[the_ad id="40345"]
قصص الأنبياء

قصص الأنبياء بعنوان نبي الله “صالح” وناقة الله

إن في ذكر الأقوام السابقة عظة وعبرة لنا ولكل من يعتبر، علاوة على أن للقصص فوائد عظيمة في معرفة الأقوام السابقة لأنها جمعت قصص الأنبياء والصالحين؛ وفي هذه القصص بين الله سبحانه وتعالى صدق دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذكر تفاصيل لم تذكر في الكتب السابقة من قبل.

من قصص الأنبيــــــــــاء:

جاءنا في الذكر أن قوم ثمود كانوا يعيشون بمنطقة في شمال غرب الجزيرة العربية، وهذه المنطقة يطلق عليها “الحجر”، وقد أورثهم الله سبحانه وتعالى الأرض بعد قوم عاد، وجعل لهم الكثير والكثير من النعم، فقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بنعمٍ كثيرةٍ منها على سبيل الذكر لا الحصر: لقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى بسطة في أجسادهم، كما بارك سبحانه وتعالى لهم في أعمارهم، ووهبهم علم الزراعة مع تربة خصبة بأراضيهم وآبار لا تعد بجوفها مملوءة بالمياه العذبة.

منحهم زيادة على كل من سبقوهم من الأقوام بفن التشييد والعمران، فكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً لهم، من الله سبحانه وتعالى على قوم ثمود بالكثير من النعم والعطاءات التي لا تعد ولا تحصى وميزهم بها، ولكن ماذا فعلوا هم مقابل كل هذه النعم والعطايا؟!

هل شكروا خالقهم سبحانه وتعالى على نعمه وعطاياه وفضله عليهم؟!

هل وفوا حق هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى والتي ميزهم بها خالقهم سبحانه وتعالى؟!

ماذا فعلوا حيال هذا؟!
نراهم قد اتخذوا من الأصنام آلهة من دون الله (حاشاه سبحانه وتعالى عما فعلوا)، لقد قدموا لأوثانهم وأصنامهم وما كانوا يعبدون من دونه سبحانه وتعالى القرابين، نحروا باسمها وتضرعوا لها بل ودعوها بأمانيهم وأحلامهم وما أرادوا تحقيقه بدلاً من خالقهم الذي منَّ عليهم بكل هذه النعم الكثيرة والتي ما كانت لتعد أو أن تحصى من كثرتها.

فبعث الله سبحانه وتعالى لعباده  نبيه صالحاً فقد كان عليه السلام أتقى قومه وأشرفهم من حيث الحسب والنسب، وكان على قدر عالٍ من محبة قومه له أجمعين، أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قومه قوم ثمود ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويتركوا عبادة الأوثان التي اتخذوها آلهة من دونه، أراد الله سبحانه وتعالى بهم الخير فبعث إليهم من يأخذ بأيديهم إلى طريق الرشاد، فقال تعالى في كتابه العزيز: (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).

فما كان جواب قومه (قوم ثمود على نبي الله صالح):

لقد واجه نبي الله “صالح” عليه السلام العديد من الصعوبات والتحديات أثناء أداء رسالته إلى قومه القاسية قلوبهم، فقد كانت قلوبهم كالحجارة وربما كانت أشد منها، فأول رد لهم أنهم تجنوا على نبي الله واتهموه عليه السلام بالجنون، فقال تعالى في كتابه العزيز: (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ).

ولكن سيدنا “صالح” عليه السلام لم يقنط من قومه ولم ييأس من دعوتهم إلى طريق الحق الطريق القويم، فظل يدعوهم بكل ما أوتي من قوة، وعلى الرغم من ذلك إلا إنه لم يؤمن بدعوته إلا المستضعفين من قومه!، أما أكابر قومه وأعاليهم شأناً استكبروا عليه وعلى دعوته، ولم يكتفوا بذلك بل إنهم سعوا في الأرض مفسدين.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء على موقعنا من خلال: 3 قصص الأنبياء مكتوبة قصيرة

سيدنا صالح عليه السلام وناقة اللــــــــه:

لقد تمادوا في طغيانهم فسألوا نبيهم صالح عليه السلام سؤالا تعجيزياً، لقد طلبوا منه أن يخرج لهم من صخرة عظيمة ناقةٍ تحمل ببطنها مولوداً بمواصفات معينة، وإن لم يفعل ما طلبوه منه سيكون بذلك ليس بنبي وليس بمرسل من قبل الله كما يدعي!

فما كان من سيدنا صالح عليه السلام إلا أن دعا الله سبحانه وتعالى، فكانت المعجزة من الله سبحانه وتعالى إذ استجاب لدعاء نبيه “صالح” عليه السلام وأخرج من قلب صخرة صماء ناقة ببطنها مولود وبكل المواصفات التي طلبها قوم ثمود، فقال نبي الله “صالح” عليه السلام لقومه كما جاءنا بآيات القرآن الحكيم: (وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).

لقد كانت ناقة غير عادية، فكيف لها أن تكون ناقة عادية وهي ناقة الله؟!، كانت كلما توقفت بمكان ما، أو نامت بأي مكان تركته سائر المخلوقات الأخرى في توها ولحظتها، كما أنها كانت تشرب من البئر يوماً وتسقي جميع القوم  كباراً وصغاراً من لبنها الذي يكفي الآلاف.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء على موقعنا من خلال: قصص الأنبياء بعنوان سيدنا سليمان عليه السلام

ردة فعل قوم ثمود ومكرهم:

ما كان لقلوب جاحدة أن تؤمن بآيات الله سبحانه وتعالى، فبعد جحودهم على نبي الله “صالح” عليه السلام تحول جحودهم إلى ناقة الله، وبالفعل تحول بض أصحاب القلوب المريضة القاسية من سيدنا صالح إلى ناقة الله، ولم يكتفوا بذلك بل امتدت أيديهم لإيذائها، فتآمروا على قتلها استكبارا على الله سبحانه وتعالى واستهزاءً بأوامره، وقاموا بنحر الناقة بدون أي شفقةٍ منهم، فانطرحت على الأرض صريعة.

عقاب الله الموعود:

توعدهم الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه بالعذاب المهين بعد ثلاثة أيام، ولكنهم كما جرت عادة القوم المكذبين بأوامر الله وتعاليمه كذبوا نبي الله “صالح” واستهزئوا بكلام ربه بل إنهم أيضا استهزئوا بالعذاب المهين، لقد قالوا: “لقد قتلنا ناقة إلهك فآتنا بالعذاب المهين الذي تعدنا به إن كنت من الصادقين”!

فجاءتهم الصيحة فأبادتهم جميعا وكان أمر الله وعدا مفعولاً.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء على موقعنا من خلال:  قصص الأنبياء بعنوان يوسف الصديق عليه السلام

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى