كثير منا لا يفلح في جعل القراءة جزءاً من حياة أبنائه الصغار، ومهما ذكرنا من الفوائد للقراءة لا يمكننا عدها ولا حصرها، ونحن جميعنا في أمس الحاجة لجعل القراءة من أولويات حياتنا اليومية.
ولقد أكدت الكثير من الدراسات العلمية أن الأطفال الذين تتم قراءة القصص لهم كل يوم قبل سن الدراسة لديهم حصيلة لغوية، على عكس الأطفال الذين لم تُقرأ لهم القصص.
والقراءة فوائدها لا تقتصر فحسب على تعزيز الحصيلة اللغوية للطفل، إنما تتعدى لأكثر من ذلك بمراحل حيث أنها تساعد الطفل على الإدراك ومعرفة الكثير من المواضيع المختلفة حول العالم بأكمله كل يوم.
قصة أفضل طريقة لاستئصال العادات السيئة:
في إحدى البلاد كان هناك رجل فاحش الثراء، وعلى الرغم من ثرائه الفاحش إلا إنه كان يتمتع أيضا بثراء الأخلاق.
كان للرجل ابن وحيد، وكان يخشى عليه من سيء الأخلاق، فقد كان تدليل والده الكثير له قد أفسد الكثير من طباعه وشخصيته.
خشي الرجل الثري أن يفقد ابنه أهم القيم والسمات التي من الممكن أن يتحلى بها الإنسان، وعندما اشتد عليه قلقه وخوفه حيال ابنه الوحيد ذهب لشيخ عجوز اتصف بالحكمة وحسن التصرف مع كافة الأمور ولاسيما المستعصية منها، قص عليه مخاوفه تجاه سمات ابنه الوحيد والتي اكتسبها من قريب.
طلب الشيخ العجوز أن يخرج في نزهة مع ابنه، وبالفعل وبنفس اليوم أرسل الرجل ابنه للعجوز الذي رافقه لرحلة في الغابة وسط الزروع والأشجار والشجيرات.
كان للعجوز خطة حكيمة لتعليم الابن ما يرد تعليمه إياه ولكن بطريقة لا تُنسى على الإطلاق.
بينما كان يسيران في الأرجاء طلب العجوز من الابن أن يقتلع نبتة صغيرة موجودة في الأرض، فاقتلعها الابن بكل سهولة ودون جهد منه.
سارا قليلا وأعاد العجوز طلبه من جديد، ولكن بهذه المرة كانت شجيرة صغيرة لتوها قد نبتت بالأرض، ومن جديد فعل الابن ما طلبه منه العجوز بقليل من الجهد.
وبعد قليل من الوقت طلب منه اقتلاع شجيرة كبيرة بعض الشيء، وبعد قليل من الجهد والإصرار تمكن الابن من اقتلاعها من جذورها من الأرض.
لم يعلق العجوز على شيء بعد، ولكن سار والابن يتبعه حتى وصلا لشجرة كبيرة قد امتدت جذورها وتوطدت بالأرض وامتدت فروعها للسماء، فطلب العجوز من ابن الرجل الثري أن يقتلعها من الأرض.
وبعد الكثير والكثير من المحاولات الملحة والكثير من الإصرار والكثير من الجهد والتعب لم يستطع الابن تحريكها من مكانها ولا التأثير فيها بشيء، وهنا كانت النصيحة المعطاة من العجوز..
نظر العجوز للابن وابتسم ابتسامة صافية وقال: “هكذا هي الحال مع صفاتنا وعاداتنا التي نكتسبها طوال حياتنا سواء كانت جيدة أو سيئة”.
فهم الابن أنه من الصعب التخلص من الصفات والعادات السيئة بمجرد أن تكبر بأنفسنا وتمتد جذورها بداخلنا، لذلك فمن الأفضل التخلص منها بصغرنا وصغرها قبل أن نكبر وتكبر معنا وتترسخ جذورها بداخلنا، ويصبح من المستحيل التخلص منها واقتلاعها من شخصيتنا فقد باتت جزء منا، وفات الأوان.
قصة عقبة في منتصف الطريق:
بيوم من الأيام أراد الملك أن يختبر مدى وفاء وإخلاص من حوله للبلاد والوطن، فقام بأمر رجاله بوضع صخرة ضخمة بمنتصف الطريق بحيث تعيق المارين وتمنعهم من الذهاب والإياب.
لم يعد الملك لقصره، بل اختبأ قريبا من الصخرة التي وضعها وأراد أن يرى بعينه مدى ردة فعل شعبه.
وأول من مر على الصخرة كان تاجرا ثريا ومعه بعضا من حاشيته، فضاق ذرعاً واستشاط غضبا، وأمر رجاله في الحال يذهبون بشكوى للملك ورجاله بخصوص هذه الصخرة التي تسد الطريق وتمنعهم من أداء أعمالهم.
وثاني من مر بالطريق كانوا مجموعة من الشباب الأقوياء، بمجرد أن رأوا الصخرة لم يلقوا لها بالا، وألقوا اللوم كاملا على ملك البلاد ورجاله الفاسدين، ورجعوا من حيث أتوا.
