إنه من الضروري علينا نحن الكبار أن نحكي للأطفال قصص تكون ذات عبرة ولاسيما قصص من ديننا وقرآننا الكريم، فقصة أهل الكهف هي قصة شيقة ومتسلسلة وجميلة، فكان لها سورة كاملة في القران الكريم سميت باسم أهل الكهف، وفيما يلي عرضا تفصيليا لأحداث تلك القصة.
قصـة أصحاب الكهـــف والرقيم
إبليس وضلالة القوم:
كان منذ مئات السنين، وفي إحدى البلاد التي كان قد سبق لها الإيمان بالله، كان هناك إبليس قد نفذ وعده لله سبحانه وتعالى وأضل الناس عن عبادة الله وحده حتى انتشر الكفر بين الناس وفي شتى الأراضي، وأصبح الإيمان غريبا، فكان ملك تلك البلاد فاجرا كافرا ومحاربا لأي عقيدة، بل وكان كل وزراؤه وجنوده يحاربون أي بادرة تدعو إلى الحق.
الملك وعلمه بالفتية:
ولكن الله اصطفى مجموعة من الفتية وأختصهم بالعلم والحكمة والشجاعة، حتى أن هؤلاء الفتية لم يخافوا في الدعوة إلى الله لومة لائم وعبدوا الله حق عبادته، ولكن الملك علم بإيمانهم وتوعد هو وجنوده بقتلهم ليجعلهم عبرة لمن يفكر في الخروج من دين ذلك الملك الكافر، ولكن ظل الفتية يعبدون الله وحده حتى أمر الملك جنوده بملاحقة هؤلاء الفتية وقتلهم.
هروب الفتية:
قرر الفتية الهروب والفرار بدينهم حتى لا يتم القبض عليهم، ويتم إجبارهم على ترك دين التوحيد، خرج الفتية من البلدة وجنود الملك في ملاحقتهم حتى وجدوا كهفا في إحدى الجبال، فاختبئوا بداخله وكان قد تبعهم كلبهم، فهم لم يخططوا لأمر فرارهم فهم لا يملكون المال ولا الطعام، ولا يعرفون وجهتم إلى أين، هنا توجهوا بدعائهم لله وحده، قال تعالى “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا، إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”، فكان كل ما يحتاجونه هؤلاء الفتية هو الدخول في نوم عميق بعد مشقة وتعب الفرار من جنود الملك الكافر، قال تعالى” فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا”.
ما حدث في نومهم:
كانت الشمس أثناء سنين نوم الفتية تخالف مسيرها عند اشتداد حرارتها التي كانت تكاد أن توقظهم، فكانت الشمس تنحرف قليلا عن الكهف حتى لا يستيقظوا هؤلاء الفتية، قال تعالى ” وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا”، وفي نومهم تغير كل شيء لونهم وشعرهم ونمت لحاهم، وكان منظرهم يرعب إذا نظر إليهم أحد في سباتهم هذا “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبً”.
استيقاظ أهل الكهف:
استيقظ أهل الكهف وظنوا أنهم ما ناموا إلا يوما أو بضع يوم، ولكنهم رأوا وتحسسوا لحاهم وأظافرهم وشعرهم الذي نما كثيرا، فقالوا الله أعلم بما لبثنا، فكان بعد استيقاظهم هو الإحساس بالجوع الشديد، قال تعالى “وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا”.
العثور عليهم:
ولكن بعدما قرروا النزول للقرية كان خوفهم من العودة إلى مدينتهم الظالمة وملكها الكافر، كل هذا الخوف جعلهم لا يخرجون جميعا، فقرروا أن يبعثوا واحدا منهم فقط ويعطوه بعض النقود الفضية، وعند خروجه يكون مخفيا لشراء الطعام، وعندما قدم هذا الفتى القطعة النقدية للبائع، ولكن هذا البائع تعجب من تلك القطعة النقدية الفضية، فصرخ البائع وتجمع الناس حول الفتى، فحاولوا أن يكلموه فتكلم الفتى بغير لغتهم فلم يفهموه، فهرب الفتى منهم ليعود إلى أصحابه، ولكن الناس قد تبعوا هذا الفتى وتجمهروا على باب الكهف ظنا منهم أن يوجد كنز بداخله، فوجدوا هؤلاء الناس الفتية وعلموا بأمرهم، وأنهم نائمين منذ سنين، فتوفاهم الله بعد عثور الناس عليهم وعلمهم بأمرهم، قال تعالى “وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا”.
اقرأ أيضا:
قصص القرآن محمود المصري قصة ابني آدم عليه السلام (قابيل وهابيل)
قصص الأنبياء سيدنا موسى والخضر بشكل مبسط للأطفال
قصص أطفال في القرآن قصة لقمان الحكيم
القصة كتبت بأسلوب سهل وبسيط ومعبر عن الأحداث بكلمات سهلة ومفهومة للصغار والكبار