3 قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة جدا وذات معنى
علينا جميعا أن نعلم أن غرس صفة القراءة في نفوس أبنائنا والتعود عليها من أهم وأقيم الأشياء التي واجب علينا فعلها.
فحب القراءة ومهارة الاستماع للقصص وسيلتان عظيمتان لاكتساب المفردات اللغوية، وطريقة ولا أسمى في التعليم واكتساب الخبرات بأدنى الطرق جهدا.
ولنعود أبنائنا على القراءة وحبها لابد من تقديم طرق سلسة وشيقة للغاية لجذب انتباههم على الدوام؛ ولا أجمل من قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة جدا لتحبيبهم في القراءة، وللخروج من كل قصة بالعبرة والعظة في ذات الوقت.
القصــة الأولى:
في يوم من الأيام كانت الابنة الصغرى تحفظ في سورة الأحقاف، وإذا بها تفاجئ والدها وتسأله سؤالا: “أبي كم تبلغ من العمر الآن؟!”
فأجابها والدها وقد رسمت الابتسامة على وجهه: “أخبريني في البداية ما الغاية وراء سؤالك هذا؟!”
فقالت له الابنة الصغيرة وهي تتوسل إليه بأرق الكلمات والعبارات: “أخبرني يا أبي العزيز كم عمرك الآن”.
فأجابها والفرحة تملأ قلبه: “يا ابنتي إن عمري الآن أربعة وأربعين عاما”.
فقالت الابنة: “يعني ذلك يا أبتي أنك قد بلغت الأربعين من أربعة أعوام؟”
فقال لها: “أي نعم”.
فسألته ثانية: “وهل تواظب على دعاء ما بعد الأربعين يا أبي؟”
فسألها بتعجب وحيرة شديدين: “وهل هناك دعاء خاص بما بعد الأربعين يا عزيزتي الحلوة؟!”
فابتسمت بدهاء وقالت: “أريد منك هديتي في البداية قبل أن أخبرك بأي كلمة منه”.
فقال لها والدها: “بكل تأكيد وسرور لكِ كل ما تريدين، ولكن أخبريني في البداية عن الدعاء”.
أجابته ابنته بعدما اتخذت هيئة المعلمة: “أبي إن في سورة الأحقاف التي أحفظها الآن يقول ربنا تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)”.
وما كان من الأب إلا أن شكر ابنته كثيرا على كلماتها الرائعة ووصيتها الثمينة له؛ أقبل عليها وقام بتقبيل رأسها وشكر الله سبحانه وتعالى أن رزقه بابنة تعلم على يديها، ومن ثم أخرج محفظة نقوده وأعطاها مكافئة مالية سرت بها الابنة كثيرا.
قامت الابنة من جواره مسرعة وجاءته وقد أحضرت معها ورقة وقلما، كتبت الدعاء وقالت لأبيها وهي تعطيه الورقة: “يا أبتي ضع هذه الورقة في جيب محفظة نقودك، وقل الدعاء كل يوم عندما تخرج النقود منها”.
عمل والدها بنصيحتها الثمينة هذه، وبعد أيام جاءته لتسأله: “يا أبتي ما حال دعاء ما بعد الأربعين معك؟!”
فأجابها والدها: “لقد حفظته يا زهرة عمري”.
فسعدت الابنة الصغيرة كثيرا بذلك؛ ولازال والدها مداوما على هذا الدعاء منذ ما يزيد عن العشرين عاما، وبات الآن عمره قد جاوز الستين.
وما نتعلمه من القصة الآن:
كل من يحب والديه منا فليخبرهما بهذا الدعاء الثمين، فقد قالت الابنة لوالدها جملة في غاية الجمال: “لقد أخبرتك يا أبي لأنني أحبك!”
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص أطفال مكتوبة هادفة مع الصور
القصـــة الثانيــــة:
في يوم من الأيام تحدثت الممحاة مع القلم حوارا ما أجمله…
الممحاة: “كيف حالك أيها الصديق الوفي؟”
القلم بتعجب واستنكار: “ومن قال لكِ بأنني صديق من الأساس قبل أن أكون وفي؟!”
الممحاة: “ولم إذا لا تكون صديقي وصديقي الوفي؟!”
القلم: “يا ممحاة إنني أكرهكِ من أعماق قلبي، فكيف لي أن أكون صديقك؟!”
الممحاة بصدمة شديدة: “ولم تكرهني؟!”
القلم: “لأنكِ تقومين بمحو ما أكتبه يا ممحاة!”
الممحاة: “ولكني لا أمحو إلا أخطائك يا قلم!”
القلم: “وما شأنكِ أنتِ بأخطائي؟!”
الممحاة: “ولكن هذا عملي الذي يتوجب علي فعله، وعملي لا يقل في الضرورة والأهمية عن عملك أيها القلم”.
القلم باستهزاء وسخرية من حديثها: “وما أهمية عملكِ إذا؟!، أساسا عملكِ بلا قيمة ولا أهمية”.
أجابته الممحاة بكل ثقة في النفس: “عملي لا يقل عن عملك في أي شيء، فمحو الأخطاء لا يقل أهمية عن كتابة الصواب”.
القلم وقد أدرك خطأه: “أتعلمين إنني لا أكرهكِ فأنتِ من تمحين أخطائي وزلاتي؛ ولكني أراكِ تصغرين يوما بعد يوم”.
الممحاة في حزن شديد: “وذلك لأنني أضحي بجزء مني في كل مرة أمحو فيها الأخطاء”.
القلم: “حتى أنني أقصر يوما بعد يوم”.
الممحاة وهي تحاول أن تواسيه على حاله: “أتعلم إننا لن نستطيع إفادة الآخرين إلا إذا قدمنا تضحياتنا لأجلهم”.
القلم: “أتعلمين إنكِ أعظم صديقة على الإطلاق”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: 6 قصص أطفال قصيرة
وأيضا: قصص أطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية
القصـــــة الثالثــــــة:
في أحد الأيام كان هناك قطيعا من الأغنام، وكانت هناك بحيرة صغيرة للغاية يتوجب عليهم عبورها حتى يصلوا للمروج الخضراء لينعموا بالعشب الأخضر الوفير.
توجب عليهم جميعا عبور البحيرة، قام قائدهم بالعد وكانوا اثنا عشرا حتى لا يغرق أحدهم ولا ينتبهون له؛ وبعدما انتهوا من عبور البحيرة وساروا بالجهة المقابلة، قام القائد بعدهم مجددا، ولكنه وجدهم إحدى عشر.
جعلهم يعودون الضفة الأخرى مجددا بحثا عن المفقود، ومن جديد عبروا البحيرة للضفة الموالية ولكنهم لم يجدوا أحدا.
فقام قرد بالمناداة عليهم من الجهة الأخرى قائلا: “من يعد منكم عليه ألا ينسى أن يعد نفسه!”
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: قصص أطفال إنجليزي مترجمة