قصص اطفال الصياد وزوجته الطماعة
الطمع سلوك وطبع سئ جداً في الانسان يجعل الانسان يعيش حياته دائماً تعيساً غير راضي مهما رزقه الله عز وجل، وقد قال الحكماء قديماً ان سر السعادة الحقيقية في الرضا، ولذلك فإن الانسان الطماع الذي لا يرضي ولا يشبع تجده دائماً تعيساً يعاني من مشاكل الحياة، لا يصل ابداً الي السعادة، ويسعدنا ان ننقل لكم اليوم في هذه المقالة عبر موقع احلم قصة جميلة مسلية عن الطمع للأطفال من موضوع قصص اطفال الصياد وزوجته الطماعة .
الصياد وزوجته
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك صياد بسيط يعيش مع زوجته في كوخ صغير علي شاطئ البحر، وكان هذا الصياد يخرج في كل صباح لصيد الاسماك، فهذا هو العمل الوحيد الذي يعرفه ويكسب منه قوت يومه، وذات يوم بينما كان الصياد يؤدي عمله بمهارة ونشاط شعر أن خيط صنارته يهتز بقوة شديدة، ففرح كثيراً عندما شد طرف الخيط ووجد في نهايته سمكة كبيرة الحجم، ولكن فجأة بدأت السمكة تتحدث الي الصياد قائلة : ارجوك اتركني اعيش وارعي اولادي، اتركني اعود الي البحر فأنا اميرة مسحورة ولست مجرد سمكة تبيعها .
كان الصياد طيب القلب فحن علي السمكة وقرر تركها تذهب وشأنها، وعندما رجع الصياد الي منزله سألته زوجته عما اصطاده اليوم فحكي لها الصياد قصة السمكة العجيبة التي اعادها الي البحر، صاحت الزوجة في غضب : كيف تترك هذه الاميرة المسحورة دون أن تطلب منها امنية ، كان بإمكانك ان تجعلها تغنيك وتجعلك ثري في طرفة عين ، عد علي الفور إليها واطلب منها قصر كبير له حديقة واسعة نعيش فيه حياة رغدة هانئة .
اسرع الصياد ينفذ نصيحة زوجته، وعندما وصل الي البحر اخذ ينادي علي السمكة المسحورة حتي ظهرت له من بين الامواج، فقال لها الصياد بصوت خافت : ارجوك ساعديني، لقد ارادت زوجتي ان اطلب منك قصراً كبيراً نعيش فيه، فقالت السمكة : سوف احقق لك امنيتك، ثم اختفت السمكة من جديد في الماء .
عاد الصياد الي منزله فوجد بدلاً من الكوخ البسيط قصر فخم رائع تحيط به حدائق غنية باشجار الفواكة والخضروات، اقترب الصياد الي زوجته وسألها : هل انت سعيدة وراضية الآن ؟ اكتفت الزوجة الطماعة بقول : سوف نري ، سوف نري.
وبعد مرور عدة ايام قالت الزوجة للصياد : إن هذا القصر ليس كبيراً ولا جميلاً بما يكفي، اذهب واطلب من سمكتك المسحورة أن تعطينا قلعة ضخمة مبنية علي الصخور الصلبة، تعجب الصياد من كلام زوجته وسألها في دهشة : هل انت واثقة من أن هذا البيت ليس كافيا ؟ لماذا تحتاجين إلى قلعة كبيرة ؟ صاحت المرأة الطماعة : إن السمكة يمكنها ان تعطينا اجمل البيوت والقصور والقلاع فلماذا نكتفي بهذا القصر فقط ؟
وهكذا خرج الصياد متجهاً الي البحر ونادي علي السمكة، فخرجت له قائلة : ماذا تريد الآن ؟ أخبرها بصوت مرتجف : للأسف ان زوجتي تريد العيش في قلعة ضخمة كبيرة مبنية علي الصخور، فقالت السمكة : عد الي منزلك وسوف تجد مكانه قلعة كبيرة .. وبالفعل وجد الصياد مكان قصره قلعه صخرية كبيرة عملاقة، وقد اصطف داخل القاعة الكبرى الموائد الفاخرة والمقاعد الذهبية، والخدم واقفون بانتظار اشارة من اصبعه .
اقترب الصياد من زوجته وسألها : بالطبع أنت راضية وسعيدة الآن اليس كذلك ؟ اجابته الزوجة : سوف نري سوف نري ، وفي صباح اليوم التالي خطرت فكرة جديدة علي بال الزوجة، فأيقظت الصياد من نومه قائلة : انا اريد ان اصبح ملكة هذه الارض، اذهب الي سمكتك السحرية واطلب منها ان تجعلنا ملكين، فقال لها الصياد : ولكنني راضي بحالي ولا اريد ان اصبح ملكاً، اصرت الزوجة علي طلبها .
فاضطر الصياد المسكين الي العودة الي السمكة وطلب منها ان تجعل زوجته ملكة، وجاء جواب السمكة المسحورة المعتاد : عد إليها الآن فقد أصبحت ملكة، وهكذا عاد الصياد فوجد زوجته ملكة متوجة تجلس عرش فخم من الذهب وحولها الجاريات وفوق رأسها تاج مرصع بالماس، سألها الصياد : هل انتي سعيدة وراضية الآن يا زوجتي ؟ لقد اصبحتي ملكة كما تمنيت، فأجابت : بالتأكيد لست راضية وقد أصبحت ملكة الارض فقط، اريد ان اكون ايضاً ملكة البحار، تعجب الصياد كثيراً من طمع وجشع زوجته ولكنه عاد الي السمكة المسحورة وطلب منها ان تجعل زوجته ملكة البحار، فنفذت السمكة طلب الصياد وحولت الزوجة الي ملكة تعيش في البحر علي هيئة سمكة جميلة، وهذه كانت نهاية الطمع والجشع، فقد عاشت هذه الزوجة الطماعة بقية حياتها في البحر بعيداً عن زوجها وكأنها مجرد سمكة .