قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الثاني
قصص الأنبياء حبيب الله
ومازلنا نستكمل السيرة العطرة الفواحة، سيرة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حبيب الله المصطفى المختار، الذي بعثه الله سبحانه وتعالى ليكون رحمة للعالمين، فهو النور المهدى من قبل الله سبحانه وتعالى ليكون رحيما بكل الخلائق وشفيعا لأمته بأكملها.
مولد وحيــاة خير الأنام صل الله عليه وسلم الجزء الثاني
وكالعادات التي جرت على العرب حينها، أنهم يرسلون المولودين لديهم للبادية خوفا عليهم من الأوبئة وانتشارها بمكة آنذاك، ورغبة في تنشئتهم بمكان بعيد عن كل ذلك، وبخاصة جرت هذه العادة على كبار القوم؛ وصل كثيرون من بني سعد، وكانت من ضمنهم السيدة حليمة السعدية والتي جاءت مع زوجها “عبيد بن الحارث”.
قدمت السيدة حليمة السعدية بأتان (أنثى الحمار) وقد كانت بطيئة للغاية، لدرجة أن كل قومها سبقوها بالوصول لمكة، وكانت معها أيضا ناقة عجفاء، والسيدة حليمة السعدية نفسها كانت هزيلة ضعيفة، ومما تعجب منه كثيرون أسماء الذين حول رسول الله صل الله عليه وسلم منذ ولادته، فأمه السيدة آمنة بنت وهب حيث أن الله سبحانه وتعالى وهبها رسول الله صل الله عليه وسلم ببطنها ليكون للناس أمان، ومن تلقته على يديها هي الشفاء، أما عن مرضعته الأولى فكانت ثويبة من الثواب، وأما عن حليمة السعدية فمن الحلم والسعادة، إذا كل المسميات حول رسول الله صل الله عليه وسلم مصطفاة ومختارة بعناية من قبل خالقه سبحانه وتعالى.
كان حال المرضعات لا يرضين بالطفل يتيم الأب خوفا من قلة العطاء والهبة، ولذلك عندما وصلت السيدة حليمة لم تجد غيره، ووجدت أن جميع المرضعات قد وجدن رضعا صغارا وأخذنهن، وعندما همت القافلة بالرحيل عادت السيدة حليمة فأخذت رسول الله صل الله عليه وسلم الطفل يتيم الأب حتى لا ترجع فارغة اليدين، وقد سرت هذه العادة في العرب رغبة في استنشاق أطفالهم منذ صغر سنهم هواءا نقيا، وتعليمهم اللغة العربية الأصيلة وفنون القتال كالمبارزة بالسيف والرمي بالسهام وما شابه ذلك، حيث كانت البادية منبع لكل هذه الأمور.
وأول ما أخذته السيدة حليمة السعدية زفت إليها الخيرات، فبعدما كانت تملك أتان بالكاد يسير، أصبح أتانها يهرول هرولة لدرجة أن قومها طلبوا منها التمهل به، كما أنه لم يكن هناك لبن بصدرها عندما كانت قادمة من بني سعد، وبعدما أخذت الطفل المولود “محمد صل الله عليه وسلم” تقول كثر اللبن بصدري فأطعمته وأطعمت أخيه بالرضاعة عبد الله حتى شبعا وبقي هناك أيضا لبن بصدري، ومثل الشيء حدث مع ناقتها حيث أنها أيضا امتلأ درعها باللبن.
قال لها زوجها: “يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، عسى الله أن يجعل فيه خيرا كثيرا”.
وعندما وصلوا جميعا للبادية، وكانت حينها ممحلة (بمعنى أنها بلا عشب نظرا لندرة المطر أيضا)، ولكن كانت أغنام حليمة السعدية تعود دونا عن غيرها مليئة دروعها لدرجة أن جميع القوم تعجبوا من ذلك وتمنوا أن تذهب أغنامهم نفس المكان الذي تذهب به أغنام حليمة السعدية.
كانت السيدة حليمة السعدية تقول أن النبي محمد صل الله عليه وسلم كان يشب بكل يوم ما يشبه غيره في شهر كامل؛ وعندما بلغ النبي صل الله عليه وسلم من العمر أربعة أعوام، وخرج للعب مع الصبيان فجاءه سيدنا جبريل عليه السلام فصرعه (بمعنى ألقه على ظهره الشريف صل الله عليه وسلم)، وشق صدره وأخرج قلبه فغسله، توجد بقلب كل إنسان علقة سوداء ومن الظاهر أن هذه العلقة السوداء ينفذ منها الشيطان لكل بني آدم، فأخرجها سيدنا جبريل عيه السلام من قلب النبي وألقى بها وقال: “هذا حظ الشيطان منك”.
فكانت نشأة رسول الله صل الله عليه وسلم منذ صغره على كامل الأحوال ومحفوظا بحفظ الله سبحانه وتعالى له، حتى أن الصحابي الجليل “أنس” وهو راوي حديث والحديث عند مسلم في الصحيح، كان يقول أنه كان يرى أثر المخيط في صدر رسول الله صل الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ الكريم:
قصص الأنبياء حبيب الله محمد سيد ولد ابن آدم صل الله عليه وسلم الجزء الأول
قصص الانبياء باختصار شديد قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا شعيب عليهم السلام
قصص الانبياء عن الصبر قصة سيدنا “أيوب” وسيدنا “يوسف” عليهما السلام
قصص الانبياء في القرآن نبي الله أيوب وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم