قصص إيجابية عن النجاح بعنوان نقطة التحول في حياة محمد متولي الشعراوي
إياك وأن تتجاهل يوما نقط التحول في حياتك والتي تقودك لسعادتك الفعلية والتي تكون سببا في تخلصك من كل الآلام الدنيوية.
فكثير منا يتردد في انتهاز نقط التحول التي تأتيه، ففي حياتنا نقاط تحول تظهر لنا الفينة بعد الفينة لتغير حياتنا للأفضل، لذا علينا أن نتشبث بها حرفيا وألا نتجاهلها وأن نأخذها بكل ما فيها مصرين على التغيير الفعلي.
قصة نقطة تحول في حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي:
تعتبر من أهم قصص إيجابية عن النجاح على الإطلاق…
كان والد الشيخ “محمد متولي الشعراوي” حريصا كل الحرص على تعليمه بالأزهر الشريف، على عكس الشيخ “محمد متولي الشعراوي” حينها والذي كان حريصا كل الحرص أيضا على أن يكون فلاحا بالغيط.
وكانت هناك العديد من المحاولات من كليهما، وكانت نتيجة هذه المحاولات أن الإمام “محمد متولي الشعراوي” بات في السنة الثانية بالأزهر الشريف، وعندما انتقل للسنة الثالثة بالأزهر الشريف قرر الإمام أن يكره والده في مسألة الأزهر بأكملها، وحينها طرح على نسفه سؤال: “وكيف أكرهه فيها وكلما ذكرت له أنني سرقت مني الأموال أرسل إلي أموالا، انسرقت ملابسي يرسل إلي ملابس؟!”
انتهز الإمام “محمد متولي الشعراوي” الأزمة المالية العصيبة التي كان يمر بها والده، وكان في نفس الآونة تقرر عليهما شراء الكتب الدراسية للعام الثالث الجديد، فقرر الإمام أن يورط والده في شراء الكتب، فذهب الإمام في حينها لمحمد زكي صاحب مكتبة الاتحاد، وكانت المكتبة عريقة للغاية ومليئة بالكثير والكثير من الكتب التي تستميل الإبصار والبريق والتجليد، فسأل الإمام صاحب المكتبة محمد زكي: “هذه الكتب؟!”
فأجابه: “ما بها؟!”
فقال له: “ألا تنفعني؟!”
فقال له: “بكل تأكيد لا، إنها مراجع لمشايخك، وربما حتى مشايخك أنفسهم لا يستعينون بها”.
فسأله الإمام حينها: “أتريد أن تبيعها؟!”
فأجابه: “أكيد أريد أن أبيعها، ما بك؟!”
فقال له الإمام وقد كان هذا الحديث يوم الأحد: “والدي قادم يوم الثلاثاء، وعندما آتيك به هنا أريد منك أن تنزل لي كل هذه الكتب”، وأخذ يشير بيده على الكثير من الكتب حينها.
فسأله محمد زكي: “ولماذا تفعل به هكذا يا بني؟!”
فأجابه قائلا: “ألا تريد أن تبيع هذه الكتب؟!”.
واتفقا على كل شيء، وعندما جاء والد الشيخ “محمد الشعراوي” أخذه للمكتبة وأخذ يشير لصاحب المكتبة بكل الكتب، وكان كلما أنزل كتابا مجلدا كبيرا سأله والده: “أمقرر عليك ذلك يا أمين؟!”
يجيبه والده محمد قائلا: “آه يا والدي في سنة ثالثة”.
فيقول له والده: “الله يفتح عليك.. الله يفتح عليك”.
وفي النهاية كانت النتيجة أن الكتب باتت كثيرة جدا، وقاموا بوضعها داخل الكراتين، ونادى والده على العربجي وحملوا الكراتين المليئة بالكتب وذهبا للمكان الذي أسكنه به والده. رأى والده الكتب موضوعة في الشباك وقد كانت كثيرة للغاية ومرصوصة فوق بعضها البعض، فقال للشعراوي: “يا بني هذه الكتب قيمة وجلدها نفيس ومذهبة وستتعفر من التراب ومن مسكة اليد، سأذهب وأحضر ورقا مقوى وأقوم بتجليدها لك”.
