قصص أطفال مكتوبة بالحركات بعنوان خرجت من الحياة بصاحب ونصف صاحب!
ترتبط قصص الأطفال المكتوبة بالحركات بعدة أسس، نسرد بعضا منها في النقاط التالية:
- عندما يرى الطفل الكلمة أمام عينيه فإنه حينها يلاحظ حروفها المرتبة، وبالتالي تنطبع داخل ذاكرته شكل وصورة الكلمة المسموعة بحركاتها بشكل صحيح.
- تحفيز الطفل على القراءة بشكل صحيح وسوي عندما تكون مكتوبة بالحركات، إذ يستطيع الطفل حينها مساعدة نفسه بنفسه، حتى أنه يستطيع استدراك أحداث القصة من قراءته الصحيحة.
- يبني داخل نفس الطفل حب الفضول على قراءة المزيد والمزيد حتى ولو أنه كان سيخطئ في قراءته لأول مرة، وهذا تحديدا المراد من قصص أطفال مكتوبة بالحركات.. مساعدة الطفل على القراءة وتحبيبه بها.
أما النصيحة لكل الآباء، علينا ألا نتعجل صغارنا أثناء قراءتهم ولاسيما في الأوقات الأولى من ممارستهم للقراءة، بل يجب علينا أن نعد لهم مرحلة تهيئة مسبقة قبل شروعهم في القراءة، ونخصص لهم الهدايا والألعاب لتحفيزهم على ممارسة أقوى سلاح للروح البشرية.
القراءة تساعد طفلك الصغير في الحصول على أفضل بداية للحياة على الإطلاق، فالقراءة تفتح الباب للتجربة ولخوض المغامرات ولتعلم كل ما هو جديد، وبالقراءة يتمكن الطفل من تعزيز مهاراته اللغوية ومهارة الكلام لديه أيضا.
ومن أجمل الذكريات التي تربط بين الآباء وأبنائهم هي تلك اللحظات التي انقضت بين صفحات الكتب، ذكريات لا يمكن لعقل الصغير تخطيها على الإطلاق، ولاسيما بهذه الذكريات غرست حب القراءة والشغف بها لدى طفلك الصغير وأخرجته طفلا واعيا مدركا لأكبر قدر ممكن مما يحيط به من حوله، أخرجت طفلا للعالم محبا للاطلاع وعاشقا لتجربة كل ما هو جديد ولكن بحكمة بالغة.
قصة (خرجت من الحياة بصاحب ونصف صاحب!) حكمة بالغة من شيخ طاعن في السن:
فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَامِ كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ طَاعِنٌ فِي السِنِ، وَكَانَ لَدَيْهِ ابْنٌ شَابْ، وَبِكُلِ يَوْمٍ كَانَ يُلاحِظُ وَالِدَهُ الكَثِيرَ مِنَ الشَبَابِ ذِهَابْاً وَإِيَابْاً عَلَى ابْنِهِ، وَعِنْدَمَا سَأَلَهُ وَالِدَهُ عَنْ سَبَبْ ذَلِكَ أَخْبَرَهُ: “يَا أَبِي إِنَهُمْ أَصْدِقَائِي”.
فَتَبَّسَمَ مِنْ قَوْلِهِ قَائِلاً: “أَتَدْرِي يَا بُنَيَّ لَقَدْ كِدْتُ أُفَارِقَ الحَيَاةَ وَلَمْ أَخْرُجَ مِنْهَا إِلا بِصَدِيقٍ وَنِصْفَ صَدِيقٍ”!
يَشَاءُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَكُونَ الأَمِيرَ حِينَهَا مَارَّاً مِنْ جِوَارِهِمَا ويَسْمَعُ حَدِيثَ الشَيْخِ مَعَ ابْنِهِ الشِابْ، وَعِنْدَمَا يَصِلُ للقَصْرِ يَسْأَلُ وَزِيرهُ قَائِلاً: “أَتَدْرِي مَا هُوَ النِصْفَ صَاحِب؟!”
فَأَجَابَهُ الوَزِيرُ قَائِلاً: “لا يَا مَوْلاي، لا أَدْرِي مَا هُوَ النِصْفُ صَاحِب”!
فَقَالَ الأَمِيرُ: “إِذَاً عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِينِي بِالشَيْخِ لِيُعَلِمَنَا مَا هُوَ الصَاحِبُ وَالنِصْفَ صَاحِبِ الذَي كَانَ يَقْصِدَهُ”.
وَبِالفِعْلِ أَتَاهُ الوَزِيرُ بِالشَيْخِ، فَسَأَلَه الأَمِيرُ قَائِلاً: “يَا شَيْخَ لَقَدْ سَمِعْتُكَ تَنْصَحُ ابْنِكَ، أُرِيدُكَ أَنْ تُخْبِرَنِي هَلْ يُوجَدُ حَقِيقِيَّاً نِصْفَ صَاحِب؟!”.
فَقَالَ لَهُ الشَيْخُ: “نَعَمْ يُوجَدُ”!
فَقَالَ لَهُ الأَمِيرُ وَقَدْ اعْتَلَتِ وَجْهَهُ عَلامَاتِ الذُهُولُ وَالتَعَجُبْ مِنْ رَدِهِ: “وَلَكِنْ كَيْفَ؟!”
فَقَالَ لَهُ الشَيْخُ: “إِنَهَا لا تُوصَفُ وَلَكِنَهَا تُعَاشُ”!
فَسَأَلَهُ الأَمِيرُ: “كَيْفَ؟!”
