قصص الأنبياء سيدنا أيوب, لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
قصص الأنبياء سيدنا أيوب
من قصص الأنبياء سيدنا أيوب عليه السلام، قال تعالى في شأن أنبيائه: “, لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”؛ لقد كان سيدنا أيوب عليه السلام يمتلك الكثير من الأراضي وأموال هائلة, وكان يمتلك العديد من المواشي والأنعام والعبيد, كما كان لديه الكثير من الأبناء والأقارب؛ ابتلاه الله أشد ابتلاء ولكنه صبر حتى ضرب به مثلا في الصبر، فقال تعالى: “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
قصة سيدنا أيوب:
هو نبي من أنبياء الله اشتهر بالصبر آتاه الله الكثير من المال والأراضي الواسعة, وله الكثير من الأبناء والأقارب, وكان نسبه يعود إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام, قال تعالى: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”.
عبادته لله وحده:
كان نبي الله يعبد الله وحده دون عبادة الأصنام, ويشكره على نعمه, ويسجد لله ويؤمن به, وجرت أحداث قصة نبي الله أيوب في أرض حوران في بلاد الشام.
ابتلاء الله له:
وظل يعبد الله وحده شاكرا حامدا حتى ابتلاه الله سبحانه وتعالى, فأخذ جميع أمواله وأراضيه منه ولم يبقى عنده شيء, ثم ابتلاه الله في جسده فأصابه سقم جعل الناس تفر منه, وتخلى عنه الجميع ورحل عنه أولاده ولم يبقى معه إلا زوجته أشفقت عليه وبقيت ترعاه بعد أن طردوه خارج بلدته خوفا من انتقال المرض إليهم, واضطرت زوجته للخروج والعمل لجلب الطعام لنبي الله, فأصبحت تعمل عند الناس وعندما كانوا يعلمون أنها زوجة نبي الله أيوب كانوا ينفرون منها ويرفضون استخدامها خوفا من انتقال المرض إليهم, واشتد المرض على نبي الله أيوب لكن ظلت زوجته صابرة معه، ولكنها عجزت عن جلب الطعام له لأنها لم تجد من تعمل عنده فاضطرت إلى بيع شعرها, ففي يوم من الأيام جلبت له الطعام فسألها نبي الله عن مصدر هذا الطعام ورفض أن يأكله إلا بعد أن تخبره عن المصدر الذي جلبت منه هذا الطعام, فما كان منها إلا أن كشفت عن رأسها فعرف نبي الله عليه السلام أنها باعت شعرها, فاشتد الحزن عليه.
اللجوء إلى الله:
فعندما عرف أن زوجته باعت شعرها من أجل جلب الطعام له حزن حزنا شديدا فدعا ربه, قال تعالى: “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”, واستجاب الله له وأعاد الله له صحته وأصبح جميل الهيئة مثلما كان وعوضه الله بالأموال والأولاد, فقال تعالى: “ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ”.