه وبين السيارات ريثما عبر للطرف الآخر من الطريق”.
رد عليه والده قائلا: “بوركت يا بني، أتعلم ما فعلته اليوم نسميه بإسلامنا احترام الكبير وتوقيره”.
كان ابنهما الأصغر مصطفى يجلس وقد وضع قدما على الأخرى فقالت له والدته بهدوء: “مصطفى.. لم تجلس بهذه الطريقة؟!”
فتعجب ابنها الصغير من كلماتها قائلا: “أمي وماذا في جلستي بهذه الطريقة؟!”
فرد والده عليه مؤدبا: “مصطفى.. ليس من الجيد مطلقا أن تجلس وقد وضعت قدما على قدم بين الآخرين ولاسيما عندما تجلس مع من يكبرك سنا وبصفة خاصة عندما تكون جالسا مع..”
قاطعه مصطفى قائلا: “إنني لم أكن…”
قاطعته والدته: “مصطفى ألا تعي أنك تحاول أن تعالج خطئا بخطأ أفدح منه الآن؟!، لقد قاطعت والدك لتوه وهو يعلمك ما أخطأت به لتوك”.
مصطفى وقد نظر لوالده: “إنني آسف يا أبي”.
والده: “يا بني وحبيب قلبي إن من توقيرك واحترامك للكبير أن تبدي اهتمام لكل ما يقال منه، وأن تحسن استماعك لكل ما يقوله، وإذا تكلمت بإذن كان ذلك باقتنائك لأفضل الكلمات وألا تتحدث بصوت مرتفع”
مصطفى: “أعدك بأنني سأفعل ذلك يا أبي”.
وما هي إلا لحظات وجاء الجد لزيارتهم بالمنزل، وما إن فتحت الأم باب المنزل هلم الجميع ووقفوا ليسلموا على الجد باستثناء مصطفى…
والده: “يا مصطفى قف سلم على جدك”.
سرعان ما وقف مصطفى متلعثما في الكلام: “أهلا بك يا جدي، لقد اشتقت إليك، تفضل”
الجد: “يا مصطفى إن من آداب احترام وتوقير الكبير أن تقف له احتراما”.
مصطفى: “إنني.. إنني كنت…”، وكان متلعثما للغاية.
والده: “رفقا على نفسك يا بني، الإنسان منا يتعلم شيئا فشيئا”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ لأبنائك: قصص أطفال مكتوبة بالحركات
وأيضا.. قصص أطفال باللغة العربية
القصـــة الثانيـــــــة بعنوان آداب الحديث مع الآخرين:
في أحد أيام الدراسة العادية كانت معلمة الفصل تقول: “سنتعلم اليوم أنواع الطيور..”
ولم تكمل حديثها إلا وقاطعها مصطفى قائلا: “يا معلمتي إنه لأمر سهل للغاية، إنني أعلمها جميعها”.
حاولت المعلمة أن تستدرك الموقف قائلة: “أعلم أنك يا مصطفى تلميذ مجتهد وجد للغاية ولكني أرجو منك أن تستمع جيدا لما سأقوله لأنك ستجد عندي معلومات أول مرة تسمع عنها، كما أن…”
قاطعها ثانية قائلا: “وما الداعي وأنا أعلمها جميعها”.
غضبت المعلمة ولكنها استجمعت نفسها قائلة: “دعني أشرح لك يا مصطفى ولبقية زملائك بالفصل”.
فقال مصطفى: “إن أنواع الطيور يا معلمتي هي العصافير والنسور و.. و.. الصقور”.
المعلمة وقد استشاطت غضبا: “يا مصطفى إنك لا تنصت لما أقوله على الإطلاق، كما أنك تتسبب في إزعاج زملائك بالفصل، وتحول بينهم وبين الاستفادة من الدرس؛ يجب علي أن أعاقبك يا مصطفى جراء ما فعلته”.
جعلته المعلمة ينظر للحائط بنهاية الفصل ريثما تنتهي الحصة، وما إن انتهت الحصة بالكامل وانصرف جميع الطلاب لم تغادر المعلمة الفصل وأرادت أن تعطي مصطفى درسا وتبين له سبب ما فعلته معه والمغزى الحقيقي من كل ذلك…
المعلمة: “أعلم أنك غاضب مني، ولكنك…”
ومن جديد قاطعها قائلا: “ما الذي فعلته؟!، لقد كنت أجيب عن سؤالك وحسب ولا أعلم لم العقاب؟!”
المعلمة: “مصطفى.. أريد منك أن تنصت لي قليلا من فضلك، اذهب إلى الطاولة التي هناك وأحضر لي…”
ولم تكمل حديثها وقد ركض للطاولة وتناول القلم وأعطاها إياه قائلا: “تفضلي القلم”!
وضعت المعلمة يديها على رأسها قائلة: “يا الله أعني… يا مصطفى يجب عليك أن تتعلم حسن الاستماع، وحسن الاستماع من آداب الحديث فعندما يتحدث إليك أحد يجب عليك حينها أن تنصت إليه جيدا وألا تقاطعه أثناء حديثه إليك، ومن آداب الحديث أيضا يا مصطفى ألا تتحدث بصوت مرتفع مثلما فعلت اليوم في الحصة، فكل ذلك يعتبر تصرف غير لائق زغير مسموح به”.
مصطفى بصوت يطغو عليه الندم: “إنني آسف يا معلمتي”.
ربتت معلمته على رأسه قائلة: “إنني أعلم أنك ولد مهذب، ولكنك على الدوام تكرر أخطائك وهذا ما لا أرضاه لطفل مهذب ومؤدب مثلك؛ وقبل أن تقاطع حديثي كنت سأطلب منك أن تحضر لي حقيبتي من على الطاولة وليس القلم لأعطيك منها حلوى شهية”.
ابتسم مصطفى قائلا: “لقد فهمت إذا يا معلمتي، عندما يتحدث إلي أحد لن أقاطع حديثه مطلقا، وسأنصت إليه جيدا ولن أكرر أخطائي مرة أخرى، أعطني الحلوى إذاً يا معلمتي”!
اقرأ أيضا لأبنائك: 3 قصص أطفال قصيرة ومفيدة