من هو ابن كثير؟
ابن كثير هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير ابن ضوء بن كثير بن زرع القرشي الشافعي.
أصله البصرة، ولكنه نشأ وتربى بدمشق؛ ولد بقرية مجدل والتي تقع شرق دمشق سنة 700 ويقال 701 ؛ كان والده خطيبا لقريته، وبعد ولادته بأربعة سنوات توفي والده، فقام أخوه على تربيته.
باب ذكر قصة ابني آدم: قابيل وهابيل
قال تعالى في كتابه العزيز: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” صدق الله العظيم.
ذكر السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة أن سيدنا “آدم” عليه السلام جرت عادته بأن يزوج ذكر كل بطن بأنثى البطن الآخر، وأراد “هابيل” أن يتزوج بأخت أخيه قابيل حيث كان يكبره، ولكن الآخر “قابيل” أراد أن يستأثر أخته لنفسه نظرا لشدة جمالها وتفوقها على الأخرى (أخت هابيل)، أمر سيدنا “آدم” عليه السلام قابيل أن يزوج أخته لأخيه هابيل ولكنه أبى، فأمرهما بتقديم قربانا لله سبحانه وتعالى، ذهب سيدنا “آدم” عليه السلام إلى الكعبة ليحج، وقبيل أن يذهب استحفظ السماوات بنيه فأبين، فاستحفظ الأرضين فأبين، وقبل قابيل حفظ ذلك.
وبعدما ذهب قدم كل منهما قربانه، فقدم “هابيل” جذعة سمينة وقد كان صاحب غنم، بينما قدم “قابيل” حزمة من زرع رديء كان قد زرعه بنفسه، فنزلت نار من السماء فأكلت قربان “هابيل” وتركت قربان “قابيل”.
فثار “قابيل” غاضبا بوجه أخيه “هابيل”، قال له متوعدا ومنذرا: “لأقتلنك حتى لا تتزوج بأختي”!
فرد عليه سيدنا “هابيل” بكل هدوء: “إنما يتقبل الله من عباده المتقين، ولئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين”.
وقد روي عن ابن عباس، وعن عبد الله بن عمرو، حيث قال عبد الله ابن عمرو: “وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط يده”.
وقد ذكر أبو جعفر الباقر أن سيدنا “آدم” عليه السلام كان شاهدا التقرب، وعندما تقبل قربان “هابيل” ولم يتقبل قربان “قابيل”، قال قابيل لأبيه غاضبا: “إنما تقبل منه لأنك دعوت له ولم تدع لي”، أما عن التوعد فقد توعد أخاه بينه وبينه.
وعندما كانت الليلة التي تأخير فيها “هابيل” في الرعي، أرسل إليه سيدنا “آدم” عليه السلام قابيل ليطمئن عليه ويرى سبب تأخره وأن يتفقده، وعندما وصل إليه قال له: “تقبل منك ولم يتقبل مني؟!”
فأجابه هابيل قائلا: “إنما يتقبل الله من عباده المتقين”.
فغضب منه فقتله بحديدة كانت معه، وقيل أيضا إنما قتله بأن ألقى عليه صخرة بينما كان نائما فشدخته، وقيل أيضا أنه خنقه خنقا وعضه كما تعض السباع فمات، والعلم عند الله وحده.
وبالرغم من توعده له بالقتل إلا إنه مانع وامتنع عن أن يبسط يديه لأخيه بالسوء الذي أراده به، لقد كان حسن الخلق ورع يخشى الله في كافة أموره.
قال تعالى في كتابه العزيز: ” لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين”.
وقيل أنه لما قتله حمله على ظهرة سنة، وقد ذكر أنه حمله على ظهره مائة سنة، ومازال يحمله حتى بعث الله سبحانه وتعالى بغرابين أخوين فتقاتلا، وعندما قتل أحدهما الآخر عمدا إلى الأرض فحفرها ودفن أخاه بها فواراه، هنا تندم قابيل على فعلته بأخيه وقال: “يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القرآن صاحب البحر بعنوان أصحاب الأخدود
قصص القرآن صاحب الجنتين وما بها من العبر والعظات
قصص قران قصة سيدنا هود عليه السلام مع قومه كاملة كما وردت في القرآن الكريم