وبمنتصف اليوم مر رجل فلاح بعربته المليئة بالخضروات، فرأى الصخرة تعترض الطريق، وبدون كلمة واحدة جعل عربته على جانب آمن، وحاول بكل جهد إبعاد الصخرة.
كانت صخرة ضخمة للغاية وثقيلة، ولكنه حاول مراراً وتكراراً، وبعد كثير من التعب والجهد استطاع إبعادها عن الطريق ووضعها على جنب منه.
وجد الفلاح بأسفل الصخرة عملات ذهبية، وورقة قد كتب بها رسالة من الملك بنفسه…
إن كل هذه العملات الذهبية من نصيب من يزح الصخرة عن الطريق، وليست من نصيب الحمقى ولا الكسالى.
قصة رطل من الزبدة الطازجة:
في إحدى البلاد كان هناك فلاحاً يبيع الزبدة يوميا للخباز، وكانت الأمور جميعها على ما يرام وبأفضل حال حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الخباز أن يزن الزبدة التي يبيعها له الفلاح حيث كان يشعر أنها تقل يوماً بعد يوم.
وصدم عندما وجدها ناقصة والميزان ليس بالمضبوط، أيقن حينها أن الفلاح يخدعه ويغشه في الميزان منذ زمن بعيد.
وبلا تردد ولا سؤال ولا جواب ساق الرجل الفلاح للمحكمة، وأراد أن يأخذ حقه منه أمام القاضي.
وبالمحكمة سأل القاضي الفلاح عن الميزان الذي يستخدمه لقياس ووزن الزبدة التي يبيعها للخباز.
وكانت إجابة الفلاح صادمة للجميع حيث قال: “إنني أيها القاضي فقير ولا أملك إلا الأمانة والشرف، لا أملك ميزانا لفقري، ولكنني أستخدم رطلا لأزن به الزبدة التي أبيعها للخباز”.
فسأله القاضي ثانية: “وما الرطل التي تستخدمه عند وزن الزبدة إذاً؟!”
فقال الفلاح: “إنني أستخدم رغيف الخبز الذي أشتريه يوميا من الخباز، والذي في الأساس وزنه رطلا، فأضعه على المقياس وأقيس مثله زبدا للخباز”.
قرر القاضي أن الغشاش هو الخباز نفسه حيث غش في وزن رغيف الخبز الذي كان يبيعه للناس، وهو الوحيد الذي يستحق العقاب وليس الفلاح الأمين.
قال القاضي للخباز الغشاش: “في الحياة نحصل على ما نقدمه، لذا لا تحاول الغش ولا خداع الآخرين”.
قصة تحكم في غضبك:
كان هناك رجل لديه ابن وحيد والذي كان سريع الغضب وكثير الانفعال، ولا يتحكم على الإطلاق في تصرفاته وأفعاله أثناء غضبه.
أراد والده أن يعطه درسا قبل فوات الأوان، فأحضر صندوقا مملوءً بالمسامير، وأخذه من يده لسياج موجود خلف حديقة المنزل.
طلب منه والده أنه بكل مرة يشعر فيها بالغضب ولا يستطيع أن يتحكم في نفسه، فعليه أن يدق مسمارا واحدا بالسياج، أمره أن يفعل ذلك حتى يتمكن من تقليل الغضب الذي يؤثر عليه وعلى كل حياته وعلى كل من حوله سلباً.
وبالفعل فعل الابن ما طلبه منه والده، ومرت الأيام يوما بعد آخر حتى جاء اليوم الذي استطاع فيه الابن التحكم في غضبه، أمسك بيد والده وذهب به للسياج، والذي كان مملوءً بالمسامير بكل مكان.
طلب منه والده أنه بكل مرة يتمكن من التحكم فيها بغضبه والسيطرة عليه، عليه أن يسحب مسمارا واحدا من السياج، وعندما ينتهي من سحب واستخراج كافة المسامير يخبره بذلك.
وبعد أيام استطاع الابن إخراج كافة المسامير وجاء بوالده كما طلب منه من قبل، قال له والده: “انظر يا بني جيداً للثقوب التي خلفتها المسامير بالسياج الحديدي، هل يمكنك مداوتها؟!”
فأجاب الابن بتعجب: “لا يمكنني إعادتها كما كانت من ذي قبل”.
فقال له والده: “وهكذا أثر الكلمات الجارحة والأفعال عندما نكون غاضبين في نفوس من حولنا، يمكننا أن نعتذر عن أفعالنا ولكننا لا يمكننا أن نزيل الآثار التي سببتها في نفوس وقلوب من حولنا، لذلك أثر الغضب لا يمكن إزالته لذلك اقلع عنه يا بني لأنه سيجعلك تخسر الكثير والكثير”.
فهم الابن ما أراد والده أن يوصله إياه وتعلم أن يتحكم في نفسه وتصرفاته وأفعاله أثناء الغضب.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
4 قصص أطفال للنوم جديدة وجميلة للغاية
قصص أطفال بالفرنسية مترجمة Trois perroquets jaloux الثلاثة ببغاوات شديدي الغيرة
قصص للأطفال لتعليم الحروف من الألف الي الياء