للقصص فوائد جمة ولاسيما قصص الأطفال عند النوم، إن تلك النوعية من هذه القصص يحبها الصغار ولا أكاد أجزم حينما أقول والكبار، تبعث على الطمأنينة بالنفس وتشعر بالحنان والدفء ومشاعر الأبوة؛ تلك النوعية من الأدب الفني يستخدمها الآباء في جذب انتباه صغارهم وتلقينهم بعض دروس الحياة وجعلهم أقوياء لاستقبالها حتى يقووا على هذه التجربة التي لا محال منها ولا مفر، أطفالنا هم فلذة أكبادنا نفعل المستحيل من أجل توفير كل ما هو أفضل لهم ومن أجل مستقبل مزهر باسم لهم؛ تساعدنا قراءة القصص لهم على فعل كل ذلك وأكثر ولكن كل ما علينا فعله هو انتقاء الأفضل من بينهن دائما وسرده بطريقة مثلى من أجل أن يتذكرها أحبابنا الصغار دائما بطريقة كأنها قد نقشت على حجر والتصقت بعقولهم الصغيرة.
أولا/ قصة القنفذ الصغير:
يحكى أنه في إحدى الغابات الشاسعة كان هناك قنفذا صغيرا تخشاه كل الحيوانات بسبب الشوك الذي يغطي ظهره، وكان كلما اقترب من احد تلك الحيوانات ركضت بعيدا عنه ولم ترغب في مشاركته اللعب، كان ذلك القنفذ الصغير دوما حزينا لشعوره بأنه وحيدا وغير مرغوب فيه من الآخرين .
وبيوم من الأيام وجد القنفذ الأرنب يلعب بكرة جديدة في غاية الجمال فاقترب منه وتوسل إليه أن يسمح له باللعب معه بكرته الجديدة ولكن الأرنب رفض بشدة خوفا من خسران كرته بسبب أشواك القنفذ الصغير وذكره بالمواقف المتعددة التي جمعت فيها القنفذ وبقية الحيوانات الأخرى في الغابة وكيف كانت النتائج وخيمة، ففي موقف تسبب القنفذ فيه بانفجار بالون القطة الصغيرة الذي كان جديدا مما سبب لها الحزن والألم .
وذات مرة لعب القنفذ معهم جميعا فسبب لهم الألم المتواصل لمدة أيام بسبب إصابتهم بشوكه، دمعت عينا القنفذ وتأثرت نفسيته وساءت بسبب كلام الأرنب له، انصرف عائدا للمنزل وهناك سألته والدته عن سبب الحزن الذي يبدو على ملامحه فحكا لها كل ما صار معه من حيوانات الغابة وعن معاملتهم القاسية له، فأخبرته والدته بأنهم سيقدرون يوما نعم الله على مخلوقاته وبينت له فوائد هذه الأشواك على ظهره في مواجهة الأخطار الداهمة .
وبيوم من الأيام جاء صياد إلى الغابة في وقت لعب أصدقاء القنفذ وكاد الصياد أن يتمكن من إلقاء القبض على الأرنب الصغير واصطياده غير أن القنفذ الصغير أدرك صديقه وهجم على الصياد باستخدام أشواكه فما كان من الصياد غير أنه فر هربا من تلك الأشواك المميتة وهنا أدرك أصدقائه مدى فوائد الأشواك التي يحملها القنفذ وأنهم كانوا مخطئين في حقه فاعتذروا له ومن حينها أصبحوا يتشاركون معا كل الألعاب، ومن ناحية القنفذ الصغير المحب لأصدقائه كان يبذل كل جهده محاولا عدم تخريب ألعاب أصدقائه وضياع فرحتهم بلعبهم الجديدة.
ثانيا/ قصة العصفور الكسول:
في إحدى الغابات كان هناك عصفورا كسولا، فمن عاداته السيئة أنه كان يسهر طوال الليل وببداية شروق الشمس وطلوع النهار يبدأ نومه في الوقت الذي تكون فيه سائر الحيوانات والطيور تذهب بحثا عن طلب الرزق، كانت والدته هي من تطعمه حيث كانت تذهب في الصباح الباكر بحثا عن الطعام وحينما تجده تأكل وتحمد خالقها وتحمل الحبوب لابنها الكسول، وفي يوم من الأيام اتخذت الأم قرارا حاسما لتغير حياة ابنها وألا تجعله متكلا إلا على خالقه ومولاه سبحانه وتعالى، حينما حان وقت الذهاب لجمع الطعام أيقظته والدته وأخبرته أنه عليه أن يذهب معها لأنها لن تحضر له الطعام مجددا، وأنه يتوجب عليه الاعتماد على نفسه، بمجرد أن غادرت والدته العش أكمل نومه وحينما عادت والدته استيقظ من نومه وسألها عن الطعام فأخبرته بأنه يتوجب عليه البحث عنه لكي يحصل عليه، كانت الشمس في منتصف السماء وشديدة السخونة، تعب العصفور الصغير من شدة حرارتها الحارقة ولكنه كان جائعا فاستمر في البحث ولكنه لم يجد أي حبة ليأكلها، لقد جمعه الطيور كل الحبوب الملقاة في الأرض ولأنه تأخر في الذهاب لم يجد شيئا، فعاد إلى العش حزينا ولكنه عزم النية على تغيير مسار حياته بالكامل، نام في هذا اليوم باكرا ليستيقظ باكرا ويذهب كبقية جنسه للبحث عن قوت يومه، وقد تعلم الدرس الذي أرادت والدته أن تعلمه إياه.