عندما يألف الأطفال سماع قصة قبل النوم كل ليلة، هنا تصيب الأم حيرة من حين لآخر.
ولكن يجب أن نطمئنكِ أيتها الأم الجميلة، ألا عليكِ بعد الآن، ودعي الأمر لنا، ونأمل أن نكون عند حسن ظنكِ بنا.
فنحن نسعى دوما لكل جديد، والأهم من الجديد ما نقدمه من قيم هادفة وأهداف معبرة.
أولا/ قصـــــــــــــة بشرى الطفلة المتسرعة:
اقترب الاحتفال بعيد الأم والكل يتجهز ويشتري الهدايا، وكانت هناك طفلة اسمها بشرى قد اشترت هدية جميلة جداً لأمها فخبأتها في غرفتها حتي يأتي يوم الاحتفال وتعطيها لأمها، فسمعت الطفلة صوتًا في الخارج فإذا وجدوا جيرانهم قد عادوا من السفر، وكانت هناك امرأة تمسك طفلة صغيرة من يدها فخرجت تلك الطفلة بشرى وأمها وجدتها واستقبلن جيرانهن، فأخذت بشرى الطفلة وأدخلتها غرفتها وظلتا تلعبان حتى أخرجت بشرى الهدية التي سوف تعطيها لأمها في عيد الأم، هنا صرخت الطفلة وظلت تبكي وأرادت أن تخرج من هذ البيت وبشرى لا تدري ما السبب، فمسكت الطفلة في يدي المرأة وخرجت من البيت مسرعة، فسألت الأم ابنتها بشرى ما الذي قد فعلته حتى بدأت تلك الطفلة بالبكاء ولكن أخبرتها بشرى أنها لم تفعل شيء سوى أنها أخرجت لها الهدية التي سوف تعطيها لأمها في عيد الأم هنا علمت الجدة والأم سبب بكاء تلك الطفلة لأنها يتيمة الأم ولا يوجد من تعطيه هدية مماثلة.
الجدة تروي قصة لبشرى:
فمسكت الجدة بشرى وأجلستها بجوارها وأخذت تحكي لها قصة عن عدم التسرع ومراعاة شعور الآخرين، فبدأت تحكي لها بأنه قد كانت هناك طفلة تأتي لها طفلة صديقتها ويذاكرا معاً، وكان موسم الشتاء قد اقترب فعرضت الطفلة على أمها أن تصنع لها شال من الصوف يحميها من برد الشتاء القارس فوافقت الأم وأخبرت طفلتها بأنها سوف تصنع لها واحداً من صنع يدها فكانت الأم ماهرة في الحياكة، وفي إحدى الأيام كانت الطفلة قد أتت لها صديقتها فأخبرتها عن الشال الذي سوف تصنعه لها أمها وسوف يحميها من البرد القارس وسوف تذهب به إلى المدرسة وتكيد به صديقاتها، وأخبرت الطفلة صديقتها بأن تجعل أمها تصنع لها شالاً مماثلاً، هنا انفجرت صديقة تلك الطفلة بالبكاء وعندما سألتها الطفلة عن سبب البكاء أخبرتها أنها يتيمة الأم ولا يوجد من يصنع لها شالاً يحميها من برد الشتاء القارس، فسمعت الأم حديث تلك الطفلة اليتيمة وحزنت على حزن صديقة ابنتها وبعد أن ذهبت تلك الطفلة اليتيمة أخبرت الأم ابنتها أنها يجب أن تراعي مشاعر الآخرين في كلامها ولكن أقسمت الطفلة بأنها لا تعلم بأن أمها متوفية، ومرت عدة أيام ودخلت الأم على ابنتها وكانت صديقتها يتيمة الأم موجودة أيضاً فأخبرت ابنتها أنها أحضرت لها مفاجأة ففرحت الطفلة كثيراً وعندما أخرجت الأم الشال من ورائها ازداد فرح الطفلة بكثير، ولكن تلك الطفلة اليتيمة حزنت ولكن كانت المفاجأة أنها أخرجت الأم شالاً أجمل من شال ابنتها وأعطته لصديقة ابنتها وقالت لها: “أنتِ كابنتي تماماً فاعتبريني كأمك واطلبي أي شيء تريدينه في أي وقت” ففرحت الطفلة كثيراً بذلك الشال ومن ثم بدأت بالبكاء وشكرت تلك الأم على الهدية الجميلة، فانصرفت الأم وتركت ابنتها وصديقتها تغمرهما السعادة ففرحت هي أيضاً بإدخالها السرور علي قلب تلك الطفلة اليتيمة.
