كل الأطفال يمرون بمراحل تعلم القراءة مع اختلاف طريقة تعلمهم لها، ولكن من أكثر القصص التي جذبت انتباهنا من حيث طريقة التعلم القصة الآتية:
“قصة آدم والقراءة”:
قرار والدته بتعليمه القراءة:
آدم طفل يحب سماع القصص من أمه قبل النوم، وأثناء النهار كان يحب اللعب في الحديقة، حيث كان يستمتع برؤية المناظر الطبيعية وصور الحيوانات في القصص، ولكنه لا يستطيع القراءة والكتابة؛ فكان يطلب من والدته قراءة القصص، وأثناء القراءة كان “آدم” يشاور على الصور ويسأل والدته عنها، وكانت والدته تجيبه بكل سرور، فقررت أن تعلمه الحروف الأبجدية لكي يتمكن من القراءة بنفسه.
طريقة تعلم القراءة لأطفال أعمارهم أقل من أربعة سنوات:
فأحضرت والدته له بعضا من كتب الحروف الأبجدية الممتلئة بصور الحيوانات والطبيعة، وبدأت تعلمه الحروف عن طريق المشاورة باصبعها نحو الحرف والنطق به، وهكذا إلى أن أكمل سن الرابعة من عمره .
تعلم “آدم” للقراءة والكتابة:
ثم قامت بإحضار كراسة وقلم، وبدأت تكتب له حرفا بكل أشكاله في القراءة يوميا، ثم جعلته ينطق ويكتب اسم الحرف بعدها مع التكرار إلى أن أكملها، ثم بعد ذلك بدأت تعلمه الحروف بالتشكيل إلى أن أتقنها، وهكذا بدأت تكون له كلمة من ثلاثة حروف مثل (جلس – حصد – زرع – آدم )، وجعلته يقرأ الحروف المتشابكة، ويكون كلمة ثم جملة إلى أن تعلم القراءة والكتابة .
قصة البستاني والثعلب:
ومع مرور الوقت بدأ “آدم” يقرأ قصص الأطفال، التي كانت تشتريها له والدته بنفسه, ومن أكثر القصص التي كان “آدم” يحب قراءتها قصة “البستاني والثعلب”، فطلبت منه والدته أن يحكى لها القصة، فقال آدم: “كان في زمن قديم كان هناك رجل بستاني، له حديقة يعتني بأشجارها كل يوم؛ يسقى الأشجار، يقلب التربة، يقوم بإزالة الحشائش الضارة من التربة، ويقص الأغصان إلى أن نمت أشجار البستان، وأزهرت ثمارها .
من الفتحة الضيقة:
وذات ليلة مر ثعلب جائع على طريق الحديقة، فرأى الثمار الناضجة، ولكن الحديقة كان لها صور مرتفع فلم يستطع الثعلب تسلقه، وبدأ يبحث الثعلب عن مدخل إلى الحديقة، فوجد فتحة ضيقة جدا فشفط بطنه ودخل منها، وأكل الثمار الناضجة إلى أن انتفخ بطنه، ولم يستطع الخروج من الفتحة الضيقة.
قرار البستاني:
وفى الصباح أتى البستاني إلى الحديقة فوجدها محطمة، ولم يجد الأزهار الناضجة، ولكنه وجد الثعلب ممددا على الأرض، بطنه منتفخ، فمه مفتوح، ومغمض العينين؛ فغضب البستاني وقال: “سأقطعك إربا، وأحفر لك قبرا وأقوم بدفنك فيه، حتى لا تظهر رائحتك النتنة”.
هروب الثعلب:
فسمعه الثعلب وهرب مختبئاً برعب من البستاني، وعندما أتى الليل هرب الثعلب من الفتحة التي دخل منها، وعندما هرب قال الثعلب للبستاني: “ثمارك لذيذة وماؤك عذب، ولكني لم أستفد منك شيئا، دخلت جائعا، وخرجت جائعا، وكدت أن أدفن حيا”.
بعد الانتهاء من القصة:
سأل “آدم” والدته ما رأيك في القصة ؟، فتقول مجيبة على صغيرها: “إنها رائعة يا بني، والأروع منها أنك تعلمت القراءة”.