وبات والده طوال الليل يعمل على تجليد الكتب بالكامل، ولم يفرغ منها إلا عند آذان الفجر، وصلى الفجر وجلس مع ابنه يشربا الشاي سويا، وبعدها قال لابنه: “أريد الذهاب الآن”، فذهب معه ابنه لمحطة القطار لإيصاله، وعندما وضع والده قدمه على القطر وكان حينها الشيخ “محمد متولي الشعراوي” واقفا على الرصيف قال له حينها: “يا أمين”، فأجابه: “نعم”.
فقال له: “أريد أن أخبرك بكلمة”.
فقال له: “تفضل يا والدي”.
فقال له: “أنا سأخبرك بقصة ولكني لا أريدك أن تحزن مني”.
وقع الخوف في قلب الشعراوي حينها إذ كانت والدته مريضة حينها فسأله: “هل حدث شيئا لأمي؟!”
فأجابه والده: “لا أمك بخير والله، ولكني خشيت عندما أعود للبيت وأركب القطار وأسافر فصل الكتب هذا تظن أن والدك مغفل!، فصعب على نفسي أن تعتقد ولو بينك وبني نفسك أن والدك مغفل؛ فأنا أقول لك أن كل الكتب هذه ليست مقررة وأن كل كتب سنة ثالثة ثمنها 38 قرشا”.
حينها شعر الإمام وكأن قلبه سقط في رجليه، فأكمل والده: “إنما يا بني الله ينفعك بما فيها”، حينها أطلق القطار صافرته معلنا عن رحيله؛ وكانت هذه نقطة تحويل حياة الشيخ “محمد متولي الشعراوي” بأكملها إذ أنه أراد أن يسر قلب والده، أيقن الإمام أن والده سيسرد على أحبائه ما حدث من ابنه في محاولة من محاولاته للفرار من الإكمال بالأزهر الشريف، وقد كان أحبائه مشايخ عظماء وموظفين كبار، كما أيقن أنهم سيعلنون عليه الحرب بكثرة الأسئلة لرد ولو جزء بسيط مما فعله بوالده، فقرر أن يشن عليهم الحرب أولا وأن يتجهز لهم بجميع الأسلحة الممكنة.
فكان يمسك الكتاب من هذه الكتب يقوم بمعرفة اسمه وما جاء فيه، يقرأ المقدمة ويعلم لماذا جاءت كل كلمة بها، يعلم فصوله وما جاء بها، وكان بكل يوم جمعة يعيد على نفسه كل ما حفظه طوال الأسبوع؛ وبعدما انتهى من الامتحانات عاد للبلدة وهناك حدث معه كل ما توقعه بالحرف الواحد، وجد المشايخ في انتظاره، وانهالوا عليه بسيل من الأسئلة واستنكروا عليه ما فعله بوالده وأخبروه بأنه قد غرم والده ثمن جاموسة حينها!
وأحدهم سأله: “وماذا فعلت بهذه الكتب؟!، إياك أن تكون بعتها؟!”
فقال له: “وكيف أبيعها؟!، لقد قرأتها”.
فسأله بتعجب واستنكار: “قرأتها كيف؟!”
فقال له: “اسألني عن أي كتاب”.
وبالفعل كان كلما ذكر منهم كتاب أوجز الإمام كل ما جاء فيه، وكان والده حينها واقفا بينهم ينظر إليه بكل فخر واعتزاز، كان متباهيا بابنه الذي لم يضيعه.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
وأيضا.. قصص نجاح ريادية قصيرة
قصص نجاح رجل أعمال بعنوان محمد الفايد المصري الذي هز عرش بريطانيا
جمىله