إن قصص الأطفال على الرغم من صغرها إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من العبرات والحكم، والكثير أيضا من القيم المثلى التي يتمنى جميعنا أن ينشأ ويربي صغاره عليها؛ لذلك دوما ندعو الآباء والأمهات على قراءة القصص لأبنائهم الصغار ونفعهم بكل ما بها من فوائد.
القصــــــــــــــــــــة الأولى
بيوم من الأيام كان هناك الأسد ملك الغابة يتألم من جرح أصاب قدمه لدرجة أنه لم يقوى بسببه على السير، وعندما شرع في تفقد الجرح وجه بسبب شوكة ضخمة غرزت بقدمه، حاول جاهدا إخراجها من قدمه ليتوقف عنه الألم ولكنه لم يستطع أيضا، وكلما حاول أكثر كلما زادت آلامه أكثر فأكثر.
ولكونه ملك الغابة القوي الذي لا يمكن أن يظهر ضعفه بطلب المساعدة من الآخرين لذلك كتم آلامه بداخله ولم يبدها لأحد؛ وفجأة مر بجوار فأر صغير فرأى ما به من جرح واقترب من قدم الأسد بتردد خوفا منه؛ ولكن من كثرة ألم الأسد لم يصدر أي صوت ولا أي حركة حتى لا يهابه الفأر ويفعل ما يمكن أن يكون سبب في خلاصه من هذا الألم المرير.
وبالفعل تمكن الفأر الصغير من إخراج الشوكة الضخمة من قدم الأسد باستخدام أسنانه الأمامية الحادة، ومنذ حينها وأصبحا كلاهما صديقا وفيا للغاية.
الهدف من القصة:
لا تستخف بقدرات أحد حتى وإن كان أضعف منك، فالقوة يضعها رب العباد سبحانه وتعالى في أي من شاء من مخلوقاته.
اقرأ: الدب الكسول والسمكة الصغيرة قصص اطفال هادفة بقلم منى حارس
القصـــــــــة الثانيـــــــــــــــة
بيوم من الأيام تحدت الرياح الشمس متفاخرة بأن قوتها تفوق وتتغلب على كل قوى الشمس، بل ودعتها لدخول منافسة وأيهما تتغلب قواه على الثاني يعترف بخسارته ولا يعود للجدل مجددا.
فرحت الشمس كثيرا باختيار الرياح لذلك الجزاء حتى تتخلص من كثرة تفاخرها بقواها دائما؛ وبالفعل اختارت الرياح بنفسها التحدي وطريقته ولم تترك فرصة للشمس في تشاورها في أي شيء.
كان التحدي بأن اختارت الرياح جنديا شجاعا يمشي بالصحراء ويرتدي معطفا ثقيلا ليحميه من شدة البرد حيث كان الجو باردا للغاية بهذه البلاد؛ وبالفعل اختارت الرياح أن يكون دورها الأول، وقبل أن تأذن لها الشمس قامت بفعل ما يلي:
اشتدت الرياح لتقتلع المعطف من على جسد الجندي، ولكنه تمسك بمعطفه بشدة، وكلما اشتدت كلما ازداد تمسكا وتعلقا بمعطفه، فاشتدت بطريقة رهيبة لدجة أن الجندي سقط من على حصانه بالحال وكاد يتأذى؛ في هذه اللحظة تدخلت الشمس فأرسلت أشعتها الدافئة فاعتدل الجو، فرأى الجندي جوا دافئا فخلع معطفه وأصبح مسرورا باعتداله للغاية.
قالت الشمس للرياح: “إن القوة الحقيقية تكمن في العقل وتتحقق بالعمل بذكاء، وليس بكثرة الكلام وطيش التصرف”.
الهدف من القصة:
العقل دائما يتغلب على القوة البدنية الهوجاء.
اقرأ: قصص للاطفال لعمر سنتين قصص جميلة قبل النوم
القصـــــــة الثالثـــــــــــــــة
بيوم من الأيام كان هناك كلب مؤذي للغاية، كان كل من يمر أمامه يجب أن يغرز أنيابه بجسده حتى وإن تتطلب الأمر الركض وراء ذلك الشخص المار؛ كان الجميع يشكو من تصرفاته السيئة، ولكن صاحبه كان يعز عليه التخلي عن كلبه، فقرر تعليق جرس صغير برقبة كلبه حتى إذا جاء أحد مار أمامه يسمع الجرس المعلق برقبته فيلوذ بالفرار قبل أن يؤذيه الكلب، وبهذه الطريقة لا يتأذى أحد آخر.
فأخذ الكلب يتباهى بمشيته وبخاصة بعدما علق صاحبه له الجرس، وكلما سمع صوت رناته زاد تفاخره بين الكلاب أصدقائه حتى جاء اليوم الذي كان الكلب بينما يمشي فيه بالسوق بتفاخر وتمايل قابله كلب عجوز …
الكلب العجوز: “ما بال صاحبنا اليوم لا يرى على الأرض إلا نفسه؟!”
الكلب: “بالفعل لا يوجد غيري بكل الأرض”.
الكلب العجوز: “ولم كل هذا الكبر يا صاحبي؟!ط
الكلب: “ألا ترى الشيء الجميل اللامع الذي برقبتي؟!”
الكلب العجوز: “ألا تعرف يا أيها المسكين أنه يعد بالنسبة إليك نقطة خزي وعار لا تفاخر وكبر؟!”
الكلب: “وكيف يعقل ذلك؟!، لقد اشتراه لي صاحبي فلم يفعل بي هذا؟!”
الكلب العجوز: “لأنك دائما تؤذي غيرك بتهجمك عليه وعضك له، وبث الرعب داخل قلوبهم بنباحك القوي والدائم بسبب ودون سبب، لذلك أراد صاحبك أن يجنب الناس من أذيتك باستخدام الجرس المعلق برقبتك”.
الكلب: “أيعني ذلك أن صاحبي لم يعد يحبني؟!”
الكلب العجوز: “لو لم يعد يحبك لكان استغنى عنك، ولكنه بسبب تمسكه بك جلب لك الجرس ليجنب الناس أذيتك”.
ومنذ هذه اللحظة والكلب جنب الناس أذيته لهم بنفسه حبا لصاحبه.
اقرأ: قصص للاطفال ليلى والذئب أشهر قصص الأطفال