قصص أهل القرآن وخاصته فتاة جامعية كانت من المحتمل أن تقتل بأبشع طريقة لولا أنها كانت من قارئي كتاب الله
قصص أهل القرآن وخاصته
أجمل شعور بالدنيا هو السكينة التي تنزل على المسلم أثناء قراءته للقرآن الكريم، إنه لشعور يستحق كل مسلم أن يذوقه يوميا بل وفي كل لحظة إن أمكن؛ من تمسك به جعل الله له من كل ضيق فرجا ومخرجا، إنه كلام الله ومن لا يريد أن يتفوه بكلام الله؟!؛ ومن أروع ما يمكن قراءته قصص أهل القرآن وخاصته.
أولا/ قصة فتاة جامعية قراءتها للقرآن كانت سببا في إنقاذها من موت محتوم:
فتاتان جامعيتان اجتمعتا وافترقتا يوميا على حفظ ورد من القرآن الكريم، ودائما ما تجمعهما بعد الانتهاء من محاضراتهما تلك العادة الحميدة؛ وبيوم من الأيام إحداهن لم تأتي إلى الجامعة لمدة ثلاثة أيام، كما أنها لم تجب على كافة اتصالات صديقتها التي قررت أن تزورها في منزلها للاطمئنان عليها، وبعدما استأذنت الفتاة من والدتها لزيارة صديقتها، تهيأت وأحضرت هدية قيمة حيث أنها وأخيرا سيطمئن قلبها على صديقتها الغائبة.
مفاجأة سارة:
وفور وصولها للمنزل طرقت الباب، فأجابتها والدة صديقتها وقامت بإدخالها إلى حجرة ابنتها المريضة منذ ثلاثة أيام مضت، ففرحت الصديقة المريضة فرحا شديدا برؤية صديقتها التي بحثت عنها لتطمئن عليها لدرجة أنها غادرت السرير وجلست بجوارها؛ فأخذتا تقصان لبعضهما البعض كل الأخبار السابقة، كما طمأنتها صديقتها بأن كل المحاضرات قد قامت بنقلها لها مسبقا فأعطتها إياها، وقامت أيضا بشرح الكثير منها لها؛ وكان الوقت قد داهمهما ولم تشعر الفتاة به إلا وقد كانت الساعة دقت بأنها الثانية عشر “منتصف الليل”، فشحب لون وجهها وأيقنت أن والدتها بالتأكيد قلقة عليها، فاستأذنت بالرحيل حتى تستطيع إدراك بيتها لكيلا تتسبب في خوف وذعر والدتها عليها أكثر من ذلك، وفعلا رحلت.
أهوال الطريق ليلا:
كانت معتادة على الالتحاق بمترو الأنفاق إذ أنه أيسر وسيلة بالنسبة لها، وأثناء سيرها وانتظارها للمترو كانت خائفة فكل الطرقات تخلو من الناس فأخذت تقرأ القرآن ليؤنسها ويزيح الخوف من قلبها؛ وبينما وهي مارة رأت رجلا قوي البنيان وشكله يوحي بالقلق الشديد، فألقت عليه السلام “تحية الإسلام” ولكنه لم يجب عليها، تجاهلها كليا وكانت نظراته غريبة لها، فأوجست نفسها بالخوف الشديد مرة أخرى ولكنها لم تتوقف عن قراءة القرآن ولو لبرهة واحدة.
صدمة عند رؤية نشرة أخبار الصباح:
وصلت الفتاة إلى منزلها بعناية من الله سالمة غانمة، وقدمت اعتذارها الحار لوالدتها المسكينة التي كانت في غاية القلق عليها، ونامت بعد كل المجهود الشاق الذي بذلته بيومها؛ وفي صباح اليوم التالي قامت الأم بتجهيز الفطور للابنة، وأثناء تناول الفتاة للفطور تشاهد عادة نشرة الأخبار الصباحية، فرأت نفس الرجل الذي رأته ليلة أمس بمحطة المترو الرجل الذي أخافها شكله المثير للشكوك وقد قتل فتاة بعد اغتصابها أيضا بنفس مكان رؤيته؛ أثار جدلا بنفسها ولم تستطع تجنبه إلا بعدما وجدت نفسها وهي تزوره لتسأله: “لماذا فعلت ذلك بتلك الفتاة البريئة وأنا لم تمسسني بأي سوء؟!”، فأجابها: “وكيف لي أن أرد عليكِ سلامكِ وأنا أرى الرجلين القويين خلفك، هل جننت؟!، لقد كانا ليقتلاني لو أردتكِ بسوء”؛ فرحلت الفتاة من عند ذلك المسلم وهي مدركة تماما أنها كانت في عناية الله بفضل قراءتها للقرآن الكريم.