فَقَالَ لَهُ الشَيْخُ: “إِذَا كُنْتَ تُرِيدُ حَقْاً مَعْرِفَةِ الإِجَابَةَ عَنْ سُؤَالِكَ فَعَليَكَ أَنْ تُنَادِي فِي النَّاسِ أَنَّك سَتَعْدِمٌ أَحَدُهُمْ بَعَدَ صَلَاةِ الظُهْرِ، وَتُخْبِرُهُم بِالسَبَبِ بِأَنَّه قَدْ سَرَقَ شَيْئَاً مَا مَنْ قَصْرِكَ”.
أَرْسَلَ الأَمِيرُ أَحَدَ رِجَالِه يُنَادِي فِي النَّاسِ، وَكَانَ قَدْ اخْتَارَ أَحَدَ رَعِّيَتِه بِالفِعْلِ لِتَنْفِيذِ خُطَتِهِ لِيَعِيشَ المَعْنَى الحَقِيقِي للصَاحِبِ وللنِصْفِ صَاحِبِ؛ وَبَعْدَ صَلاةِ الظُهُرِ نُصِبَ كُلُّ شَيءٍ مَنْ أَجْلِ تَنْفِيذِ حُكْمِ الإِعْدَامِ!
وَبَيْنَمَا الرَجُلَ مَوضُوعُ أَمامَ الجَمِيعِ جَاءَهُم أَحَدُهُم قَائِلاً: “لِمَ تَعْدِمُونَه؟!”
فَقَالَ أَحَدُ رِجَالِ الأَمِيرِ: “لَقَدْ سَرَقَ مِنْ قَصْرِ الأَمِيِرِ”.
فَقَالَ الرَجُلُ: كَمْ سَرَقَ وَأُعْطِيَكُم إِيَاه؟”
فَقَالَ رِجَالُ الأَمِيرِ: “لا… فَالأَمِير لَنْ يَقْبَلُ إِلا بِرَأْسِهِ عِوَضَاً عَمَّا فَعَلَ”.
فَقَالَ الْرَجُلُ: “أُعْطِيكُم كُلَ أَمْوِالِي وَلَكِنْ دَعُوهً يَذْهَبُ، فَإِنَّه لَا يَسْتَحِقُ الإِعْدَامَ”.
فَقَالَ لَهُ الرِجَالَ: “إِلَيْكَ عَنَّا”.
فَنَظَرَ الرَجُلَ لِصَاحِبِهِ قَائِلاً: “هَلْ قَصَرْتَ فِي حَقِكَ يَا صَاحِبِي؟!”
فَقَالَ الرَجُلُ الذِي سَيُعْدَمُ: “لَا… جَزَاكَ اللهُ عَنِّي كُلَ خَيْرٍ”.
فَسَأَلَه: “هَلْ لَكَ عِنْدِي شَيءٍ آخَرَ؟!”
فَقَالَ لَهُ الرَجُلَ: “جَزَاكَ الله خَيْرَاً”
وَلَمَّا وُضِعَ الرَجُلَ عَلَى المِنَصَّةِ لِتَنْفِيذِ الحُكْمَ بِهِ، إِذَا بِرَجُلٍ يَشُقُ الصُفُوفَ وَيَصْرِخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: “لِمَ تَقْتُلُونَ هَذَا المِسْكِينَ؟!”
فَأَجَابُوه: “لَقَدْ سَرَقَ مِنْ قَصْرِ الأَمِيرِ”.
فَقَالَ: “فُكُوا قَيْدَهُ فَقَدْ أَخْطَئْتُم بِحَقِه فَأَنَا السَارِقُ”.
فَقَالُوا: “وَكَيْفَ يُعْقَلُ هَذَا وَقَدْ وَجَدْنَاهَا بِدَارِهِ”!
فَقَالَ: “أَنَا مَنْ أَلْقَيْتَهَا بِدَارِهِ”.
قَالُوا: “أَتُقْتَلُ مَكَانَه؟!”
قَالَ: “نَعَمْ أُقْتَلُ وَلَا يُقْتَلُ هَذَا المِسْكِينَ”.
وَهُنَا تَأْتِي عَلَامَةُ الشَيْخِ للأَمِيرِ بِأَنْ يُوقَفُ التَنْفِيذَ، وَبِالفِعلِ أَوْقَفَ الأَمِيرُ كُلَ شَيءٍ وَلَكِنَّه سَأَلَ الشَيْخَ: “وَلَكِنِّي لَمْ أَفْهَمْ شَيْئَاً حَتَّى الآن”!
فَقَالَ الشَيْخُ: “يَا أَيُهَا الأَمِيرَ أَمَّا الرَجُلَ الأَوْلَ فَذَاكَ نِصْفَ الصَاحِبْ.. يُضَحِّي بِمَالِهِ أَمَّا بِنَفْسِه فَلَا!
وَأَمَّا الرَجُلَ الثَانِي فَذَاكَ هُوَ الصَاحِبَ الكَامِلَ يُضَحِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِدَاءً لِصَاحِبِه…
إِنَّ الصَدِيقَ الحَقَ مَنْ كَانَ مَعَكَ.. مَنْ يُضَحِي بِنِفْسِهِ لِيَنْفَعَكَ
وَمَنْ إِذَا رَيْبِ الدَهْرِ صَدَعَتِ.. شَدَّتْ فَيهِ شَمْلَهُ لِيَجْمَعَكَ”.
ومن فوائد القصة والحكمة منها:
علينا أن نتعلم جيدا وننشأ بداخل صغارنا منذ صغرهم تحري الدقة في اختيار الأصدقاء، ولقد ورد حديث عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في الصديق: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة).
اقرأ أيضا عزيزنا الأب وعزيزتنا الأم واغتمنا فوائد هذه القصص الجميلة لأبنائكما:
وأيضا… قصص أطفال تربوية هادفة قصص عن فضائل الصدق
ولا ننسى كم الفائدة من هذه القصص: قصة تعليمية جديدة