بشرى والدرس المستفاد:
هنا انتهت الجدة من قصتها فعلمت بشرى بسوء ما حدث منها تجاه جارتهن الطفلة اليتيمة وعن الجرح الذي تسببت به لها، فأخذت الجدة تخبرها بأن يجب عليها أن تراعي مشاعر الآخرين ولا تبدأ بالحديث حتى تعرف أحوال وكيفية ظروف من يتحدثوا معها حتى لا تجرحهم بكلامها دون أن تقصد، ففهمت بشرى كلام جدتها ووعدتها بالعمل به، ولكن بشرى خرجت من المنزل حاملة الكثير من اللعب متجه إلى بيت جارتها اليتيمة لتتأسف لها عن ما صدر منها وتخبرها أنها لم تقصد ولم تكن تعرف، فقابلتها جارتها بصدر رحب وسامحتها وخرجتا معاً ليعبا بتلك اللعب، فشاهدا المنظر جميعهن الجدة وأم بشرى والمرأة التي تقوم بالعناية بتلك الطفلة اليتيمة، ولكن الجدة فرحت أكثر لأنها هي من قامت بنصحها وعلمتها مراعاة شعور الآخرين وعد التسرع.
ثانيــــــا/ قصــــــة بشرى والصدق:
بيوم من الأيام خرجت بشرى تقضي لوالدتها بعض الأشياء، ذهبت للسوق وقامت بشراء بعض الاحتياجات لوالدتها حيث أنها كانت مشغولة للغاية بتجهيز وإعداد طاولة الطعام قبل مجيء الضيوف.
وأثناء سير بشرى بالطريق اعترضت طريقها طفلة تكبرها بما يقارب عامين، كانت الطفلة تتعمد مضايقة بشرى وتثير المشاكل معها.
استشاطت “بشرى” منها غضبا، وأبعدتها عن طريقها بأن دفعتها درجة أن الطفلة سقطت على الأرض وأصيبت بجرح صغير برأسها، وسال الدم منه.
هلعت “بشرى” من شكل الدم، ولم تدري كيف تتصرف غير أنها ركضت إلى المنزل خائفة ترتجف.
كانت تفكر أتخبر والدتها بما حدث وتنال العقاب الذي تستحقه أم تصمت وكأن شيئا لم يحدث من الأساس.
وأول ما وصلت المنزل أهطت والدتها الأشياء، وعلى صغر سنها إلا أنها شرعت في مساعدة أمها، وأثناء عملها ترددت في البداية ولكنها عقدت النية أن تخبرها ويفعل الله ما يريد…
بشرى: “أمي أريد أن أخبركِ بشيء”!
فقالت والدتها: “نعم يا حبيبتي، ما الذي تريدين إخباري به؟!”
فقالت بشرى: “أمي أثناء عودتي بالطريق اعترضتني طفلة وحاولت الاحتكاك بي ومضايقتي، وما كان مني إلا أن دفعتها فسقطت على الأرض وسال الدم من رأسها”.
شرعت في البكاء بشرى لإحساسها بالذنب، فطمأنتها والدتها، وتركت كل ما بيدها وذهبت بابنتها للمكان، وهناك وجدتا الطفلة وقد وضعت لاصقا طبيا على جرحها.
الأم: “هل أنتِ بخير الآن يا ابنتي؟”
فأجابتها الطفلة قائلة: “لقد استحققت ما فعلته بي ابنتك، هل هي ابنتك؟!”
فقالت الأم: “نعم هي ابنتي، تعالي معي للطبيب لأطمئن عليكِ”.
جاءت والدة الطفلة المصابة: “لا داعي لذلك، لقد ذهبت بها للطبيب”.
والدة بشرى: “لا أعلم بماذا أخبركِ؟!”
والدة الطفلة: “لا شيء، وشكرا لسؤالكِ من الواضح أن ابنتكِ قد صدقتكِ القول مثلما صدقتني ابنتي”.
وتداوى الموضوع بأكمله بسبب صدق الطفلتين.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص أطفال مكتوبة هادفة مع الصور بعنوان ذكرى من الشتاء!
قصص أطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية المصرية
قصص أطفال عربية بعنوان قصة كذبة أبريل وعواقب الكذب
القصة وااااايد حلوة استمري و ثابري