ما أجمل قصص الأطفال والقيم المثلى التي تحملها بطياتها، قيم عظيمة تعمل على توجيه أبنائنا الصغار لفعل كل ما هو صواب، كل ما علينا فعله هو اقتناء القصص الهادفة والبعد والتخلي عن القصص التي بلا معنى مهما كانت جميلة ومغرية.
نبتـة الفاصولياء السحرية
بيوم من الأيام وفي أحد البلدان البعيدة كان هناك طفل اسمه “جاك”، كان ذلك الطفل الصغير يعيش مع والدته وحيدان ولا يملكان شيئا، كانا فقيران للغاية ومن شدة الفقر الذي يمران به كانا يبيعان أثاث المنزل شيئا فشيئا، وأحيانا كثيرة باتا من غير طعام.
لم يتبقى معهما سوى بقرة تعطيهما الحليب يوميا، ولكنهما لا يملكان المال لشراء العشب لأجلها، وبيوم من الأيام قررت الأم أن تبيع البقرة، وتستعمل مالها في الإنفاق وشراء المؤن الضرورية للحياة.
فكت وثاق البقرة وبقلب حزين وعينين دامعتين ودعتها وأعطتها لابنها الصغير ليذهب بها للسوق فيبيعها ويأتيها بالمال؛ وبينما كان يسير الصغير متوجها للسوق وجد رجل غريب المظهر وغريب الهيئة ويرتدي ملابس مختلفة عن عامية البشر من حوله، سأله الرجل عن وجهته….
الرجل الغريب: “أين تذهب أيها الصغير؟!”
الصغير: “إلى السوق يا سيدي”.
الرجل الغريب: “وما حاجتك للذهاب إليه؟!”
الصغير: “لأبيع هذه البقرة يا سيدي”.
الرجل الغريب: “إذا لن تذهب إليه حيث أنني سأشتريها منك الآن”.
الصغير كما أوصته والدته: “وماذا ستعطيني في المقابل؟!”
الرجل الغريب وقد أدخل يده بجيبه فاخرج من داخله خمسة حبات من الفاصولياء: “سأعطيك هذه الخمسة حبات من الفاصولياء الخضراء”.
نظر إليها الصغير متعجبا: “ولم أعطيك بقرتي مقابل خمسة حبات من الفاصولياء، والتي من الأساس لا تبدو كحبات الفاصولياء العادية”.
الرجل الغريب: “ومن أخبرك بأنها حبات عادية؟!، إنها حبات فاصولياء سحرية”.
الصغير باندهاش وتعجب: “سحرية؟!”
الرجل الغريب: “إنك إن قمت بزراعتها بالمساء تنمو وتصل للسماء في الصباح”.
أعجب الصغير كثيرا، فقام بوضع وثاق البقرة بيده، وأخذ من يده الأخرى الخمسة حبات، وعاد فرحا مسرورا لوالدته، والتي قابلته بفرحة في البداية حنى اكتشفت الحماقة التي فعلها صغيرها….
الصغير: “أمي لقد بعت بقرتنا مقابل خمسة حبات من الفاصولياء الخضراء السحرية”.
والدته: “ماذا؟!، حبات فاصولياء خضراء سحرية؟!، ألم تبعها مقابل المال؟!، إننا لا نملك قوت للعشاء، ماذا فعلت يا بني؟!، ومن استغلك أسوأ استغلال بهذه الطريقة؟!”.
أمسكت والدته بالحبات وألقت بها من النافذة خارجا، وقد كانت تستشيط غضبا حينها؛ شعر الابن الصغير بالذنب الكبير تجاه والدته بسب فعلته، ظل طوال الليل يبكي حتى غلبه النوم واستسلم إليه، وعندما حل الصباح استيقظ الصغير وإذا به يرى من النافذة حبة الفاصولياء السحرية قد نمت وصارت تصل للسماء.
وعلى الفور خرج الصغير من المنزل وشرع في تسلق النبتة، ومازال يتسلق حتى صار فوق الغمام، وحينها وجد نفسه قد وصل للمر يؤدي به لمملكة ذهبية عملاقة، وبتروي وتوخي الحذر داخل القصر الذهبي، وهناك صدم عندما وجد عملاقا كبيرا نائما ويخرج أصواتا صاخبة دبت داخل قلبه الرعب والذعر.
كان الصغير يشعر بالجوع لذلك ذهب من داخله شعوره بالخوف الشديد من العملاق، فدخل المطبخ وقد كان به العديد والعديد من أصناف الطعام المتعددة والمختلفة، أكل الصغير حتى شبع ولكنه سرعان ما وجد العملاق يبحث عن دخيل وصغير قد وطئت قدماه الصغيرتان القصر، ويعتبره صيدا لذيذ وحلو المذاق.
استطاع الصغير الاختباء منه أسفل طاولة الطعام، فأخرج العملاق كيسا كبيرا مملوء بقطع من الذهب، ووضعه على الطاولة وأكل الكثير من الأكل حتى شبع وشعر بالنعاس من جديد، فذهب لينام.
استغل كل ذلك فرصة ذهبية فقام بأخذ كيس الذهب وانزلق فوق النبتة دون أن يشعر به أحد، ذهب لوالدته فرحا بكيس الذهب، ووالدته فرحت بذلك كثيرا؛ وباليوم التالي تسلق من جديد واختبأ من العملاق، وإذا به يرى دجاجة أول ما يطلب منها العملاق أن تضع بيضة ذهبية تضعها في الحال، شعر بوجوده العملاق للمرة الثانية ولكنه أيضا تمكن من الاختباء منه، وما إن زاغت عيناه حتى أخذ الصغير الدجاجة وانزلق من جديد على النبتة.
أعطاها لوالدته وسعدت بها كثيرا، وباليوم الثالث تسلق النبتة من جديد، وعندما وصل وجد قيثارة تصدر موسيقى ما أجملها تجعل العملاق ينام في الحال، ولكنه أيضا قام بسرقتها وما إن اختفى صوت موسيقاها حتى استيقظ العملاق، وبهذه المرة كان قد رآه فانزلق الصغير والعملاق تبعه في الحال، قامت والدته بقطع النبتة فسقط العملاق أرضا فلاقى حتفه على الفور، كما أن النبتة أيضا سقطت عليه.
أصبح الصغير ووالدته ينعمان بحياة مليئة بالثراء، ولكنهما أيضا تعلما درسا أن المال الحلال لا يمكن الحصول عليه إلا بالعمل الجاد.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص أطفال قصيرة ومفيدة لأطفالكِ سيدتي
قصص أطفال هادفة طويلة بعنوان بر الوالدين قيمة للغاية
3 قصص أطفال هادفة قصيرة وبها الكثير من العبر والقيم