قصص الأنبياء سيدنا إبراهيم ويوسف عليهما السلام
لقد كان لقصص الأنبياء بالقرآن الكريم أكثر من ثلثه، وذلك لما لها من قيمة وأثر فعال على النفس البشرية، ولما لها من أهمية بالغة في بناء شخصية قوية متكاملة للمسلم؛ وأما عن الآيات بالقرآن الكريم فخاطب صاحب الشريعة الناس كافة ليكون مصدرا للهداية لهم.
إن الأنبياء والرسل هم القدوة الحسنة والأسوة الصالحة لنا جميعا، لذا يجب أن نوجه بوصلة التربية نحوهم، قال تعالى في كتابه العزيز بسورة الأحزاب: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
أولا/ قصـــــــــة نبي الله “إبراهيم” عليه السلام:
قصة نبي الله “إبراهيم” عليه السلام هي قصة من أهم القصص في القرآن الكريم، وتعتبر أيضا من أهم القصص الدينية في الإسلام.
مولده ونشأته عليه السلام:
ولد سيدنا “إبراهيم” عليه السلام في مدينة أور، في بلاد بابل (العراق حاليًا)، ولد في عائلة من العباد المشركين، وكان والده “آزر” صانع الأصنام.
بدأت دعوة سيدنا “إبراهيم” عليه السلام إلى الله عندما كان شابًا، إذ لاحظ أن الناس يعبدون الأصنام ويجعلونها شركاء لله، فكان يتفكر فيمن حوله، قال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنعام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ، وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ، وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
فحاج إبراهيم قومه على عبادة الأصنام، وأخبرهم أن الله هو خالق السماوات والأرض، وأن الأصنام لا تملك أي قوة. واستشهد عليه السلام بالسموات والأرض والنجوم والقمر، وأخبرهم أن الله هو الذي يدير الكون.
وفي غياب قومه انتهزها فرصة ودخل معبد الأصنام وقام بتكسير الأصنام تاركًا أكبرهم سليمًا؛ وعندما عاد قومه، سألوه عن من فعل ذلك بأصنامهم، فأجابهم: “اسألوا كبيرهم”.
تعذيبه عليه السلام:
أحضروا “إبراهيم” عليه السلام أمام الملك نمرود، والذي حكم بأن يحرق، وضع إبراهيم في نار كبيرة، لكن الله أمر النار أن تبرد وتكون بردا وسلامًا على إبراهيم.
الهجرة إلى مكة:
وبعد ذلك هاجر “إبراهيم” عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى مكة المكرمة، وقام ببناء الكعبة كما أمره خالقه، وأتاه أمر الله بأن يذبح ابنه إسماعيل كدليل على إيمانه، وأظهر سيدنا “إبراهيم” عليه السلام الامتثال التام لأوامر خالقه، لكن الله أنقذه في آخر لحظة، وأعطاه خروفًا بدلًا من ابنه.
اقرأ أيضا/ 4 قصص أنبياء في الإسلام
ثانيـــــــــــا/ قصــــــــــــة نبي الله “يوسف” عليه السلام:
قصة نبي الله يوسف عليه السلام هي واحدة من أهم القصص في القرآن الكريم، وتعتبر من أهم القصص الدينية في الإسلام:
ولد نبي الله “يوسف” عليه السلام في مدينة كنعان (فلسطين حاليًا)، وكان عليه السلام ابنا لنبي الله يعقوب عليه السلام من زوجته راحيل، وقد عرف بالجمال الشديد والحدة في الذكاء.
رأى سيدنا “يوسف” في منامه أنه يرى نجومًا وشمسًا وقمرًا يسجدون له، فأخبر والده “يعقوب” برؤياه، فخاف “يعقوب” عليه من غيرة إخوته الاثني عشر، فمنع يوسف من إخبارهم بحلمه.
مكر إخوته:
حقد إخوة “يوسف” عليه بسبب شدة حب والدهم له، فخططوا للتخلص منه وبشكل نهائي ليهنئوا بحب أبيهم، وكانت النتيجة أنهم ألقوا يوسف في الجب ليلاقي مصيرا حالكا.
وبينما كان في البئر مرَّت قافلة تجارية ووجدت يوسف، فباعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين.
وصوله عليه السلام لمصر:
بيع “يوسف” لعزيز مصر، وتربى على يديه، وحينما اشتد عوده وقعت في حبه زوجة العزيز، فراودته عن نفسه ولكنه أبى فكان جزائه السجن.
وبينما كان في السجن سألاه سجينان عن تفسير لحلم راودهما، فكان حلم الأول أنه يعصر خمرا والثاني أنه يحمل خبزا فوق رأسه تأكل الطير منه؛ ففسر للأول أنه سيفرج عنه من السجن ويكون ساقي الملك، والثاني بأنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه.
ورأى ملك مصر حلمًا لم يجد أحدًا يفسره، وكان من فسر له بالفرج من السجن ساقي الملك فأوصى بيوسف لدى الملك ليقوم بتأويل رؤياه.
وقام نبي الله “يوسف” عليه السلام بتفسير الحلم لملك مصر، وكان تفسيره حقيقا فجعله الملك عزيز مصر بحكم وزيرا للمالية، وكان المسئول الأول عن تخزين الطعام في مصر، وبالفعل حدثت الرؤيا وضربت مجاعة هائلة البلاد بأكملها، وجاء الناس لمصر يطلبون الطعام.
وفي يوم من الأيام جاء إخوة “يوسف” عليه السلام فعرفهم ولكنهم لم يتعرفوا عليه، فطلب منهم أن يأتوا إليه بأخ لهم من أبيهم وقد كان أخيه من أمه وأبيه.
وعلى الرغم من رفض نبي الله “يعقوب” لذهاب ابنه خشية أن يلاقي نفس مصير ابنه “يوسف” من إخوته، إلا إنهم استطاعوا أن يقنعوه في النهاية، وتدور الأحداث حتى يجمع الله شمل نبيه “يعقوب” بابنه “يوسف” عليهما السلام بمصر، وتتحقق رؤيا “يوسف” بأن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له.
واقرأ أيضا مزيدا من قصص الأنبياء من خلال:
وأيضا/ قصص الأنبياء للأطفال بطريقة مبسطة وسهلة