قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة ومفادها تقوى الله
إن قصص أطفال مكتوبة لتعليم القراءة من النوعية التي تبحث عنها الأمهات لتعليم أبنائهن خلال مراحل تعليمهم الأولى القراءة والكتابة.
إذ أن هذه النوعية من القصص تعتمد اعتمادا كليا على الكلمات السهلة السلسة، والتي يستطيع الطفل تمييزها بكل سهولة ويسر لبساطتها، وأيضا تعتمد معظم هذه القصص على أبطالها من الحيوانات، وذلك النوع يستهوي الأطفال الصغار، فيمكن للطفل معرفة القصة بفوائدها والعبر التي بها، ويمكننا تشجيعه على القراءة من خلالها.
القصــــــة الأولى:
يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك قطيع من الماعز يعيش في أحد المروج التي يغلب عليها اللون الأخضر حيث كان مليئا بالعشب الطري الوفير والمياه الحلوة العذبة الغزيرة.
وكان هذا القطيع يعيش في سعادة بالغة وأمان دائم، وقد كان القطيع يتآلف من ثلاثة أفراد وحسب، ماعز متوسطة الحجم وجدي صغير هزيل وأخيرا تيس ضخم البنيان قوي ذو قرنين طويلين وحادين.
كانوا سعداء ينعمون بعيش هادئ حتى حل عليهم فصل الصيف وأصابهم القحط الشديد، وقد جفت كل الأعشاب الخضراء نتيجة ذلك القحط لدرجة أن العنزات لم يجدن ما يأكلنه على الإطلاق.
قالت العنزة الوسطى: “لقد فرطنا من شدة الجوع، وليس هناك من شيء نأكله في كل الأرجاء من حولنا، يجب علينا التحرك في الحال وإيجاد مرعى آخر لنقوى على الحياة”.
فقال التيس الضخم في الحال: “إنني أعلم مرعى وفير بالأعشاب الخضراء الشهية على الضفة الأخرى من النهر”.
فقال الجدي الصغير الظريف: “لنذهب إليه في الحال وننعم بكل خيراته”.
فرد عليه التيس القوي بنبرة تشوبها الحزن الشديد: “ولكن يفصلنا عن لضفة الأخرى للنهر جسر خشبي صغير يسكن عنده وحش ضخم شرير”
قالت الماعز الوسطى بتحدي: “ولكن ينبغي علينا أن نخاطر بحياتنا وأنفسنا، وأن نحاول التغلب على الوحش حتى لا نموت جوعا هنا دون أن نحرك ساكنا”.
اتفقوا ثلاثتهم على ضرورة الانتقال للمرج الجديد بالضفة الأخرى للنهر، كما أنهم وضعوا خطة محكمة للتغلب على الوحش الشرير؛ وما إن وصلوا للجسر الخشبي حتى بدأ الجدي الصغير في الحراك وعبوره أولا.
وكان لوقع حوافره والتي على الرغم من صغرها صوتا أيقظ الوحش النائم، فاستيقظ الوحش سعيدا فرحا لرؤيته الجدي الصغير، فقال الوحش في سعادة بالغة: “يا له من يوم سعيد للغاية، لقد أتاني فطوري على طبق من ذهب دون كد مني ولا تعب ولا شقاء ولا عناء!، يا له من يوم جميل!”
فقال له الجدي وهو يرتعد من شدة الخوف: “أرجوك ألا تأكلني، فإنني كما تراني هزيل للغاية، ولحمي لن يغنيك ولن يسمنك من جوع، سأخبرك بشيء ولكن عدني أن تتركني حينها!؛ ستمر ماعز أخرى غيري بعد قليل إن شعرت بالأمان بمروري عليك دون إيذائك لي، إنها أسمن مني يمكنك أكلها إذا شئت”.
وقد كان الوحش جشع وطماع للغاية، لذلك اقتنع بكلام الجدي الصغير، وتركه يعبر الجسر الخشبي في أمان تام حتى تطمئن الماعز الأسمن منه وتعبر بعده فيظفر بأكلها.
وعندما حان وقت الماعز الوسطى قطع عليها الوحش الشرير طريقها ليظفر بها، فقالت له الماعز وهي ترتعد خوفا: “لا تأكلني أيها الوحش الضخم، سأسدي لك خدمة سيمر بعدي تيس ضخم أسمن مني وغزير اللحم وطيب المذاق، دعني أمر الجسر بسلام حتى لا يتبه التيس لوجودك فيفر بالهرب وتخسر أنت وليمة لذيذة ما أكلت مثلها على الإطلاق”.
وبالفعل اقتنع الوحش الجشع بكلام الماعز الوسطى، وتركها تمر الجسر الخشبي في أمان، وكان هو في انتظار مرور التيس غزير اللحم طيب المذاق.
ولما جاء دور التيس في المرور من على الجسر الخشبي، كان الوحش في انتظاره، وقد اعتقد الوحش أنه سهل التغلب على التيس، ولكنه كان مخطئا كليا، فالتيس باغته ونطحه بقرنيه الكبيرين نطحة قوية أطاحت بالوحش وأسقطته وسط النهر.
غرق الوحش في النهر وجرفته الأمواج بعيدا، أما عن العنزات الثلاثة فقد وصلن للمرج الأخضر وعاشوا فيه في أمان وسعادة تامة؛ ويرجع كل ذلك لشجاعتهم وعدم استسلامهم للعدو وإعدادهم لخطة محكمة من أجل التغلب على الوحش الشرير.
القصــــــة الثانيـــــة:
في إحدى الأيام خرجت “نورا” في نزهة صيفية مع والديها، جلست “نورا” بجوار البحيرة تشاهد وترقب الأسماك بجميع ألوانها.
جلستها دامت لساعات دون أن تحرك لها ساكنا، كانت تنظر عجائب وقدرة الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته، ويا لها من مناظر طبيعية تقشعر لها الأبدان.
وعلى الرغم من صغر سن الطفلة إلا أنها تفكرت في خلق الله سبحانه وتعالى وما زادها تفكرها إلا إيمانا به ويقينا.
ركضت تجاه والديها وأخذت تخبرهما عما رأت: “أبي… أمي… لقد كانت هناك سمكة ذهبية اللون تسبح هنا وهناك داخل البحيرة، كنت أنظر إليها وأتفكر في كيفية خلقها، كيف خلقها الله سبحانه وتعالى، وكيف جعل لها منظرا بديعا يجذب الناظرين إليها.
أبي… أمي… لقد جلست طويلا أرقبها ولم أمل من ذلك، وأريد العودة إليها مجددا غير أنها سبحت بعيدا عن امتداد نظري، أبي.. أمي… كم أن الله سبحانه وتعالى جميل ويخلق كل شيء جميل من حولنا”.
وقف والدها وقفة مع نفسه فقال في نفسه متأثرا بكلمات ابنته الصغيرة الجميلة: “صدقتي يا بنيتي كم أن الله سبحانه وتعالى جميل ويخلق كل شيء جميل من حولنا، ولكننا ضيعنا حق الله علينا، إننا لم نؤدي حق الله سبحانه وتعالى علينا.
من نحن لنعصيه ونخالف أوامره؟!”
تعلم الأب درسا قيما من خلال كلمات ابنته الصغيرة، ومن حينها بات يراعي الله في كل صغيرة وكبيرة في كافة أمور حياته.
من الجميل جدا ومن الرائع أن ننشأ أبنائنا على تقوى الله وطاعته ومحبته، فلا شيء في كل الحياة يضاهي هذا الشيء على الإطلاق.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: