قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة قصة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الأول
قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة
ما أجمل أن نربي أبنائنا على قصص الأنبياء، لا توجد قصص أفضل منها على الإطلاق، نعلمهم كيفية نهجهم وكيف أنهم عانوا كثيرا حتى تصل إلينا الدعوة، كيف أنهم آثروا الدعوة إلى طريق الله على أنفسهم وأرواحهم، كيف أنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل توصيل الدعوة إلى الناس كافة.
من قصص الأنبياء للأطفال مكتوبة:
قصـة سيدنا إدريس عليه السلام الجزء الأول
عندما شعر سيدنا “آدم” عليه السلام بدنو الأجل أرسل في طلب ابنه “شيث”، فقام بتعليمه علمه الكثير الغزير الذي تعلمه من ربه سبحانه وتعالى، انتقل بعدها سيدنا “آدم” عليه السلام إلى الرفيق الأعلى، وأنزل الله سبحانه وتعالى خمسين صحيفة على “شيث” يعلمه فيها كيفية عبادته سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وينذر فيها من يشرك به شيئا.
على قدر ما عاش “شيث” بين أبنائه وقومه علمهم ما أنزل إليه، وكما فعل “آدم” عندما شعر بدنو أجله فعل “شيث” فعلم ابنه “أنوش” الدعوة ليدعو قومه من بعده على نهجه، ومن بعد “أنوش” سلمت الراية ل “قينن”، ومن ثم جاء الدور على الابن الرابع “مهلاييل” والذي كان ملكا صالحا مؤمنا محاربا لأبناء قابيل وداعيا لنصرة الحق، وعندما شعر باقتراب الأجل ودنوه علم ابنه “يرد” الذي صار على نهجه من بعده.
وأسلم “يرد” كل ما تعلمه لابنه “إدريس” الذي كان فطنا واعيا مؤمنا ومحبا لله سبحانه وتعالى، كان زاهدا عابدا صالحا معظم وقته من يومه يقضيه في قراءة الصحف التي أنزلت على “شيث” حتى يتذكرها دوما ولا ينساها مطلقا، لقد كان دائم العبادة وغير منقطع عنها شاكرا لله ولجميع أنعمه عليه، لذلك اجتباه الله سبحانه وتعالى بأن جعله نبيا، قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” صدق الله العظيم.
إدريس هو أبو جد سيدنا “نوح” عليهما السلام، خصه الله سبحانه وتعالى بإنزال ثلاثين صحيفة عليه، كان يدعو قومه إلى عبادة الله دونا عن سواه، وقد آمن معه ألف من قومه، أدرك عليه السلام 308 عام من حياة سيدنا “آدم” والذي عاش قرابة الألف عام.
ولد سيدنا “إدريس” عليه السلام ببابل، ومن بداية نشأته تعلم العلم وأتقنه وصار يعلمه لغيره من الناس (العلم الذي أنزل على شيث)، وعندما أنزلت عليه الصحف صار يدعو الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى والتنزه عن عبادة غيره مما لا ضرر بأيديهم ولا نفع، خرج إلى كل البلدان ليدعو كل أهل الأرض حتى وصل إلى مصر، والتي مكث بها مع من آمن معه من الناس، واستمر في دعوته إلى مكارم الأخلاق وطيبها.
كان سيدنا “إدريس” عليه السلام عالما، وكان أول من كتب بالقلم، وكان أول من حاك الثياب وقام بخياطتها، وأول من تعلم علوم الفلك ومواقع النجوم والحساب وكثير من العلوم وقام بتعليمها للناس كافة.
كان عليه السلام كلما غرز إبرة في ثوب ذكر الله كثيرا، فكان حينما يمسي لا يمسي أحد مثله بمثل ما فعل من عمل، وكان إذا نسي ذكر الله أثناء خياطته للثوب قام بتقطيع كل الغرز التي لم يذكر فيها الله سبحانه وتعالى ومن ثم يخيطها من جديد ويذكر الله.
كان سيدنا “إدريس” عليه السلام على يتمتع بدرجة عالية من محبة الناس له، فقد كان على قدر كبير من العلم وكان ينفع الناس بما علمه ربه، ومن كثرة حب الناس له حاول الجميع أن ينسبه إليه:
- المصريون يسمونه “هرمس الهرامسة”، كما يقولون أنه ولد بمدينة “منف” وهي العاصمة الكبرى لمصر الفرعونية، كما يقولون أنه جاب الأرض ومن ثم عاد إلى مصر من جديد.
- أما عن اليهود فينسبونه إليهم ويقولون أنه نبي من أنبياء الله الصالحين، ويقولون أنه كان كثير العبادة والتضرع، ويسمونه “أخنوخ”، كما يقولون أيضا أن الله سبحانه وتعالى كان يحبه كثيرا لذلك رفعه إلى السماء.
- أما عن اليونان وأهلها فيسمون سيدنا “إدريس” عليه السلام “أورين الثالث”، ويقولون بأنه كان حكيما وعالما من علمائهم.
وكل هذه الدلائل تدل على أن سيدنا “إدريس” عليه السلام كان محبوبا من قبل الجميع، كما أنه كان يعلم الناس كل ما يتعلمه لينفعهم به، وكان يدعوهم لعبادة الله ويعلمهم كيفية عبادته.
اقرأ أيضا:
قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون
قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام
قصص الانبياء باختصار شديد قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا لوط وسيدنا شعيب عليهم السلام