قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الثاني والأخير
قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة
إن أبنائنا أمانة في أعناقنا، والمسئول الأول والأخير عن هذه الأمانة هم الآباء، وعن التقصير في حقوقهم كالتقصير من ناحية التربية والتعليم ومثل ذلك من أمور تعتبر خلل واضح ومن ضمن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الآباء، فالبيت بمثابة المدرسة الأولى للطفل التي يتعلم بها كل شيء.
من قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة:
قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الثاني
ونحن المسلمون نحب سيدنا “إدريس” عليه السلام، لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز أنه كان نبيا صديقا، كما أن سيدنا محمد صل الله عليه وسلك رآه برحلة الإسراء والمعراج في السماء الرابعة.
كما أن الملائكة تحب سيدنا “إدريس” إذ كان دائم قراءة كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله بالصحف التي أنزلها على “شيث”.
عانى سيدنا “إدريس” عليه السلام في سبيل دعوته إلى ربه كغيره من سائر الرسل، وتحمل الكثير من الأذى وصبر عليهم جميعا في دعوتهم إلى طريق الحق، قال تعالى في كتابه العزيز: ” وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ”.
ولأنه صبر ووفى كان من الأنبياء الصديقين فقال تعالى في حقه: ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” صدق الله العظيم.
وعندما كان إدريس عليه السلام بأهل مصر، أحبه الجميع من أهلها، كما أن ملك مصر حينها أطاعه وآمن بما جاء به، أعان سيدنا “إدريس” المصريين على جميع أمورهم، صعد عليه السلام إلى أول منبع بالنيل وقام بتعليم المصريين كيفية قياس الأراضي، كما قام بتعليمهم كيفية التعامل مع زيادة ونقصان الماء (أيام الفيضانات وأيام الجفاف)، وعلمهم كيفية طرق الزراعة الصحيحة، كما علمهم كيفية ري الأرض وسقيها؛ وكان سيدنا “إدريس” عليه السلام أول من قام برسم قواعد المدن عند إنشائها، وقد تم إنشاء 188 مدينة بعصره، وكل ذلك إذا دل على شيء لا يدل إلا على أن سيدنا “إدريس” عليه السلام جمع بين النبوة والحكمة والعلم الغزير.
لقد طاف سيدنا “إدريس” عليه السلام الأرض كلها، وعلم الناس أجمعين أمور دينهم ودنياهم، وأحثهم على عبادة الله وحده لا شريك له.
وعندما شعر كغيره من السابقين بدنو الأجل علم ابنه التوحيد والطرق الصحيحة لعبادة الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى، كما علمه كافة العلوم التي تعلمها طوال حياته، توفي سيدنا “إدريس” عليه السلام بعد أن رفعه الله سبحانه وتعالى مكانا عليا.
كيف رفع الله سيدنا “إدريس” عليه السلام مكانا عليا:
علم سيدنا “إدريس” عندما أوحى الله سبحانه وتعالى إليه، أن الله ترفع إليه أعمال عباده كل يوم، وأنه سبحانه وتعالى يرفع إليه أعمال لسيدنا “إدريس” توازي جميع أعمال بني آدم والذين يعيشون بزمانه، لذلك أراد سيدنا “إدريس” عليه السلام أن تكون له الكثير والكثير من الأعمال الصالحة.
عندما نزل عليه خليل له من الملائكة، أخبره سيدنا “إدريس” عليه السلام أنه يرغب في أن يعيش طويلا حتى يحصل على الكثير من الأعمال الصالحة والتي ترفع إلى الله سبحانه وتعالى، فحمله الملك بين جناحيه وصعد به إلى السماء، وعندما وصلا إلى السماء الرابعة تقابل الملك المقرب لسيدنا “إدريس” عليه السلام مع ملك الموت، وأخبره بأن سيدنا “إدريس” عليه السلام يريد أن يطيل الله في عمره حتى يحصل على الكثير من الأعمال الصالحة، فسأله ملك الموت: “وأين إدريس؟!”
فأخبره الملك المقرب لسيدنا “إدريس”: “إنه على ظهري الآن”.
فقال ملك الموت في نفسه: “عجبا، لقد أمرني ربي الآن بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فتعجبت وقلت كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو الآن في الأرض”.
فقبض ملك الموت روح سيدنا “إدريس” عليه السلام وهو في السماء الرابعة، وذلك قوله تعالى: ” وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا:
قصص الأنبياء ذو القرنين الجزء الأول
قصص الأنبياء ذو القرنين الجزء الثاني الأخير
قصص الانبياء باختصار شديد قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا شعيب عليهم السلام